سماسرة «استطلاعات الرأى» يبيعون حلم الثراء السريع للشباب

كتب: محمد شنح

سماسرة «استطلاعات الرأى» يبيعون حلم الثراء السريع للشباب

سماسرة «استطلاعات الرأى» يبيعون حلم الثراء السريع للشباب

الثراء السريع حلم يراود كل شاب، خاصة فى الدول التى تعانى ظروفاً اقتصادية صعبة، فكما يلعب سماسرة الهجرة غير الشرعية بمشاعرهم ويتاجرون بأحلامهم للعمل فى الخارج، خلقت شبكات الإنترنت كيانات تعدهم بالمكسب السريع، والعمل من المنزل، والعملة الصعبة، بعضها قد يكون حقيقياً، ويوفر فرص عمل جادة عبر الإنترنت، والآخر يبيع الوهم، إلا أن هناك أيضاً ما يثير الريبة وسط كل ذلك.

مواقع استطلاعات الرأى كانت آخر تقاليع العمل عبر الإنترنت، بعد أن باعت شركات ما يعرف «التسويق الشبكى» الوهم من قبل، وتورط شباب وشخصيات عامة فى قضايا نصب بسبب تلك الشركات قبل عامين، وأيضاً شركات «بير السلم»، التى تخدع الشباب بالعمل عبر الإنترنت لترويج منتجات مجهولة المصدر، صار لها صفحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أن مواقع «استطلاعات الرأى» أخذت نمطاً جديداً محيراً.

{long_qoute_1}

«ازاى تاخد 50 دولار من الإنترنت»، عبارة يروج بها أحد مواقع استطلاعات الرأى، التابع لإحدى شركات التسويق، بحسب تأكيد إبراهيم السعيد، الشاب الثلاثينى، الذى تصادفه تلك الإعلانات باستمرار عبر مواقع التواصل الاجتماعى: «بيقولوا إنها شركة تسويق، بتطلب معلومات، لأنها بتعمل بحوث على المستهلكين علشان الشركات تعرف طبيعة جمهورها المستهدف»، إلا أن أسئلة الاستطلاع أثارت قلقه وحيرته: «بيطلبوا معلومات عن الدخل، وعدد أفراد الأسرة وأعمارهم، وتفاصيل فى حياة الشخص والمجتمع، وده خلى الأمر مقلق بالنسبة لى».

لم يعبأ مصطفى حسن بالأسئلة أو طبيعتها، فهو يفكر فى الـ50 دولاراً، التى يراها تأتى بعد إجراء 100 استطلاع للرأى: «الموضوع لا نصب ولا ليه مخاطر، وده موقع مشهور عالمياً، ومش نصاب، ولو قلقان ابقى قل لهم معلومات غلط»، اقتناع «مصطفى» بالموقع، الذى يزعم أنه حصد منه 100 دولار حتى الآن، جعله يروج للموقع على صفحات التواصل الاجتماعى، وينصح أصدقاءه والمقربين منه بالاشتراك فيه.

المهندس مالك صابر، خبير تكنولوجيا المعلومات، حذر مستخدمى الإنترنت من الانجرار وراء أى مواقع أو تطبيقات تكنولوجية تطلب معلومات شخصية أو بيانات من الأفراد عبر الإنترنت، مشيراً إلى أن المواقع والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى والتطبيقات التكنولوجية على الهواتف طالما موجودة على شبكات الإنترنت، فالمتعاملون معها ليسوا فى أمان على خصوصيتهم وحياتهم بنسبة 100%، ناصحاً بعدم التعامل مع أى جهة أو موقع عبر الشبكة العنكبوتية دون التأكد بشكل كامل من مصداقيتها.

 


مواضيع متعلقة