دمياط.. أولياء أمور يطالبون بعودة «أعمال السنة».. والغياب أصبح «ثقافة عامة»

دمياط.. أولياء أمور يطالبون بعودة «أعمال السنة».. والغياب أصبح «ثقافة عامة»
- أحمد حسن
- أشرف إبراهيم
- أنشطة الطلابية
- أولياء الأمور
- إحدى المدارس
- إدارة دمياط
- اتحاد المعلمين المصريين
- الأسرة المصرية
- الأمين العام
- آليات
- أحمد حسن
- أشرف إبراهيم
- أنشطة الطلابية
- أولياء الأمور
- إحدى المدارس
- إدارة دمياط
- اتحاد المعلمين المصريين
- الأسرة المصرية
- الأمين العام
- آليات
من المدارس الإعدادية إلى الثانوية، جميع الفصول خاوية فى دمياط، لا يوجد طلاب ولا مدرسون.. كل ما يصادفك عدد من الإداريين، بعدما هرب طلاب الشهادتين الثانوية والإعدادية إلى أماكنهم المحجوزة مسبقاً فى مراكز الدروس الخصوصية، على أمل الفوز بمجموع كبير ينجيهم من «مذبحة التنسيق»، بينما المسئولون عن العملية التعليمية «ودن من طين وأخرى من عجين».
ومع تفاقم الظاهرة فى المدارس الحكومية، وارتفاع نسبة الغياب بين طلاب الصف الثالث الثانوى إلى 95%، طالب أولياء الأمور بضرورة العودة إلى درجات أعمال السنة، بما يؤدى إلى عودة المدارس لسابق عهدها، والتزام المدرسين بالشرح، دون تواكلهم على حصول كل طالب على الدروس الخصوصية.
السيد النيلى، ولى أمر طالب فى الصف الثالث الإعدادى، قال: «المشرفون غير ملتزمين بالحضور، والفصول شبه خاوية، لذلك لا بد من إدراج أعمال السنة، أو صدور قرار حاسم من وزير التربية والتعليم لتنظيم الحضور والانصراف»، وأكدت بسمة المنصورى، ولى أمر طالب آخر، إن «المدرسة أصبحت فاشلة فى جذب الطلبة، نظراً لافتقادها الكثير من الأمور، منها الاتحادات والأنشطة الطلابية، التى كانت تشجع الطالب على الحضور»، مشيرة إلى أن «المدرسين ينزعجون من حضور طلاب الشهادتين الإعدادية أو الثانوية، لأن المدرس يعتمد على أن الطالب يحصل على دروس خصوصية فى الخارج، لذلك يرغب أن يريح نفسه، ما يؤدى إلى فرم الطالب غير القادر على الدروس الخصوصية»، وطالبت بسمة عودة، ولى أمر أحد الطلاب، بضرورة أن تعود المدارس للعمل بكامل طاقتها، ووضع درجات أعمال سنة على الحضور، مع ضمانات بألا يتم استخدامها للتحكم فى الطالب، بالإضافة لصرف رواتب مناسبة للمدرسين، حتى يراعى المدرس ضميره، ويشرح للطالب كما يجب.
وقال أحمد حسن، أحد سكان دمياط الجديدة: «الفصول شبه خالية من الطلاب فى المدينة، فجميع الطلاب يعتمدون على الدروس الخصوصية، التى تبدأ من الصيف، خاصة لطلاب المرحلة الثانوية، لذلك نطالب المسئولين بالتدخل لحل المشكلة، التى تتطلب ضرورة الاهتمام بالمنظومة ككل، حتى يستفيد الطالب من المدرسة، ولا يكون فى حاجة إلى الدروس الخصوصية، وليستوعب المادة العلمية لا بد من تعديل المناهج لتتناسب مع سوق العمل»، وطالب هانى أبوجلالة، وكيل مجلس أمناء إدارة دمياط التعليمية، وعضو مجلس أمناء المحافظة، بتفعيل لائحة الانضباط، وتفعيل نظام الحضور فى كل حصة أو فترة، مع احتساب الغياب بكل دقة، وعدم قبول الأعذار إلا للمرضى، مع تكثيف المتابعة بالمدارس الإعدادية والثانوية، خاصة الشهادات، ومحاسبة المدرسين المتغيبين أثناء اليوم الدراسى، ودعا «أبوجلالة» إلى تنظيم ندوات لمناقشة ومعالجة الظاهرة السلبية، ووضع آليات لترغيب الطلاب فى الحضور إلى المدرسة، والتنبيه على المدرسين بتكثيف الشرح والعمل داخل الفصول، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المدرسين يحثون الطلاب على الانصراف، حتى يريحوا أنفسهم، ويجبروا الطلاب على اللجوء للدروس الخصوصية، وأضاف: «نسبة الغياب تتعاظم، خاصة فى المدارس الإعدادية والثانوية المتميزة، لأن الطلاب يفضلون الذهاب إلى الدروس الخصوصية فى أوقات الدراسة الرسمية، بينما تضطر المدارس إلى الإعلان عن نسب حضور غير صحيحة، فى محاولة للتغطية على ارتفاع معدلات الغياب فى المدارس»، وكشف المدرس صادق الدحدوح، ارتفاع نسبة الحضور إلى 94% فى المرحلة الابتدائية، فيما أرجع غياب النسبة المتبقية إلى عدم حب البعض للتعليم، وتفضيلهم العمل فى الورش، وتزويغ البعض الآخر للهروب من كثرة الواجبات الدراسية، مطالباً بضرورة تغيير المناهج لتتناسب مع عقلية وبيئة الطالب المصرى، والاهتمام بتعليم التلاميذ القراءة والكتابة فى السنوات الثلاث الأولى بالابتدائى، وعودة التربية الرياضية لتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة، بعدما أصبحت مادة على الورق، وأكد أيمن عوض، رئيس مجلس أمناء إحدى المدارس، أن «التزويغ موجود فى جميع المدارس، سواء الحكومية أو اللغات أو المتميزة»، موضحاً: «السبب غياب المدرس والضمير قبل غياب الطالب، فالمدرس صاحب الضمير يواجه معوقات عديدة، سواء من جانب أصحاب مراكز الدروس الخصوصية أو مديرى المدارس، كما أن الطالب يجد أن المدرسة مضيعة للوقت والجهد، بالإضافة إلى أنه مجبر على توفير ساعات للدروس الخصوصية، ما يدفعه إلى التضحية باليوم الدراسى»، وشدد «عوض» على ضرورة إجراء تغييرات جذرية فى المنظومة التعليمية، وزيادة رواتب المدرسين، وزرع الضمير فى نفوس المواطنين، وتأكيد أن «التدريس رسالة سامية، وليس مهنة فحسب»، وطالب بخفض كثافة الفصول «فليس معقولاً أن يتحمل المدرس والطالب كثافات تصل إلى 90 طالباً، ما يجعل المدرس غير قادر على الشرح، والطالب غير قادر على الاستيعاب، لذلك يجب افتتاح المزيد من المدارس، وتطبيق آلية لتمييز الطالب المنتظم فى الحضور عن غيره، وتغيير الفكر الإدارى لدى المديرين، الذين يعتبرون عملهم مجرد وظيفة يتقاضون عنها الرواتب»، وقال أشرف إبراهيم، رئيس مجلس أمناء المدرسة الثانوية التجارية فى عزبة البرج، إن «نسبة الغياب تصل إلى 50% فى المدارس الثانوية العامة بدمياط طول العام الدراسى، ثم ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 100% فى الشهر الدراسى الأخير»، مطالباً وزارة التربية والتعليم بمواجهة منظومة الدروس الخصوصية على مستوى الجمهورية، بعدما باتت تلتهم دخل الأسرة المصرية، مع ضرورة الاهتمام بالتعليم الابتدائى، وتنظيم دورات تدريبية لتهيئة وإعداد المدرسين فى جميع المدارس، مرة كل 6 أشهر، والاهتمام بالتعليم الفنى والصناعى.
من جهته، أكد محمد الطلخاوى، الأمين العام لاتحاد المعلمين المصريين، ارتفاع نسب الغياب إلى 95% فى المدارس، خاصة الحكومية، نظراً لعدم وجود قواعد للحضور والانصراف، موضحاً «يبدو كأن وزارة التربية والتعليم راضية عما يحدث، فالأزمة يمكن حلها لو تدخل المسئولون، أما فى حال عدم تدخلهم، فإن عادة غياب طالب الثانوى عن المدرسة ستتحول إلى ثقافة عامة، لا يمكن تغييرها»، وشدد «الطلخاوى» على ضرورة وضع قواعد للحضور والانصراف، ومعايير انضباطية فى جميع المدارس، وأن يرفع المسئولون شعار «العودة إلى المدارس»، وتحديد درجات موضوعية لتقييم الطالب المنضبط، فيما نفى ما يردده الطلاب وأولياء الأمور بشأن عدم وجود شرح فى المدارس «بالعكس المعلم موجود، والشرح موجود، وكل معلم يسير وفقاً لجدول».
وبدوره، قال الدكتور عطا خليفة، وكيل وزارة التربية والتعليم فى دمياط: «لا توجد لدينا فصول خاوية، فهناك التزام تام من الطلاب بالحضور، ففى المدارس المتميزة واللغات تصل نسبة الحضور إلى 95%، بينما تصل إلى 90% فى الحكومية، ويتم تطبيق لائحة الغياب على طلاب الشهادة الثانوية، فمن يغيب 15 يوماً متواصلاً، يفصل ثم يعاد قيده، ومن يتغيب 31 يوماً، يعاد قيده مع تحويله إلى نظام المنازل، كما أصبحنا نطبق الأنشطة والمحاضرات لجذب الطلاب».