«التزويغ فى المترو».. معدات متهالكة ورقابة ضعيفة وأفراد أمن غير مؤهلين

08:46 م | الأحد 04 سبتمبر 2016

رغم الطوابير الطويلة أمام مكاتب التذاكر بمحطات مترو الأنفاق، وبيع ملايين التذاكر، فإن الشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق لا تحقق الربح الكافى الذى يوازن بين تكلفة التشغيل والموارد، ليس بسبب رخص ثمن التذكرة فقط، ولكن بسبب التزويغ فى المترو، سواء بالمرور من البوابات الإلكترونية المعطلة أو بالقفز منها خاصة فى المحطات البعيدة نسبياً عن وسط العاصمة، رغم وجود أفراد شركة الأمن المتعاقدة مع المترو.

ولا تخطئ العين الأشخاص الذين يمرون بكل سهولة على الأرصفة سواء من المتسولين أو الباعة الجائلين أو تلاميذ وطلاب التعليم الأساسى، الذين لا يدفعون ثمن تذكرة مترو الأنفاق، ويتساهل معهم أفراد الأمن، الذين يعجزون عن متابعة كل الركاب، خاصة فى أوقات الذروة، وفى الوقت الذى تهتم فيه الشركة ببوابات الدخول فقط، تهمل تماماً بوابات الخروج حيث لا يعمل منها سوى 20% فقط من البوابات القديمة بالخط الأول والثانى، ويكتفى الركاب بوضع التذكرة على سطح الماكينة ويمرون دون وضعها فيها كما كان يحدث من قبل.

{long_qoute_1}

فى شهر يونيو الماضى أعلنت الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق تشديد عقوبة المخالفات، لتصل غرامة الركوب دون تذكرة، أو عدم استخدامها أثناء الدخول من البوابات، أو استخدام تذكرة سبق استخدامها، أو السفر بتذكرة مخفضة القيمة دون وجه حق، أو تجاوز المنطقة المحددة بالاشتراك، من ١٥ إلى ٥٠ جنيهاً. وشمل تشديد الغرامات على مخالفات التدخين داخل المحطات والقطارات، وإلقاء المخلفات فى المحطات أو عربات المترو، ومخالفة قواعد الركوب فى عربة السيدات.

وتم رفع غرامة البيع بالقطارات أو المحطات دون تصريح، والتسول بالقطارات أو المحطات، وإساءة استعمال أدوات المترو، والعبث بالمعدات والأجهزة الخاصة بالقطارات، وعبور شريط السكة الحديد، ولصق إعلانات أو أى ملصقات داخل القطارات أو المحطات إلى ١٠٠ جنيه، لكن لم يتم تطبيق هذه القرارات بجدية ورغم تشديد العقوبات فإن التزويغ لا يزال مستمراً، بحسب وصف محمد صابر، 30 سنة، من شبرا الخيمة، الذى أضاف: «بتضايق جداً لما بشوف ناس بتزوغ فى المترو لأنى بكون دافع وهما لأ وكمان بيزاحمونا فى العربيات بمنتهى البجاحة، طبعاً لو حد وقّفه مرة مش يكررها تانى، لكن علشان عارف إن مفيش حد هيكلمه، أو يعترضه بيعمل كدا كل يوم، والدليل على ذلك وجود المتسولين والباعة الجائلين الذين نراهم بالعشرات كل يوم بمحطات المترو والبراميل اللى الموظفين بيحطوا فيها التذاكر، مفيش دولة فى العالم لحد دلوقتى بتحط براميل مكان بوابات الخروج، إحنا مش مع رفع التذاكر لكن مع مراعاة آدمية الركاب».

ويتسبب التزويغ فى حدوث خسائر مالية كبيرة للشركة، بالإضافة إلى زحام كبير داخل العربات، بحسب وصف أحد موظفى الأمن الداخلى بالمترو، رفض ذكر اسمه: «عدم التزام البعض بشراء التذكرة يؤدى إلى خسائر كبيرة ويؤثر على الإيراد اليومى للمترو، وأهم العوامل التى تساعد على تسرب الإيراد تلف البوابات الإلكترونية وفتح البوابات بالمحطات واستبدالها بالبراميل. بالإضافة إلى عدم تشديد الرقابة بالمحطات وداخل القطارات عن طريق المفتشين والمفاجئين ونلاحظ ذلك فى قيام البعض بالعبث بأجهزة الطوارئ وركوب الرجال بعربة السيدات بما يؤثر على مسير القطارات. ويضيف الموظف: «للأسف شركات الأمن لا تقوم بدورها فى منع المخالفين حيث تعتمد على أفراد غير مؤهلين للتعامل مع الراكب وعدم توقيع أى غرامات مالية عليها بسبب هذا القصور، ورغم ادعاء بعض الركاب بأنهم يعملون بالشرطة والأجهزة الأمنية والنيابة ليمروا بدون تذاكر إلا أنه لا يحق لهم الركوب بدون تذكرة تماماً بل يدخلون من خلال البوابات بنصف تذكرة 75 قرشاً، فحسب اللوائح المنظمة لا توجد أى فئات معفاة تماماً من دفع التذاكر».