"لافروف": روسيا وإيران وتركيا مستعدة لضمان تسوية في سوريا

"لافروف": روسيا وإيران وتركيا مستعدة لضمان تسوية في سوريا
قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا وإيران وتركيا مستعدة لضمان تسوية مستقبلية بين الحكومة السورية والمعارضة، فيما غادر عدة مئات آخرين من السكان آخر مواطئ قدم المعارضة في شرق حلب.
الإعلان من موسكو يلقي الضوء على تركيا كوسيط رئيسي في الصراع في سوريا، بعد أن توسطت في اتفاق الأسبوع الماضي مع روسيا لتسلم المعارضة تواجدها في حلب، أكبر المدن السورية.
غابت الولايات المتحدة بشكل ملحوظ عن الاجتماع بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران.
موسكو داعم قوي للرئيس السوري بشار الأسد بينما تدعم أنقرة مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة به.
المباحثات في العاصمة الروسية كانت علامة على أن الدولتين ترغبان في الإبقاء على علاقاتهما في مسارها بعد الاغتيال الدرامي للسفير الروسي لدى تركيا الليلة الماضية على يد شرطي من أنقرة. بعد قتل ضحيته، هتف المهاجم الذي أطلق النار "لا تنسوا حلب! لا تنسوا سوريا!" في إشارة إلى دور حلب في دعم هجوم سوريا على المدينة سياسيا وعسكريا بالغارات الجوية.
في حلب، دخل أسطول من الحافلات شرقي حلب مجددا عصر الثلاثاء لإجلاء المتمردين والمدنيين المتبقين من المدينة، حسبما قال نشطاء.
وقال أحمد بريمو، ناشط إعلامي معارض، إن الأسطول يمكن أن يكون الأخير الذي يغادر المدينة. وتحدث إلى أسوشيتد برس من معبر الراشدين بين الأراضي الحكومية وتلك التي تقع تحت سيطرة المعارضة في ريف حلب. وقدر بريمو بأن حوالي ألفي شخص مازالوا ينتظرون الإجلاء.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن 60 حافلة أرسلت لنقل ثلاثة آلاف مسلح ومدني مازالوا هناك.
ويقول السكان من شرق حلب والمعارضة السورية إن الإجلاء يصل إلى النزوح القسري. كانت شهور من الغارات الجوية الروسية والسورية المدمرة قد هدمت المباني والمستشفيات والمدارس في الجيب الصغير، وتركت معظم شرق حلب مجرد ركام وخطام ولم تترك للسكان خيارا سوى الفرار.
ولم يتضح أبدا العدد المحدد للأشخاص الساعين للإجلاء وأولئك الذين غادروا بالفعل.
قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن 17 ألف مدني وخمسة آلاف مقاتل غادروا، وتقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمشرفة على الإجلاء إن 25 ألف شخص غادروا، وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن العدد هو 37 ألف شخص.
وقال لافروف في موسكو إن الإجلاء يمكن أن يستمر ليوم أو يومين آخرين.
وأوضح عبد الرحمن أن مصير 70 من مقاتلي الحكومة كان مقاتلو المعارضة قد أخذوهم سجناء خلال أربع سنوات من القتال حول الجيب الذي يقع تحت سيطرة المعارضة مازال غير معروف. وأضاف أنه كان من المفترض تسليمهم للحكومة كجزء من الاتفاق للسماح للمعارضة بإخلاء المدينة.
من جانبه، حذر حزب الله اللبناني المسلح الذي يقاتل في صفوف قوات الرئيس السوري بشار الأسد السكان المتبقين في الجيب الثلاثاء للمغادرة "في أسرع وقت ممكن" حسب بيانات بثها الذراع الإعلامي لحزب الله.
وقال ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن مقتل السفير أندريه كارلوف تم على يد أولئك الذين يريدون عرقلة محادثات السلام في سوريا وكذلك عرقلة العلاقات بين روسيا وتركيا.
التطور جاء بعد قرار من مجلس الأمن اتفق عليه مساء الاثنين لإرسال مراقبين للإشراف على الخروج.
في الوقت نفسه، قالت وسائل إعلام رسمية سورية إن العديد من الحافلات الأخرى وصلت إلى ريف حلب الذي تسيطر عليه الحكومة بعد إجلاء المرضى والمصابين من قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين تسيطر عليهما قوى المعارضة.
تبادل الإجلاء جزء من وقف إطلاق النار في حلب، ووافق مقاتلو المعارضة السوريون الذين يحاصرون قريتين على السماح لأكثر من ألفي شخص بالمغادرة من هناك مقابل سماح الحكومة للمدنيين ومقاتلي المعارضة بمغادرة شرقي حلب.
وعرضت قناة الإخبارية التلفزيونية الموالية للحكومة صورا للحافلات أثناء وصولها من الفوعة وكفريا بمصاحبة سيارات الصليب الأحمر الثلاثاء.
وقال الذراع الإعلامي لحزب الله إن 8 حافلات غادرت القريتين في وقت سابق في الصباح.
السيطرة على كامل شرق حلب ستعتبر أكبر انتصار للأسد منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكم أسرته المستمر منذ أربعة عقود في 2011، لكن التكلفة كانت فادحة. فقد قتل آلاف الأشخاص ونزح مئات الآلاف الآخرين وربما لن يعود معظمهم إلى الوطن ثانية.
أيضا، فإن الحرب الأهلية في سوريا أبعد ما تكون عن النهاية، فمازالت المعارضة تسيطر على محافظة إدلب شمال غرب البلاد، وعلى جيوب من الأراضي في مناطق أخرى، بينما يتحكم تنظيم داعش في مساحة شاسعة من شمال شرق سوريا.