«الموبايل» رهن «العجلة»

كتب: عبدالله عويس

«الموبايل» رهن «العجلة»

«الموبايل» رهن «العجلة»

لو كان يعرف الغيب لاختار استمراره فى مهنته رغم المشقة، لحام الأبواب الحديدية والآلات الثقيلة يتطلب جهداً كبيراً، رأى «حسن» أن يُوجّهه فى تأجير الدراجات، بعد أن كانت مهنة رائجة ومربحة فى ذلك التوقيت من عام 1985، لتمضى السنوات ويتحول الشاب إلى عجوز، ويتحول تأجير الدراجات إلى خسارة بعد سرقة بعضها من أمام محله، وقلة الإقبال عليها من ناحية أخرى. «بقيت مديون بعجل للزباين»، قالها حسن القاسمى، ساخراً من الحالة التى وصل إليها: «بقالى 31 سنة فى المحل ده، أكلت من وراه الشهد، وجوزت 4 من أولادى». يتذكر الرجل أيامه الأولى فى المحل حين اشترى 20 دراجة يؤجرها للأطفال، مقابل قروش معدودة تكفيه وأسرته، وإلى جانب تأجير بعضها يقوم بإصلاح أى عطل فى إحداها، لكن الحال الآن صار أشد قسوة وأكثر مدعاة للسخرية: «المحل بقى فيه 10 عجلات بتوعى أنا و12 مش بتوعى وعاملين لى مشكلة».

{long_qoute_1}

أكثر من دراجة سُرقت من أمام محله الصغير على فترات متباعدة وصار ملزماً بشراء بدائل لأصحابها، لكنه فى الوقت ذاته يُحمّلهم المسئولية: «أنا ماعنديش مكان، ولما تيجى لى عجلة أصلحها ماينفعش تقعد 6 شهور و7، وعلشان كده المحل متروس عجل مش بتاعى، فباحط الزيادة بره وباربطه بجنزير وللأسف برضه اتسرق». طفل صغير مقبل تجاه المحل جذب انتباه الرجل الستينى، وما إن اقترب واتضحت معالمه حتى صاح فى وجهه: «امشى مش هأجر لك عجلة، انت مابتلتزمش بالوقت»، ليجيبه الطفل بأن الأمر فى المرة السابقة خرج عن إرادته، وأنه كان تائهاً، مضيفاً: «طب خُد الشبشب بتاعى رهن عندك لحد ما آجى»، ليجيبه «القاسمى»: «لا سيب الموبايل بتاعك وأنا أؤجر لك»، جنيه واحد مقابل ربع ساعة، أجرة لا يلتزم بها الأطفال حسب «القاسمى»: «زمان كنت آخد شبشب من الطفل علشان يرجع لى، دلوقتى آخد الموبايل»، ثم يشير إلى مجموعة من الأحذية داخل محله، ضاحكاً: «الشباشب دى متكومة من زمان لعيال أخدت عجل وسرقته».


مواضيع متعلقة