"تربية النحل" تتحول من هواية إلى مصدر دخل للعديد من الأسر اللبنانية

كتب: الوطن

"تربية النحل" تتحول من هواية إلى مصدر دخل للعديد من الأسر اللبنانية

"تربية النحل" تتحول من هواية إلى مصدر دخل للعديد من الأسر اللبنانية

أخذت تربية النحل في لبنان تتحول من هواية إلى مصدر دخل أساسي للعديد من الأسر بعد أن أثبتت جدواها الاقتصادية وسهولة احترافها كمهنة.

ويعتبر النحل مرصدا لمراقبة التوازن البيئي إلى جانب قيمته الغذائية والاقتصادية فهو يؤدي دورا بارزا في تخصيب النباتات والأشجار ويحافظ على التنوع البيولوجي كما يستخدم في مجال الطب لمعالجة عدد من الأمراض فضلا عن دخوله في مجال التصنيع الغذائي.

وفي هذا الصدد يؤكد وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيب في تصريح صحفي، أن قطاع النحل وإنتاج العسل يعتبر قطاعا واعدا حيث تعتاش منه 6 آلاف عائلة فيما هناك آلاف العائلات تتخذه كمدخول إضافي في عملها.

وروت ممثلة لجنة المرأة في اتحاد النحالين العرب ناهدة بورسلان صالحة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) تجربتها مع تربية النحل التي بدأت معها ومع زوجها كهواية عبر 6 خلايا للنحل وتطورت إلى مهنة لتتحول إلى مصدر معيشي أساسي.

ولفتت إلى أن اهتمام عدد من الوكالات والمؤسسات الدولية ببعض القطاعات الإنتاجية أسهم في تطوير تربية النحل وإنتاج العسل ودفع العاملين في القطاع لانتهاج الطرق والأساليب الحديثة.

واعتبرت صالحة أن تربية النحل أصبحت اليوم مهنة يتجه إليها الكثيرون لأنها تتطلب رأس مال محدود غير أن شرط نجاح هذه المهنة أن يكون صاحبها ملما بالمعرفة المطلوبة لطرق تربية النحل الحديثة. وقالت إن المبتدئين يحتاجون فقط إلى خلايا نحل خشبية والزي الخاص بالنحال فيما تتطلب المرحلة اللاحقة الحصول على معدات لاستخراج العسل وإعادة تكرير الشمع وسكبه وفرزه.

بدوره قال أستاذ مادة تربية النحل في الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتور رامي عليق، إن هناك قسما من الناس يتخذون من تربية النحل مصدر دخل إضافي فيما يتخذها قسم آخر كمصدر أساسي، مشيرًا إلى وجود نحو 100 ألف خلية نحل في لبنان ونحو 10 آلاف مربي نحل.

وأضاف: "من الناحية الاقتصادية يمكن اعتبار تربية النحل مصدر دخل أساسيي لكونها ذات كلفة اقتصادية منخفضة ومردود كبير إذا ما تم تعزيزها بمعرفة علمية".

ولفت إلى أن المعرفة العلمية بطرق تربية النحل ترفع من إنتاجيته، قائلا: "خلية النحل في لبنان تنتج ما بين 8 و15 كيلوجراما من العسل وهو معدل منخفض مقارنة بما تنتجه الخلية في دول أخرى والذي يتراوح ما بين 45 و60 كيلوجراما".

وأشار إلى أن السبب في تطور تربية النحل وتحولها إلى مهنة يعود لتزايد إدراك أهمية الزراعات العضوية الخالية من المواد الكيميائية الأمر الذي دفع الناس إلى الإقبال على منتجات النحل لقربها من الطبيعة.

وأكد دور النحل الكبير في الحفاظ على البيئة والقطاع النباتي من خلال دوره في تلقيح النباتات، مشيرا إلى أن أهميته في تلقيح النباتات تفوق 150 مرة أهميته في إنتاج العسل كونه الأكثر فعالية في المساهمة بعملية تكاثر النبات.

وشدد على أهمية تزود العاملين في تربية النحل بالإرشادات العلمية المطلوبة ومن ثم امتلاك المواد والمعدات الحديثة المستخدمة في هذا المجال.

وأكد أن دور النحل يتعدى إنتاج العسل إلى انتاج مادة الشمع ومادة العكبر التي تمتلك خصائص مضادة للميكروبات فضلا عن إنتاج حبوب اللقاح والغذاء الملكي ودخوله في صناعة عدد من الأدوية الطبية.

ودعا كل عائلة إلى امتلاك بعض خلايا النحل لإنتاج حاجتها من العسل وللقيام بدور في حماية الطبيعة نظرا للدور الكبير للنحل في إثراء الطبيعة.

وقال ميشال سكاف وهو أحد مالكي أراضي مستنقعات (عميق) الطبيعية، إنهم يشجعون تربية النحل نظرا لدوره في تحفيز إنتاجية الأشجار والاعتماد عليه كمعيار لنوعية البيئة في المستنقعات.


مواضيع متعلقة