شاب "متوحد" يرتل القرآن بـ3 لغات

شاب "متوحد" يرتل القرآن بـ3 لغات
فرحت سامية محمود خليل كثيرا حين علمت أن مولودها الأول ولد، نذرته لله وقررت أن يكون طفلها لا مثيل له فى التقوى والصلاح: «كنت عاوزة أعلمه عشان يبقى جرىء وصالح، قلت ده لسه أبيض وأول حاجة لازم تدخل جوفه هى القرآن الكريم، عشان ينفعنى وينفع باباه».
بالفعل ما إن خطا الطفل أحمد مسلم أولى خطواته على الأرض، حتى شرعت الأم فى تعليمه، لتبدأ حالة من الذهول؛ فالطفل ذو الشهور المعدودة يتقن الحروف العربية بسرعة شديدة، وكذلك الحروف الإنجليزية، فى يومين فقط حفظ الأبجديات، لتبدأ مرحلة القرآن الكريم، لم يذهب الطفل الصغير إلى شيخ ليحفظه القرآن، فقط جلس أمام أمام التلفاز، أمام قناة القرآن الكريم، وبدأ يردد، لم تكن سوى شهور قليلة حتى حفظ القرآن الكريم كاملا.
«والله ما وديته لشيخ، ولا هاضحك على الناس وأقول علمته.. أنا ماعملتش حاجة، هو اتولد فى السعودية، كان القرآن شغال على طول، كان يبص فى التليفزيون والمصحف قدامه، كنت بقوله قل هو الله أحد، ألاقيه عجبه ييجى يهزنى ويقولى تانى».
أثناء ترتيله فى مسابقة جائزة دبى الدولية تعجب القائمون على الاختبار كثيرا؛ فالطفل الذى لم يدخل مدرسة فى حياته سوى ستة شهور فقط، يتلو الكتاب الكريم كاملا ويجوده ويعلم أرقام الآيات والأجزاء والأحزاب وإذا ما كانت مكية أم مدنية وعدد الآيات بل وأرقام الصفحات، حتى إنهم وصفوه بـ«الكمبيوتر».
لا تعلم الأم كيف تعلم صغيرها تلاوة القرآن بالإنجليزية والفرنسية، بل والإيطالية أيضا، وأحيانا بالألمانية، تقول: «فى التليفزيون كانت الشاشة فى بعض القنوات مقسومة نصفين: نصف عربى ونصف إنجليزى، أو لغة أخرى، ويقرأ الشيخ، كان أحمد يقعد ويركز، ولقيته حفظ القرآن باللغات دى كلها، ماكنتش مصدقة لحد ما أستاذ لغات أجنبية سمعه وقال لى ده بيقرأ الفرنسية زى أهلها».
سنوات من الحزن قضتها الأم التى توفى زوجها قبل تسع سنوات تاركا إياها مع وحيدها قارئ القرآن، سنوات طويلة قضتها فى المعاناة مع مرض التوحد: «ما كانوش قابلينه فى المدارس العادية، وكانت معاناة كبيرة، كان بيجرى على الشباك عشان يرمى نفسه، كان يمسك أى حاجة من على النار، لو عينى غابت عنه يدلق كل الأكل، ويكسر الأكواب أو يحط إيده فى الكهرباء، قفلت كل حاجة: الأدراج والأبواب بالحديد عشان أطمن عليه، لكن مش زعلانة، أنا ربنا إدانى أكتر مما أستحق».
الشاب الذى يبلغ الآن من العمر 21 عاما يحفظ الكثير من المعلومات، كأسماء الدول والعواصم والرؤساء، ويتلو القرآن فى كل وقت: «لو شافنى فاتحة الحنفية يقولى آيات الماء، لو شاف القمر، لو شاف السحاب، كل حاجة يقولها يذكر من القرآن ما يناسبها». حصل الشاب على الكثير من الجوائز المحلية والعربية، ما يقرب من 16 جائزة، تقول والدته: «ما بقيتش بعدّ والله، راح ضيف شرف فى دبى، وخد جايزة من الخرافى، وشهادة من وزارة الأوقاف المصرية، وطلع الأول على الجمهورية، وخد من نقابة المعلمين ومن وزير التربية والتعليم شهادات تقدير، وكرمه النادى النوبى العام، وأنا فى السكة باخد معاه جايزة الأم المثالية».