أجهزة بيع آلية للسيارات المستعملة في الولايات المتحدة

كتب: (أ ف ب) -

أجهزة بيع آلية للسيارات المستعملة في الولايات المتحدة

أجهزة بيع آلية للسيارات المستعملة في الولايات المتحدة

يتحول كابوس تجار السيارات في الولايات المتحدة تدريجا إلى حقيقة، إذ باتت منصات توزيع آلية تتيح للزبائن شراء مركبات مستعملة من دون الاستعانة بخدمات التجار.

فبعد تجربة أولى أطلقت في ناشفيل (تينيسي جنوب الولايات المتحدة) قبل عام، شهدت مدينة هيوستن في تكساس أخيرا وضع منشأة جديدة من هذا النوع تعرض فيها 30 سيارة موجودة خلف زجاج شفاف وموزعة على 8 مستويات.

وبعد شرائها عبر الإنترنت، يمكن للزبائن التوجه إلى هذه المنشأة الواقعة على طريق سريع وإدخال قطعة معدنية، خاصة واختيار السيارة التي يرغبون بشرائها، والتي تسلم إليهم تلقائيا من إحدى منصات التسليم الأربع.

وقد تشكل هذه الآلات الجديدة في حال نجاحها، تهديدا لاستمرارية تجار السيارات المستعملة بما يشبه الخطر الذي تمثله مجموعة "أمازون" العملاقة للتجارة الإلكترونية على أصحاب المتاجر غير الافتراضية.

ويقف وراء هذه المبادرة موقع "كارفانا" الإلكتروني لبيع السيارات، الذي يأمل من خلال هذا المشروع تغيير المشهد في سوق السيارات المستعملة بالنظر خصوصا إلى سمعة التجار السيئة في بعض الأحيان وحالات النصب المحتملة.

ويوضح إرني جارسيا، وهو المدير العام لموقع "كارفانا" وأحد مؤسسيه، لوكالة "فرانس برس"، أن الهدف من المشروع يكمن في جعل "شراء السيارات مهمة ممتعة".

ويشير جارسيا إلى أن الفكرة الرئيسية للمشروع مستوحاة مباشرة من نجاح "أمازون"، وتقضي بالاستغناء عن وسطاء البيع الذين يتقاضون في المعدل، وفق جارسيا، 400 دولار على كل سيارة مباعة، يضاف إليها 1400 دولار لتغطية نفقات اليد العاملة.

ويسعى هذا الموقع الذي تأسس سنة 2013 خصوصا إلى الرد على مخاوف شراة السيارات المستعملة، الراغبين في التأكد من أهلية المركبة للثقة، ومن عدم الوقوع ضحية عمليات استغلال في السعر.

ويتيح الموقع إمكان إجراء مقارنات للنماذج والأسعار عبر الإنترنت، كما يقترح سيارات مجددة وأنظمة تمويل وتبادل للسيارات لتسهيل المهمة على الزبائن.

وفي النتيجة يمكن للزبون إنجاز عملية شراء السيارة في أقل من 7 دقائق، وفق جارسيا.

وفي السابق، كانت الشركة توفر عمليات تسليم مجانية في اليوم التالي لعملية الشراء، لكنه بات يقترح على الزبائن بفضل أجهزة التوزيع الآلية تسلم السيارة المباعة بأنفسهم، ما يوفر عليهم أكلاف الشحن.

وللزبون مهلة 7 أيام في حال اراد الغاء الصفقة واسترداد المبلغ بالكامل.

ويؤكد جارسيا أن "ثمة سلسلة من الأدلة على أن اعتماد سياسة مبسطة لإعادة السيارات للباعة تتيح تحسين عملية شراء السيارات".

ويحقق هذا المشروع أداء اقتصاديا إيجابيا حتى اللحظة، إذ أن إيراداته سجلت ازديادا فاق الضعف هذه السنة لتصل إلى 350 مليون دولار.

غير أن هذه الشركة ليست الأولى التي تحاول إحداث تغيير جذري في طريقة شراء السيارات.

فثمة خيارات عدة عبر الإنترنت بينها شركة "كار ماكس" التي لاقت رواجا كبيرا بفضل سياستها للأسعار الثابتة وتسهيل عمليات التبديل وصورتها كشركة معتمدة على التبادلات التجارية المنصفة.

غير أن هذه الشركة لا تزال تعتمد على وكلاء بيع تقليديين هم في كثير من الأحيان في مناطق وجود باعة آخرين للسيارات.

لكن هل يمكن لأجهزة التوزيع التلقائي للسيارات هذه قلب المشهد رأسا على عقب في هذا القطاع؟ هذا ما يأمله المروجون لهذا المشروع اذ يسعون إلى إحداث ثورة شبيهة بما حصل في سوق التسجيلات المصورة، عندما جعلت شركات وافدة حديثا مثل "نتفليكس" محال تأجير أقراص "دي في دي" من الماضي.

غير أن التكهن بهذه النتيجة صعب في هذه المرحلة، إذ يرفض موقع "كارافانا" تقديم أرقام المبيعات في ما يتعلق بمنشأة التوزيع في ناشفيل، مكتفيا بالتأكيد على أن تفاعل الزبائن كان "إيجابيا لدرجة مذهلة".

ويؤكد جارسيا أن الموقع يسعى إلى إقامة منشآت مشابهة أخرى "في أسرع وقت ممكن"، على رغم وجود بعض العوائق أمام المشروع.


مواضيع متعلقة