وسطية الأزهر تتحول إلى «تطرف وتحريض» فى المناهج التعليمية.. ومثقفون: يحتاج لمجدد مثل «محمد عبده»

وسطية الأزهر تتحول إلى «تطرف وتحريض» فى المناهج التعليمية.. ومثقفون: يحتاج لمجدد مثل «محمد عبده»
- أحمد زكى
- أحمد عبدالمعطى حجازى
- أسير حرب
- الأزمة الحالية
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأعمال الإرهابية
- الأفكار المتطرفة
- الأمين العام
- الإرهاب والتطرف
- الإسلام دين
- أحمد زكى
- أحمد عبدالمعطى حجازى
- أسير حرب
- الأزمة الحالية
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأعمال الإرهابية
- الأفكار المتطرفة
- الأمين العام
- الإرهاب والتطرف
- الإسلام دين
فى حين يُعتبر الأزهر المؤسسة الدينية الأولى فى العالم، المنوطة بالتعبير عن وسطية الإسلام، وسماحة الدين، وتجديد الخطاب الدينى بما يتفق مع روح العصر، فإن مناهجه الدراسية تمثل الراعى الأول للتراث والمدافع عنه بما له وما عليه.
وقالت قيادات مشيخة الأزهر إن هناك العديد من التطورات فى المناهج والفكر لمواكبة العصر، فى بيانها عن إنجازات المشيخة لعام 2015، لافتة إلى أن المؤسسة شهدت نهضة تعليمية غير مسبوقة، بعد تشكيل لجان لتطوير التعليم الأزهرى، آتت ثمارها فى تعديل المناهج الدراسية لكل المراحل التعليمية، لإيجاد جيل قادر على حمل رسالة الأزهر نقية صافية إلى العالم كله، إلا أنه عند مراجعة المناهج يتضح أنها مفخخة بالكثير من الآراء المتشددة المستمدة من التراث من ظروف وأحداث تغيرت مع الوقت.
{long_qoute_1}
وكانت الكتب التى اختارتها لجنة تطوير التعليم، التى شكلها شيخ الأزهر لتطوير المناهج، تمثل أصولاً ومراجع للعديد من الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم «داعش» والجماعات الجهادية والسلفية المتشددة، ومن ذلك كتب المذاهب الأربعة للمرحلة الثانوية، التى تمثل أرضاً خصبة للتطرف، ففى كتاب الفقه الحنبلى «الروض المربع شرح زاد المستقنع»، المُقرر على المرحلة الثانوية، يوجد امتهان شديد لغير المسلمين، وإن تم حذفه من الكتاب المدرس إلا أنه يمثل أصلاً ومرجعاً لجميع الفرق المتشددة فى التعامل مع غير المسلمين، إذ يقول المؤلف «ويمتهنون عند أخذها»، أى أخذ الجزية، كذلك «ويطال وقوفهم وتجر أيديهم» وجوبا لِقَوْلِهِ تَعَالَى «وَهُمْ صَاغِرُونَ» ولا يُقبل إرسالها.
وقال مؤلف الكتاب فى موضع آخر: «فإن أبى الذمى بذل الجزية أو الصغار أو التزام حكم الإسلام أو تعدى على مسلم بقتل أو زنا انتقض عهده وحل دمه ولو قال: تبت فيخير فيه الإمام كأسير حربى بين قتل ورق ومَنّ وفداء بمال أو أسير مسلم وحل ماله لأنه لا حرمة له فى نفسه، بل هو تابع لمالكه فيكون فيئا وإن أسلم حرم قتله». ويقول صاحب «الاختيار لتعليل المختار»، فى الفقه الحنفى: «وينبغى أن تؤخذ الجزية على وصف الذل والصغار كَمَا قَالَ تَعَالَى {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، فيكون الآخذ قاعداً والذمى قائماً بين يديه ويؤخذ بتلبيبه ويهزه هزاً، ويقولون له: أعطِ الجزية يا عدو الله».
وفى مقررات الثانوية، ما يتعلق ببناء الكنائس، ومن ذلك «ألا تبنى كنيسة فى الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز فى دار الإسلام ذلك، فإن بنوها هدمت، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة انهدمت».
وفى كتاب المذهب الشافعى «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع» للمرحلة الثانوية: «لو أطلق الصلح ولم يذكر فيه إبقاء الكنائس ولا عدمه فالأصح المنع من إبقائها فيهدم ما فيها من الكنائس؛ لأن إطلاق اللفظ يقتضى ضرورة جميع البلد لنا أو بشرط الأرض لهم ويؤدون خراجها قررت كنائسهم لأنها ملكهم ولهم الإحداث فى الأصح ويمنعون وجوباً من رفع بناء لهم على بناء جار لهم مسلم لخبر الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ولئلا يطلع على عوراتنا».
وكان للمرأة نصيب كبير من التشدد الذى يواجه به المتطرفون أبناء الأزهر لتشكيكهم فى منهجهم وفكرهم، ففى حاشية الصاوى على الشرح الصغير يجوز إجبار الفتاة على الزواج: «الثَّانِى مِنْ الْوَلىِّ الْمُجْبِرِ: الْأَبُ، فلَهُ الْجَبْرُ وَلَوْ بِدُونِ صَدَاقِ الْمِثْلِ وَلَوْ لِأَقَلِّ حَالٍ مِنْهَا أَوْ لِقَبِيحِ مَنْظَرٍ لِثَلَاثَةٍ مِنْ بَنَاتِهِ، وذلك (لِبِكْرٍ) مَا دَامَتْ بِكْراً (وَلَوْ عَانِساً) بَلَغَتْ مِنْ الْعُمْرِ سِتِّينَ سَنَةً أَوْ أَكْثَرَ»، وفى «الاختيار لتعليل المختار» فى الفقه الحنفى: «َلَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ مِصْرٍ عَلَى تَرْكِ الْخِتَانِ قَاتَلَهُمُ الْإِمَامُ لِأَنَّهُ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَخَصَائِصِهِ».
{long_qoute_2}
فى المقابل، قال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لـ«الوطن» إن الأزهر غير قادر على مواجهة الجماعات الإسلامية واستقطاب الشباب لأسباب عديدة، منها أن المؤسسات الدينية غارقة فى فكر قديم لا يناسب العصر، فالإسلام فيه مجموعة من الثوابت العظيمة وهذه الثوابت لا يمكن لأحد أن يتحدث عنها أو يشكك فيها، فكلنا متفقون على ذلك، إلا أن هناك أحكاماً فقهية يجب إعادة النظر فيها، منها طريقة التعامل مع أصحاب الديانات المختلفة، ومع المختلفين فى الفكر والدين، وللأسف المغاير فى الديانة كافر عند عدد كبير من شيوخ الأزهر، وهذا ما يتعلمه شباب الأزهر فى كلياتهم.
وطالب «عصفور»، بتحرك قوى ضد شيوخ الأزهر، لأن الأفكار الدينية الحالية صعبة والأزهر يحتاج إلى إمام مُجدد يشبه الإمام محمد عبده، يستطيع أن يشيع العقلانية داخل الفكر الأزهرى، حتى يتحول من فكره السلفى إلى الوسطية والتى تناسب العصر الحديث، مضيفاً: «نريد أن يكون لدينا شيخ يكتب الإسلام دين العلم والمدنية، أما فى ظل الأوضاع الحالية، فالأزهر يتحمل مسئولية إرهاق الدماء والعنف الذى يقع نتيجة عجزه عن مواجهة الأفكار المتطرفة، حتى أصبح شيوخ الأزهر أنفسهم يستخدمون التطرف ضد بعضهم».
وطالب الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى بإغلاق المعاهد والكليات الأزهرية غير الشرعية، فى ظل عجز الأزهر عن مواجهة الفكر المتطرف بسبب التوجه القديم، قائلاً: «لدينا آلاف المعاهد الدينية التى حلت محل المدارس الوطنية، فظهرت جماعات تطالب بإحياء الخلافة، وتعلن التطرف والعنف باسم الإسلام، وأصبحت لدينا «النصرة وحماس وداعش وحسم»، وحتى الأزهر الذى كان يتجه نحو الوسط الآن يتخرج فيه أصحاب فكر متطرف، لهم مصالح سياسية، وأصبحوا يوجهون الدين لمصالحهم».
وتابع: «الخطأ الأساسى هو خلط الدين بالدولة وأمورها وتحويل الدين إلى ثقافة وحيدة لا نعرف عن غيرها أى شىء ففى كل شىء نلجأ إلى الدين حتى فى تعاملاتنا مع بعضنا، فنحن جميعاً مصريون لا نقول بالديانة، وإنما بالوطن، وهذا كلام كان يصلح قبل ألفى عام، لكن الآن الدين دين والسياسة سياسة والثقافة ثقافة، فلا يجوز أن نقول إن مصر دولة إسلامية، لأن فى ذلك صفة لا معنى لها إلا خلط الدين بالسياسية، والدولة إما مدنية أو دينية».
وقال عبدالغنى هندى، عضو لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن السلفية سبب الأزمات والفكر المتطرف الحالى، وهناك كتب يجب تدميرها من الأساس منها كتاب «معالم فى الطريق» للإرهابى سيد قطب، وكتاب «العشماوى» فى التنظيم الخاص، وغيرها من الكتب، فشباب الإخوان والتكفيريون لا ينظرون إلى الكنائس على أنها دور عبادة، وإنما دور أوثان يجب تدميرها، كما يعتبرون المسلمين المخالفين لرؤيتهم وتوجههم كفاراً، فهناك شحن داخلى يجب معالجته فوراً من خلال تحركات الدولة بكل مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية.
وأضاف أن المرحلة الحالية فى حاجة إلى إصلاح شامل لكل المؤسسات الدينية الرسمية، وباقى المؤسسات، لإعادة بعثها من جديد، وبث الأخلاق فيها مرة أخرى وروح العمل والهمة والإيجابية والابتعاد عن البلادة. وأضاف: «نحن أصبنا بمرض البلادة، ويجب التعافى منه، ووجود صوت يدعو لذلك لن يُغنى ولن يثمن، فتلك قضية متعددة الأطراف، ويجب على كل طرف، وعلى رأس تلك الأطراف الأسرة، أن تضطلع بدورها، فضعف دور الأسرة سبب رئيسى فى التطرف، وعليها توجيه الشباب توجيهاً صحيحاً، لأن التنشئة أساس كل شىء»..
ورداً على المثقفين، قال الدكتور أحمد زكى بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة والإفتاء بمشيخة الأزهر، إن تلك الاتهامات للأزهر باطلة، ولا علاقة لها بالحقيقة، فالأزهر قال كلمته فى الأزمة الحالية، ويبذل مجهوداً يشهد له القاصى والدانى، فى مواجهة الفكر المتطرف وكشف عواره وتحصين العالم من آثامه، فالأعمال الإرهابية تحدث فى كل زمان ومكان، وليس لها توجه معين.
وأكد «بدار» أن فكر الأزهر بعيد كل البعد عن الإرهاب والتطرف، متابعاً: «الأزهر يحمل هم تنقيح المناهج وتجديد الخطاب الدينى، بكل ما أوتى من قوة، حتى تكون منسجمة مع كل متطلبات العصر والقضايا المعاصرة وعلاجها من منظور إسلامى صحيح يقوم عليه علماؤه الربانيون، إلا أن السبب فى أزمة الفكر والمجتمع هو تلك الأفلام الهابطة، التى تُجمّل الإجرام وتبرره، فلدينا ثقافة خالية من تصويب حركة المجتمع واستقراره».
- أحمد زكى
- أحمد عبدالمعطى حجازى
- أسير حرب
- الأزمة الحالية
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأعمال الإرهابية
- الأفكار المتطرفة
- الأمين العام
- الإرهاب والتطرف
- الإسلام دين
- أحمد زكى
- أحمد عبدالمعطى حجازى
- أسير حرب
- الأزمة الحالية
- الأعلى للشئون الإسلامية
- الأعمال الإرهابية
- الأفكار المتطرفة
- الأمين العام
- الإرهاب والتطرف
- الإسلام دين