تحقيقات طائرة «مصر للطيران» المنكوبة: باريس تطالب «القاهرة» باستعادة رفات ضحاياها للتأكد من أسباب سقوطها

تحقيقات طائرة «مصر للطيران» المنكوبة: باريس تطالب «القاهرة» باستعادة رفات ضحاياها للتأكد من أسباب سقوطها

تحقيقات طائرة «مصر للطيران» المنكوبة: باريس تطالب «القاهرة» باستعادة رفات ضحاياها للتأكد من أسباب سقوطها

قالت مصادر دبلوماسية، فى تصريحات لـ«الوطن»: إن «الجانب المصرى لم يُسلم الجانب الفرنسى حتى الآن رفات جثث الركاب الفرنسيين الذين كانوا على الطائرة المصرية التى تحطمت خلال عودتها من باريس إلى القاهرة فى مايو الماضى، مما أسفر عن مقتل 66 شخصاً كانوا على متنها»، مؤكدة أن باريس تقدمت بأكثر من طلب خلال الأيام الماضية إلى مصر لتسلم رفات الضحايا، وكذلك لتلبية رغبة السلطات الفرنسية فى التأكد من نتائج التحقيقات التى أجرتها القاهرة فى حادث سقوط الطائرة.

{long_qoute_1}

وأوضحت المصادر أن رئيس مجلس الشيوخ «جيرار لارشيه»، طالب خلال زيارته القاهرة الشهر الماضى، رئيس الوزراء شريف إسماعيل، بتسليم مصر رفات المواطنين الفرنسيين، كما طلب أيضاً «جان مارك آيرولنت» وزير الخارجية الفرنسى، من وزير الخارجية سامح شكرى، ضرورة تسليم رفات الضحايا الفرنسيين من أجل التحقيق فى القضية وتحقيق رغبة ذويهم، إلا أن الجانب المصرى كان يقول إنه يُحقّق فى القضية طوال الفترة الماضية، وبناءً عليه لم يستطع تسليم الرفات لأهالى الضحايا، مما جعل رئيس مجلس الشيوخ «جيرار لارشيه» يتقدم بطلب كتابى جديد قبل أسابيع قليلة للحكومة المصرية من أجل ضرورة تسليم رفات الضحايا الفرنسيين، بعد استمرار رفض الجانب المصرى طوال الفترة الماضية.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن «إعلان وزارة الطيران المدنى فى مصر، عن وجود آثار لمواد متفجرة فى أشلاء ضحايا الطائرة، يدعم الاستنتاج بأن عبوة ناسفة وُضعت على متن الطائرة أثناء قيامها برحلتها إلى القاهرة قادمة من باريس، وذلك رغم أن مسئولين ذكروا أن هناك احتمالات تشير إلى اندلاع حريق على متن الطائرة، ومع ذلك فإنه من غير الواضح لماذا استغرق المسئولون المصريون وقتاً طويلاً من أجل الوصول إلى دلائل وجود متفجرات على متن الطائرة، خصوصاً أنه تم انتشال معظم الجثث من البحر بحلول شهر يوليو الماضى، وبعدها قال الخبراء إن «سبب الحادث لا يزال لغزاً».

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن شاكر قلادة، الرئيس السابق للإدارة المركزية ولجنة تحليل الحوادث بوزارة الطيران، قوله إن «توقيت بيان وزارة الطيران غريب، كما أن الإعلان عن النتائج جاء متأخراً جداً». وأضاف «قلادة»: «قد يكون من قبيل المصادفة أن إعلان (مصر للطيران) جاء بعد مذبحة الكنيسة البطرسية، فى وقت كان فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى لحشد البلاد ضد تهديد الإرهاب، وربما الحكومة وجدت أن هذا هو الوقت المناسب لتعلن مسئولية الإرهاب عن تحطم الطائرة». وأشارت «نيويورك تايمز»، إلى أن هذا الإعلان جاء وسط مخاوف جديدة فى مصر من ازدياد حدة الهجمات الإرهابية التى يُنفذها تنظيم داعش المتطرف والجماعات التابعة له، خصوصاً بعد إعلان «التنظيم» مسئوليته عن تفجير الكنيسة البطرسية فى القاهرة يوم الأحد الماضى، كما أن «التنظيم» تعهد بشن مزيد من الهجمات. وأوضحت الصحيفة أن التحقيقات الخاصة بحوادث الطائرات المحطمة لها سجل من التباطؤ، فغالباً ما يكون الموضوع مبهماً وعرضة لاعتبارات سياسية، فالسلطات المصرية لم تعلن حتى الآن رسمياً عن سبب تحطم الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء عام 2015، مما أدى إلى وفاة 224 شخصاً، وذلك رغم أن «الكرملين» قال إنه «ناجم عن انفجار قنبلة».

وصرح مصدران غربيان لوكالة «رويترز» بأن هناك تحفّظات على نتائج التحقيقات التى أعلنتها السلطات المصرية، أمس الأول، مضيفين أنه «ما زال هناك احتمال يُدلل على أن تحطم الطائرة يرجع إلى خطأ تقنى أو خلل ميكانيكى»، كما قال مصدر مصرى مطلع لصحيفة «الجارديان» البريطانية إن «القاهرة أطلعت فرنسا بالفعل قبل شهور بنتائجها عن الحادثة، لكن المحققين الفرنسيين طلبوا مزيداً من الوقت لدراستها». وأضاف «هذا هو السبب فى استغراق التحقيق كل هذا الوقت الطويل».

جدير بالذكر، أن أفراد عائلة 5 من الضحايا الفرنسيين، أطلقوا عريضة لاسترداد ما تبقى من رفات ذويهم، قائلين إنهم قُتلوا قبل 7 أشهر، وأكد مسئول كبير بمكتب ممثلى الادعاء المصرى لوكالة «أسوشيتدبرس» الإخبارية الأمريكية أن «المحققين الجنائيين المصريين ينسقون الآن مع نظرائهم الفرنسيين»، فيما قال محقق الطيران المستقل المصرى هانى جلال: إن «النتائج التى تم الإعلان عنها أمس الأول تفسر حقيقة أن الطيارين لم يُصدروا أى نداءات استغاثة قبل تحطم الطائرة».


مواضيع متعلقة