سيدات يلجأن للوصفات الشعبية لمواجهة غلاء الدواء: «اسأل مجرب»

كتب: ميادة وسام

سيدات يلجأن للوصفات الشعبية لمواجهة غلاء الدواء: «اسأل مجرب»

سيدات يلجأن للوصفات الشعبية لمواجهة غلاء الدواء: «اسأل مجرب»

«العلم فى الراس مش فى الكراس»، مثل شعبى توارثته الجدات عبر عقود، حمل بين طياته الكثير من العلاجات التقليدية لكثير من الأمراض، التى لاقت رواجاً بين أمهات اليوم، خوفاً من تأثير كثرة تناول الأدوية على مناعة أطفالهن، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأدوية، واختفاء بعضها من الأسواق بسبب أزمة «الدولار»، و«تعويم الجنيه».

«ورق الجرايد كلنا اتربينا عليه»، كلمات فاطمة السيد، السيدة الأربعينية، التى تستخدم ورق الجرايد لتدفئة صدر ابنها بعد دهانه بالزيت، لمعاناته من السعال بشكل شبه مستمر طوال فصل الشتاء، وعدم لجوئها للأدوية إلا فى حال السعال الشديد.

{long_qoute_1}

فيما تلجأ منار أحمد، ربة منزل، إلى استخدام قرطاس ورقى مبلل طرفه بالزيت، تدخل طرفه بـ«فتحة شرج» صغيرتها لعلاجها من الإمساك، «والله كنت خايفة فى الأول بس لما جربتها، وجابت نتيجة بقيت بعملها لبنتى كل ما تتعب بدل نقط ولبوس الإمساك، وبعدين ليه أعود بنتى على الأدوية وفيه طرق طبيعية».

«قربة المياه الساخنة»، هو الحل الذى تستخدمه عزيزة محمد، ربة منزل، لمعالجة المغص المصاحب بالإسهال لدى ابنتها: «بدل العلاج اللى بيوصفه الدكاترة عمال على بطال، والله بيضعف مناعة العيال».

الدكتورة هناء شمس، إخصائى الطب البديل، اتفقت مع بعض الطرق ورفضت البعض الآخر، معلقة: «ما لا يدرك كله لا يترك جله»، فوصفات الجدات المستخدمة اليوم فى العلاج، هناك الكثير منها مفيد ولكن إذا تم استخدامها بشكل صحيح، بحسب تأكيدها، مثل قرطاس الزيت المستخدم لعلاج الإمساك، الذى يقوم على فكرة تليين فتحة الشرج عن طريق الزيت لتسهيل عملية الإخراج، وهذه ليست طريقة خاطئة، ولكنها تعالج العارض فقط، وليس السبب فلا بد من الوقوف على أسباب الإمساك، ومعالجتها، لذلك يجب اللجوء للطبيب.

أما عن أكثر الموروثات شيوعاً، وهو استخدام ورق الجرايد فى علاج الكحة، فقد ثبت علمياً الأضرار الجسيمة لورق الجرايد، وما يسببه من ترسب الرصاص والمعادن الثقيلة بالدم، والتى تسبب أضراراً بالمخ وتلف الأعصاب، ولكن يمكن استبداله بدهان صدر الطفل وظهره بزيت السمسم، ولفهم بورق الزبدة أو شاش به بصل مشوى دافئ، لعلاج نزلات البرد والسعال وتوسيع الشعب.

وأبدت إخصائى الطب البديل اعتراضها على استخدام «قربة المياه» كعلاج للمغص والإسهال، لأن من شأنها تدفئة البطن والفيروس، وبالتالى تنشيطه بدلاً من معالجته، مشيرة إلى أنه بالرغم من الآثار الجانبية للعقاقير والمضادات الحيوية إلا أن هناك بعض الأمراض لا تعالج إلا بالمضادات الحيوية. وألقت بمسئولية رجوع الكثير من الأمهات للوصفات الشعبية، على الهيئة الطبية، التى ترفض عمل إدارة للموروث الشعبى، وتنقيته لمعرفة المفيد منه من الضار ووضعه فى إطار علمى، والتخلى عن «الغطرسة الجاهلة»، واستخدامه جنباً إلى جنب الطب العربى.


مواضيع متعلقة