الإرهاب يستهدف الكنيسة التى خلّدت ذكرى «رسولين»

08:20 م | الأحد 11 ديسمبر 2016

استهدف الإرهاب الغاشم، أمس، الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية بعبوة ناسفة شديدة الانفجار، ما أسفر عن سقوط نحو 25 شهيداً، و49 مصاباً، حسب وزارة الصحة، وتضرر الكنيسة بشكل كبير.

وتُعد «الكنيسة البطرسية» أشهر الكنائس التى كرست على اسم الرسولين «بطرس» و«بولس»، وتولت عائلة بطرس غالى باشا بناءها فوق ضريحه عام 1911، على نفقتها الخاصة تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة مدفن خاص بالعائلة، وتمثل تلك الكنيسة تحفة فنية وتاريخية أثرية، ذات طابع خاص.

{long_qoute_1}

وأُقيمت الكنيسة البطرسية على الطراز «البازيليكى» المقتبس من المعابد الرومانية، وتولى تصميم المبانى والزخارف «أنطون لاشك بك»، مهندس السرايات الخديوية، ويبلغ طولها 28 متراً، وعرضها 17 متراً، ويتوسطها صحن الكنيسة الذى يفصل بينه وبين الممرات الجانبية صف من الأعمدة الرخامية فى كل جانب، ويعلو صف الأعمدة مجموعة من الصور للرسام الإيطالى «بريمو بابتشيرولى» الذى أمضى 5 سنوات فى تزيينها بلوحاته التى تتناول مراحل من حياة المسيح والرسل والقديسين.

وتضم الكنيسة العديد من لوحات الفسيفساء، صنعها الكافاليرى إنجيلو جيانيزى من فينسيا، ومنها فسيفساء التعميد، التى تمثل المسيح ويوحنا المعمدان فى نهر الأردن، ويوجد أمامها حوض من الرخام يرتكز على 4 أعمدة، إضافة لأيقونة من الفسيفساء فى قبة الهيكل تمثل المسيح على العرش، وعن يمينه العذراء مريم، وعن يساره مارمرقس الرسول، مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

وفى موسوعتها عن العائلة والكنيسة بعنوان «العائلة البطرسية.. سيرة عائلة قبطية» أكدت مكتبة الإسكندرية أن الكنيسة لعائلة مصرية قبطية سطر أبناؤها العديد من صفحات تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وشاركوا فى صنع العديد من الأحداث الفاصلة منذ الثورة العرابية مروراً بتوقيع اتفاقية السودان وثورة 1919 واتفاقية 1936، وصولاً إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ومباحثات كامب ديفيد، ووصول واحد من أبنائها إلى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، هو الدكتور بطرس غالى، أول مصرى وعربى يصل لذلك المنصب المرموق كما أنه أول رئيس وزراء قبطى فى تاريخ مصر.