حملات دعم المرأة تبدأ بمناهضة التحرش.. وتنتهى -برضه- بـ«تحرش»

كتب: إنجى الطوخى

حملات دعم المرأة تبدأ بمناهضة التحرش.. وتنتهى -برضه- بـ«تحرش»

حملات دعم المرأة تبدأ بمناهضة التحرش.. وتنتهى -برضه- بـ«تحرش»

تنطلق الحملات للدفاع عن حقوق المرأة أو لدعم قضاياها، لكن النتيجة عادة ما تكون عكسية، فبدلاً من التضامن مع هذه الحملات والاعتراف بأهميتها، تتم السخرية منها ومهاجمة القائمين عليها، هذا ما حدث مع حملة أطلقها مصور منذ فترة لمقاومة العنف ضد المرأة ورفض الزواج المبكر، فتعرض لسخرية بل وتم التحرش بالموديل التى استخدمها فى حملته، الأمر نفسه حدث مع حملة «فستان زمان والشارع كان أمان»، التى دعت لها صفحة «مش هنسكت على التحرش»، فالفتيات اللاتى نزلن الشارع بفساتين قصيرة، قوبلن بهجوم شديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى ووصل الأمر إلى التحرش والتشهير بهن.

{long_qoute_1}

«المجتمع بقى غريب، وكأن الطبيعى إننا نقبل العنف اللى بيتم ممارسته ضد المرأة، والعار أننا ندافع عنه»، كلمات جهاد سعد، المصور الذى نظم حملة مصورة بعنوان «لا للعنف ضد المرأة» و«لا لزواج القاصرات»، ونشر الصور عبر صفحته على الفيس بوك، ليقابل بسخرية شديدة بل وتحرش بالموديل التى استعان بها فى جلسات التصوير: «أنا بمارس التصوير من 6 سنوات، وقضايا المرأة من أولوياتى، حاولت أعمل ده بطرق مختلفة، آخرها التصوير، وبعد ما عملت الحملة ونشرت الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لكى يصل للناس القهر الذى تتعرض له المرأة باسم التقاليد والعادات مثل الضرب من الأب أو الأخ أو الزوج، وأحياناً الإجبار على الزواج المبكر، كانت النتيجة أن الموديل تعرضت لعنف وتحرش لفظى صعب وجارح، أما أنا فتعرضت لسخرية شديدة وانتقادات كأنى فعلت جريمة»، مؤكداً أن ما فعله كان محاولة للتضامن مع الحملة العالمية التى أطلقتها منظمة الأمم المتحدة «16 يوم من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة».

«طبيعى أن المجتمع يشوف الحاجات دى غريبة ويسخر منها، والسبب الأول أننا نواجه ثقافة معادية للمرأة من كافة النواحى، توغلت داخل المجتمع لدرجة أن مقاومتها بأى شكل أصبح ضرباً من الخيال»، كلمات دكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، حول تعرض أصحاب تلك الحملات للعنف والتحرش.

«العنف مسموح ضد المرأة والدين هو اللى بيقول كده، لازم تخلفى ولد مش بنت علشان جوزك، التعليم مش مهم للبنات، الجواز بدرى سترة»، عادات وتقاليد أكد «صادق» أنها ما زالت تسيطر على المجتمع، خصوصاً الرجل، حتى وإن ظهر أن هناك تطوراً زائفاً فى السلوكيات وهى سبب رفض أى حملة تحاول كسر تلك العادات أو تغييرها: «للأسف تغيير نظرة وسلوك المجتمع تجاه المرأة فى الفترة اللى جاية مش هيكون بالحملات بالعكس هيكون بالقوانين والإجراءات الرادعة، مش بالكلام أو التصرفات أو حتى الصور».


مواضيع متعلقة