عماد البلك: «الجماعة» لا تنظر إلا لمصالحها ولو على حساب الوطن

عماد البلك: «الجماعة» لا تنظر إلا لمصالحها ولو على حساب الوطن
شن المهندس عماد البلك، أمين التيار الشعبى فى شمال سيناء، هجوماً حاداً على جماعة الإخوان المسلمين ومرشدها السابق مهدى عاكف، بسبب تصريحاته حول انقسام أبناء سيناء لعملاء للمخابرات المصرية وآخرين لأمن الدولة، وقسم ثالث كعملاء للموساد، وتوعد برد حاسم من أبناء سيناء على تصريحات عاكف بتخوينهم، مشيراً إلى تنظيم مؤتمر موحد لأبناء سيناء فى مدينة العريش لمناقشة سبل التصعيد.
وانتقد البلك، فى حوار مع «الوطن»، سياسات النظام فى سيناء، معتبراً أنها تخدم الجماعة على حساب الوطن، داعياً الشعب المصرى للانتفاضة ضد الإخوان للحفاظ على هويته وسيادة الدولة.. وإلى نص الحوار:
* كيف ترى تصريحات السيد مهدى عاكف مرشد الإخوان السابق فى حق أبناء سيناء؟
- حينما نتحدث عن مهدى عاكف، لا بد من تذكر مقولته الشهيرة «طظ فى مصر»، والذى يقول طظ فى مصر ويتجرأ على مصر، لا نستبعد منه أن يتجرأ على سيناء، وهذا الرجل كان مرشداً سابقاً لجماعة لا تهتم إلا بمصالحها الشخصية على حساب مصالح الوطن، وهم لا ينتمون إلا لجماعتهم فقط دون بلدانهم الأصلية، وحينما يدعى عاكف على أهالى سيناء، فإنه يتناسى خطاب مندوب الجماعة فى الاتحادية الشهير إلى صديقه بيريز.
* التيار الشعبى كان أول المنتقدين لتصريحات عاكف، وهدد برد حاسم.. فهل هناك خطة لديكم للتصعيد؟
- التيار سارع بإصدار بيان استنكار لتلك التصريحات غير المسئولة، كما أننا بصدد عقد مؤتمر جماهيرى وشعبى فى مقر حزب المؤتمر بالعريش لدراسة اتخاذ موقف موحد لجميع الأطراف من أبناء سيناء وخاصة مشايخ القبائل ورؤساء الأحزاب والحركات الثورية.
* هل حاولت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة استرضاءكم أو تقديم اعتذار للشعب السيناوى؟
- بالطبع لا؛ لأنه إذا صدر أى تصريح وكلام للمرشد سواء السابق أو الحالى، فهو كلام وحديث مقدس عندهم، وهم اعتادوا على السمع والطاعة، كما دأبوا مؤخراً على التطاول على كل مؤسسات ورموز الدولة بدءاً بالقضاء والإعلام والجيش والشرطة، وحتى إثارة الفتنة بين طوائف الشعب، كما أن لديهم مخططاً للتنازل عن حلايب وشلاتين وكذلك سيناء مما يسهل لهم إهداؤها إلى غزة، وإسرائيل وبذلك يتخلصون من سيناء ومشاكلها.
* حصد الإخوان والرئيس محمد مرسى أغلبية أصوات أهالى سيناء فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية.. هل تتوقع أن يتكرر المشهد؟
- فى الحقيقة، إن الإخوان لم يحصدوا غير 30% فقط من عدد الأصوات والذى حدث هو عملية تزوير ممنهج ومخطط وهو تزوير مقنن، بمعنى أن الدوائر الانتخابية تم تقسيمها بالتفصيل على مزاج الجماعة، فدائرة مثل دائرة شمال سيناء مساحتها 200 كيلومتر طولاً وعرضاً، تتطلب إمكانيات كبيرة للمرشحين ولا تتوفر إلا فى الجماعة، فمن الذى يقدر أن ينافس جماعة فى كل هذه المساحة، هذا طبعاً غير التزوير العلنى المفضوح وغير وسائل أخرى كالزيت والسكر وهى رشاوى انتخابية إنسانية، وأتوقع أن فوزهم لن يتكرر.
* هل تشعر بوجود ما يسمى بـ«أخونة الدولة» فى سيناء؟
- نعم، وهل يوجد دليل أقوى من مقولة الرئيس مرسى، وهو يخاطب أهالى سيناء مرتين، إنه يوجد لديكم دكتور عادل قطامش، نائب المحافظ، وهو طبيب بيطرى، وكذلك هو رئيس المكتب الإدارى لجماعة الإخوان المسلمين فى سيناء.
* أنت كنت عضواً مؤسساً فى حزب الحرية والعدالة، قبل انضمامك للتيار الشعبى، فما سبب استقالتك؟
- كنت متعاطفاً مع الإخوان، وعلاقتى توطدت بالكثير منهم قبل الثورة فى العمل الإغاثى الإنسانى إلى غزة، وهو الذى دفعهم لترشيحى عضواً مؤسساً لحزب الحرية والعدالة، وبعد ذلك اكتشفت أنه لا يوجد حزب أصلاً وأن الحزب عبارة عن ذراع سياسية للجماعة، حيث يتلقون الأوامر من رئيس المكتب الإدارى بالمحافظة، والذى يتلقى هو بدوره الأوامر من مكتب الإرشاد بالقاهرة، مما دفعنى لتقديم استقالتى وكنت أول من قدم استقالته من المؤسسين فى الحرية والعدالة على مستوى الجمهورية وأنا أفخر بذلك.
* بصفتك ابناً من أبناء سيناء والمنطقة.. كيف ترى مشكلة التوطين للفلسطينيين فى سيناء كما يتردد على الإعلام فى الوقت الراهن؟
مشكلة التوطين حقيقية فعلاً والعلاقة بين حماس والإخوان غير خفية على أحد، فهم تنظيم واحد، ولهم مصالح مشتركة على حساب الوطن مصر، وحول التوطين يسأل عن ذلك إسرائيل وأمريكا وهم أصدقاء الإخوان ومرسى لأن النظام الحالى لديه علاقات وطيدة أكبر من النظام السابق مع إسرائيل وأمريكا وحماس.
* كيف ترى مشكلة الأنفاق.. وما الحلول المقترحة لمساعدة الشعب الفلسطينى؟
- لابد من غلق الأنفاق التى جعلت الأمن القومى المصرى، سداح مداح، ولا يمكن أن يتم تسخير إمكانيات الدولة وسرقة الدعم المخصص لفقراء الشعب المصرى وتوجيهه للفلسطينيين، فهذا حرام، والحل هو فتح معبر رفح تجارياً كما هو مفتوح للمساعدات القطرية الآن، ولكن دون المساس بالفقراء المصريين.
وأحب أن أوجه رسالة للشعب المصرى، وهى أنه إذا أراد أن يحافظ على هويته وبلاده وسيادتها، فعليه التخلص من حكم الإخوان الذين يعملون لمصالح الجماعة والتنظيم على حساب الوطن.