أزمة السماح بدخول «المرأة الحائض» إلى الكنيسة تُفجر الخلاف مجدداً بين الأقباط.. والبابا يتدخل

كتب: مصطفى رحومة

أزمة السماح بدخول «المرأة الحائض» إلى الكنيسة تُفجر الخلاف مجدداً بين الأقباط.. والبابا يتدخل

أزمة السماح بدخول «المرأة الحائض» إلى الكنيسة تُفجر الخلاف مجدداً بين الأقباط.. والبابا يتدخل

أكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ضرورة أن يكون التعليم فى الكنيسة متطوراً ومتجدداً، مشيراً إلى أن الكنيسة إذا قالت رأياً حول التعليم فإنه يقال من خلال «المجمع المقدس»، قائلاً: «لا يصح أن نقول على أحد إنه يقول بدعة ما لم يصدر المجمع قراراً بهذا».

جاء ذلك فى أول تعليق من البابا على أزمة «تناول المرأة الحائض، والمرأة فى فترة النفاث»، التى أثارت جدلاً كبيراً داخل الكنيسة وبين الأقباط خلال الفترة الأخيرة، بعد كتاب الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، بعنوان «المرأة فى المسيحية» الذى أفتى فيه بإباحة «تناول المرأة الحائض» والسماح لها بدخول الكنيسة أثناء فترة الحيض، مخالفاً تعاليم الكنيسة والتقليد المستمر بها، ما دفع الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة، لاعتبار تلك الفتوى فى بحث له بأنها «بدعة»، قبل أن تتدخل سكرتارية المجمع المقدس للكنيسة وتؤكد، فى بيان لها، استمرار تقاليد الكنيسة بمنع تناول المرأة وأن المنع باقٍ ومستمر، وأن الآراء التى تقول عكس ذلك هى آراء شخصية تعبر عن قائليها وليس عن الكنيسة.

{long_qoute_2}

وفى أول رد فعل على رفض البابا دخول المرأة الحائض الكنيسة، الذى أعلنه فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مساء أمس الأول، خلال لقائه مع مسئولى لجان الرعاية الاجتماعية بالإيبارشيات، أصدر الأنبا أغاثون بياناً باسم لجنة الإيمان والتعليم بمطرانية مغاغة، وبصفته رئيس رابطة خريجى الكلية الإكليريكية وعضو لجنة التعليم بالمجمع المقدس للكنيسة، قال فيه إنه نما إلى علم اللجنة أن أحد الآباء الكبار فى الكنيسة قال على مسمع ومرأى الكثيرين من الآباء الحضور، حول تناول المرأة فى فترة الحيض أو النفاث، وأكد أغاثون «إن من يقول إن تناول المرأة فى فترة الحيض أو النفاث هو بدعة، ليس من حقه أن يقول ذلك»، مجدداً تصريحه بأن تناول المرأة الحائض هو بدعة من البدع الحديثة فى الكنيسة فى العصر الحالى، وأن الذى يؤكد أن هذه التعاليم هى بدعة ليس هم، بل تعاليم الكنيسة المُسجلة منذ 21 قرناً.

وأضاف أغاثون: «الذى عنده عكس ذلك فليتقدم بتقديم حجته ونناقشها معه بكل حب وموضوعية، لأن إيمان الكنيسة لا يستند على الآراء والأهواء الشخصية، بل على ما جاء بمصادر التعليم، الذى يجب أن يقال له ليس من حقك أن تقول أو تكتب أو تعلم بهذا أو تنشر هذا ليس أنا، بل الذين كتبوا كتباً ونشروها وعلموا بها على المنابر عكس ما تعلمه الكنيسة وتعيشه، أما نحن من حقنا وواجبنا، أمام الله والكنيسة وضمائرنا والتاريخ، أن نتمسك بتعليم كنيستنا الأرثوذكسية الذى سلمته لنا وعلمتنا إياه، ونحن نحيا به، حسب التعهد الذى تعهدنا به يوم سيامتنا أساقفة بأن نحافظ على إيمان الكنيسة وعقائدها حتى النفس الأخير وأن نضع مصلحة الكنيسة فوق كل اعتبار».

وكان الأنبا أغاثون دخل فى صدام مع البابا تواضروس من قبل بخصوص تجليس الأنبا مايكل على أسقفية فيرجينا بالولايات المتحدة الأمريكية، ورفض قرار البابا بتجليس أسقف آخر هو الأنبا بيتر على جزء من الإيبارشية التابعة للأنبا مايكل. وقد ألقت أزمة «تناول المرأة الحائض» بظلالها خلال الأيام الماضية على الكنيسة، حيث دافع الأنبا بفنوتيوس عن كتابه وفتواه خلال اجتماع مع مجمع كهنة إيبارشية سمالوط، فيما أصدر الأنبا سرابيون، مطران لوس أنجلوس، بياناً عممه على الكهنة وطالب بإلقائه على الأقباط، يؤكد على قرار المجمع المقدس بالالتزام بما تسلمته الكنيسة بالتقليد الذى يليق بالرجل والمرأة بأن يمتنعا عن التناول فى فترات عدم الاستعداد الجسدى (الإفرازات الجسدية بكل أنواعها: الاحتلام والدورة الشهرية وفترة النفاس والعلاقات الزوجية) إلاَّ فى حالات استثنائية بمشورة الأب الكاهن الروحى ولأسباب رعوية. وسبق للأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى، أن أصدر بحثاً للرد على إباحة تناول المرأة الحائض، معتبراً ذلك مخالفة لتعليم الكنيسة وتقاليدها، تثير البلبلة بين الأقباط.

من جهة أخرى، قرر البابا تواضروس، إيقاف القمص بيشوى ملاك صادق، عن عمله بالكنيسة القبطية فى بايون نيوجرسى بالولايات المتحدة الأمريكية، وإحالته للتحقيق فى القاهرة، بسبب مقال مُسىء نشره على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وتم تداوله بين الأقباط بصورة كبيرة، وحمل عنوان: «أهلاً قداسة الماما المعظم»، متهكماً بألفاظ بذيئة على استقبال البابا لرئيسة الكنيسة اللوثرية بالسويد داخل المقر البابوى فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

{long_qoute_1}

وعقد البابا لقاء قصيراً، مساء أمس الأول، فى الكاتدرائية، أبدى خلاله القمص اعتذاره عن المقال، مؤكداً حذفه من على صفحته وخضوعه للبابا وللكنيسة، مشيراً عقب اللقاء، إلى أن أزمته ستنتهى قريباً بعد اعتذاره للبابا الذى عاتبه خلال اللقاء برقة وعطف وأظهر له حزنه بخصوص ما كتبه، على حد تعبيره.

 


مواضيع متعلقة