خيبة أمل «حماس» فى مؤتمر «عباس»
- افتتاح المؤتمر
- التهدئة مع إسرائيل
- الرئيس الفلسطينى محمود عباس
- الرئيس عباس
- المؤتمر السابع
- المصالحة الفلسطينية
- المصلحة الوطنية
- حركة حماس
- حركة فتح
- أبل
- افتتاح المؤتمر
- التهدئة مع إسرائيل
- الرئيس الفلسطينى محمود عباس
- الرئيس عباس
- المؤتمر السابع
- المصالحة الفلسطينية
- المصلحة الوطنية
- حركة حماس
- حركة فتح
- أبل
من سمع خطاب الرئيس الفلسطينى محمود عباس فى افتتاح المؤتمر السابع لحركة فتح ومغازلته الواضحة لحركة حماس ورفضه وصف استيلائها على السلطة فى غزة بالانقلاب، كما كان يصفها دائماً، وأسهب فى الإشادة بالرسالة التى وجهها خالد مشعل للمؤتمر، يعتقد أن الرجل أسدل الستار على خلافات الماضى ومرارة الصراع الذى دام لأكثر من عشر سنوات، وأنه سيمضى قدماً لتحقيق مصالحة بينهما طال أمدها وانقسام عانى منه الفلسطينيون أشد المعاناة، وما زلت أتذكر لقاءات الرئيس عباس مع الإعلام فى القاهرة بعد سقوط حكم الإخوان وحديثه عن المؤامرة التى كان يحيكها الإخوان مع حماس للسيطرة على جزء من سيناء مقابل التهدئة مع إسرائيل، كان عباس يتحدث بثقة فى معلوماته ويؤكدها مراراً بأنه أبلغ المسئولين المصريين عن مخطط الإخوان الذى ترفضه السلطة، وكم عانت السلطة من تجاهل نظام حكم الإخوان لها وصب جل اهتمامها وتنسيقها مع حركة حماس على نحو خاص، وعلى الرغم من أن أبومازن خص حركة حماس بالكلمات المعسولة واللغة الهادئة فى خطابه، الذى امتد لأكثر من ثلاث ساعات، إلا أن هذه اللغة لم تنطل على الحركة ولم تستطع بلع الطعم، خاصة بعد أن أدركت أن محتوى الخطاب لم يأت بجديد فيما يخص توجهه السياسى وتجاهله لتقديم خطة واضحة وتصور أكثر دقة بشأن المصالحة الفلسطينية، بل خرجت بانطباع أكثر حيرة وفقداناً للثقة.
أعلنتها حماس صراحة بعد انتهاء المؤتمر بأنها أصيبت بخيبة أمل من خطاب عباس، فانتقدت طريقة عقد المؤتمر وتعزيز سلطات عباس وتفرده بالحكم الملحوظ، بعدما أزاح من طريقه كل معارضيه، كانت تأمل حماس بأن يكون إحدى مهمات المؤتمر الرئيسية مناقشة الوضع الداخلى الفلسطينى وبالتالى التعرض لموضوع العلاقة مع حماس وتنفيذ اتفاق المصالحة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، وأيقنت أن عباس لم يتغير ولن يتغير بعدما نكث وعوده وعهوده معها أكثر من مرة، أرادت حماس أن يحدد توجهاته السياسية الجديدة بعد 25 عاماً من المفاوضات الفاشلة، لكنها رأت عباس ما زال مصراً على مواقفه السياسية، رغم يقينه أنه سيخرج خالى الوفاض وأن إسرائيل لن تعطيه شيئاً، الأمر الذى أفقدها الثقة فيه.
بين فتح وحماس تاريخ طويل من التنافس وانعدام الثقة، ورغم أنهما يمثلان القطبين الأكثر حشداً فى الشارع الفلسطينى فهما لم ينجحا حتى الآن فى إدارة خلافاتهما ولا الاتفاق على أولويات المشروع الوطنى الجامع، وأدت حالات الشد والجذب المتبادل بينهما فى أحيان كثيرة إلى نتائج سلبية على الوضع الفلسطينى وتباعد مساحات الاتفاق بينهما، ليعطل كل طرف مسار الآخر بحجة المصلحة الوطنية، غير أن الأكيد فى شأن خلافاتهما أنها لم تكن مجرد صراع على السلطة فحسب، وإنما خلافات قائمة على الفكر والأيديولوجيا بين مرجعية دينية وأخرى علمانية ساهمتا بشكل حاد فى تصاعد حدتها، وعلى ما يبدو فإن التودد غير المبرر الذى أظهرته فتح لحماس قبل انعقاد مؤتمرها نابع من مخاوف لدى قيادات داخل فتح من تدخل حماس فى محاولة للتأثير على مؤتمرها من خلال اللعب بورقة دحلان، خاصة أن لدحلان قاعدة عريضة من المؤيدين فى قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس، ورغم أن حماس هدأت من حدة تصريحاتها الخاصة بدحلان فى الآونة الأخيرة فإن مشكلة حماس مع دحلان لا تقل عن مشكلة عباس معه، وفى وقت سابق لمح بعض قادتها بأن عباس رغم أدائه السيئ تجاه حماس لكنه يظل خياراً أهون بالنسبة لهم من دحلان، فهناك ثأر قديم بين دحلان وحماس، وكان أحد أهم عوامل الانقلاب الذى نفذته حماس فى غزة عام 2007 هو التخلص من دحلان وأعوانه، بل يساور حماس قلق متزايد من الدور الخطير الذى تعتقد أن دحلان يلعبه بعد اكتشافها لخلية مرتبطة به وأعلنت عنها منذ نحو ستة أشهر، وقالت إنها كانت تخطط لشيطنة قطاع غزة لإحراجها أمام مصر والعالم. خلاصة القول أن مؤتمر فتح وضع علاقة حماس بعباس على المحك أملاً فى تغيير الأوضاع، لكنه خيب ظنها ونجح فى الحشد لعباس وتجديد شرعيته وهيمنته على كافة السلطات، فيما فشل دحلان فى إحداث اختراق، لكن يظل التحدى الأكبر الذى ينتظر فتح هو إعادة هيكلتها ومراجعة رؤيتها السياسية ومعالجة ماأصابها من فساد وترهل وما تحتاجه من تجديد وضخ دماء شابة والاستعداد لمرحلة ما بعد عباس.