بعد جلسة تصوير "لا للعنف الأسري".. مصور "روبابيكيا": "أنا اللي غلطان"

بعد جلسة تصوير "لا للعنف الأسري".. مصور "روبابيكيا": "أنا اللي غلطان"
"فستان زمان.. والشارع كان أمان"، "لا لزواج القاصرات"، "غجرية في الحي المصري"، "أول راقصة (POOPING ANIMATION) في مصر"، جلسات تصوير عدة ابتكرها المصور الفوتوغرافي جهاد سعد، جسد فيها جانب من العنف الذي تتعرض له المرأة في البلاد بشكل يومي متكرر، لمناهضته مجتمعيًا، وإعلان رفضه الواضح ضد ذلك الأمر، فسعى لتقديم العديد منها خلال حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة في مصر، والتي كان آخرها جلسة "لا للعنف الأسري".
على خلاف سابقيها، وجدت جلسة "العنف الأسري" سخرية ضخمة وحالة من الجدل عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، فور أن نشرها عبر صفحته"Robabkia photography"، مساء الأحد الماضي، حيث انهال العديد من رواد الموقع بكتابة التعليقات الساخرة من الموديل، التي ظهرت بجلسة التصوير وفكرتها، وهو الأمر الذي وصفه جهاد بـ"السف"، ما دفعه إلى حذف الصور، احترامًا للموديل وحفاظًا على مشاعرها، ولسنوات عمله الطويلة بذلك المجال والتي تبلغ 6 أعوام، على حد قوله.
وأرجع المصور جهاد سعد، في تصريح لـ"الوطن"، سبب ذلك الهجوم والسخرية إلى كونه لم يكن موفقًا في اختيار الموديل، رغم شعوره في البداية أن وجهها مناسبًا لجلسة العنف الأسري، قائلًا: "كنت عامل إعلان على البايدج بتاعتي عن أني عايز موديل متطوعة للسيشن دي، وهي بعتتلي وقالتلي أنها ممثلة مسرح، والوقت مساعدنيش أني أقعد معاها قبل ميعاد التصوير ولما قابلتها أكتشفت أنها مش ممثلة ولا حاجة ومدتنيش أي ريأكشن صح في التصوير".
لم يتمكن المصور الثلاثيني من البحث عن موديل أخرى، فاضطر إلى تنفيذ الجلسة في منزل عائلة أحد أصدقائه وعمل المكياج لها، على حد قوله، مشيرًا إلى أن ذلك نتيجة رغبته في اللحاق بحملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وبعد مضي ساعات معدودة، نشره عبر صفحته ولكنه فوجئ بكم ضخم من السخرية و"السف"، بحسب وصفه، فضلًا عن أن عدد من المقربين له أبدوا استيائهم من جلسة التصوير، فقام بحذفها بعد 24 ساعة فقط.
"الموديل لم تكن تصلح وأنا كنت غلطان في ختياري بكل المقاييس"، بهذه الكلمات علق "سعد"، على جلسة التصوير التي يجد أنه لم يحالفه الحظ بها، فضلًا عن الموديل، التي خدشتها التعليقات، وتسببت في أذيتها نفسيًا بشدة دفعتها لحظره عبر موقع "فيس بوك"، على حد قوله.
وعن رفض بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي لميكاج العنف المستخدم في التصوير، أكد المصور الفوتوغرافي أن العنف الأسري يتم بشكل عشوائي في ضرب الفتاة "مش بيحصل بالشوكة والسكينة يعني"، وهو نفس الأمر بالنسبة لـ"التاتو"، الذي رسمته الموديل على يدها اليمنى وذراعها، والذي يجده يتماشى مع العديد من الفتيات في الوقت الحالي، ولا يتنافى مع الواقع.
"كل واحد حر في رأيه، أنا معنديش مشكلة في السخرية علشان دي طبيعة الشعب"،عبر "سعد" عن رأيه في التعليقات الواردة على جلسات التصوير التي نفذها، بهدف تحسن وإصلاح ذلك مجتمعيًا، ولفت الانتباه إليها، والإشارة إلى المسكوت عنه بدون مقابل مادي، مبديًا استيائه الشديد من أن المهاجم الأول لذلك الأمر هن الفتيات اللاتي أصبحن يساهمن في زيادة تلك الظاهرة، لتكون عدوة المرأة الأولى نفسها، على حد قوله.
وأكد "سعد"، أنه يسعى لتوثيق العنف ضد المرأة في صور لكونها الأفضل لتوصيل الرسائل والأكثر ارتباطًا بالذهن، على خلاف مقاطع الفيديو، التي تتسبب في ملل البعض، ولارتفاع نسبة العنف بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وخاصة العنف الأسري، الذي لم تنجو منه أي فتاة في مصر.
فيما لم تتمكن "الوطن" من التواصل مع الموديل بجلسة التصوير.