بالصور| رقصة "العرضة".. فلكور عربي يتوارثه "الملوك والأمراء"

كتب: دينا عبدالخالق

بالصور| رقصة "العرضة".. فلكور عربي يتوارثه "الملوك والأمراء"

بالصور| رقصة "العرضة".. فلكور عربي يتوارثه "الملوك والأمراء"

على خلاف المعتاد، ظهر الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، لأول مرة، وهو يرقص أُثناء زيارته، أمس، إلى قطر ضمن جولة خليجية تشمل البحرين والكويت.

وأدى الملك سلمان، في الفيديو، رقصة "العرضة"، ممسكا بعصاه، بمشاركة فرقة فنون شعبية قطرية، التي قدمتها احتفاءً بزيارته التاريخية إلى دولة قطر، وذلك قبيل دخولهما الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة، لعقد جلسة مباحثات رسمية.

"العرضة".. تعتبر من بين أغنى دروب الرقص وأكثر الرقصات الفلكورية العربية انتشارا وخاصة بالسعودية، وتمثل أحد أهم نشاطات مهرجان "الجنادرية" الوطني للتراث والثقافة السنوي، الذي يشرف عليه خادم الحرمين الشريفيين، بحسب ما أوردته صحيفة "عكاظ" السعودية، مشيرة إلى أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان معروف بحبه للعرضة وإجادته الشديدة لها، وحرصه على التواجد في كل المناسبات بين العارضين فيها، ليرقص على أصوات الطبول مع حامل العلم السعودي.

وقالت صحيفة "البيان" الإماراتية، في يناير 2013، أن "العرضة" كانت من قبل "رقصة الحرب" عند لقاء الخصوم، وأنها تطور لعادة عربية قديمة عرفها العرب منذ الجاهلية في حالة الحرب، وإن كانت لا توجد نصوص في التراث العربي القديم، يستطاع من خلالها الربط بينها وبين الرقصة المعروفة اليوم، إلا أنها أكدت أن أركان العرضة الأساسية كانت ملازمة للحرب منذ الجاهلية، فالطبول تقرع منذ القدم في الحرب، والسيف يحمل، والشعر الحماسي عنصر أساسي من عناصر الحرب.

واعتبرتها "عكاظ"، في تقريرها المنشور في 10 فبراير 2014، إن الرقصة تعبر عن وحدة الوطن واتحاد الشعب والقيادة وتمثل تجسيدا لعزة الأمة وقوتها وتماسكها، لذلك فهي تبدأ بالترديد الجماعي للسعوديين ببيت "نحمد الله جت على ما نتمنى.. من ولي العرش جزل الوهايب"، في إيقاعات غنائية ممزوجة مع أصوات الطبول ولمعان السيوف، قائلة إنها أشبه بالرقصة الرسمية للبلاد، لكونها حاضرة دائما في كل المناسبات، التي يشارك الملك والأمراء والمواطنون فيها.

وتعد العرضة النجدية نسبة لنجد السعودية، فنا حربيا كان يؤديه أهالي نجد بعد الانتصار في المعارك، وذلك قبل توحيد أجزاء البلاد عندما كانت الحروب سائدة في الجزيرة العربية، ومن مستلزمات هذا اللون من الفن الراية والسيوف والبنادق وإنشاد قصائد الحرب، بينما هنالك مجموعة من حملة الطبول، التي يضربون عليها بإيقاع جميل متوافق مع إنشاد الصفوف، ويطلق على أصحاب الطبول الذين يقفون في الخلف "طبول التخمير"، أما الذين في الوسط، فهم الذين يؤدون رقصات خاصة "طبول الإركاب"، كما يوجد بالوسط حامل البيرق "العلم".

لم تقتصر "العرضة" على الحروب فقط، وإنما أصبحت حاليا تقام في مواسم الأعياد والأفراح، وحفلات استقبال الشخصيات الهامة، وأكدت الصحيفة أن السعوديون يجدون أنفسهم كثيرا في هذه العرضات والرقصات، لما تشكله من تعبير للفرح لديهم وخاصة أنها تثير كثيرا من مشاعر الرغبة في الاحتفال لدى كل شخص وإن كان جالسا في بيته ويتفرج على هذه العرضة في التلفزيون.

ويعتمد مؤدي الرقصة على الزي بشكل كبير، لإظهار الأسلحة وأدوات الحرب والقتال طوال هذه الرقصة، لذلك فزيها الخاص هو ثوب فضفاض واسع حتى يسمح بسهولة الحركة للراقصين ويصنع من قماش أبيض اللون خفيف حتى يتلاءم مع الطبيعة المحيطة التي تؤثر فيها عوامل الطقس، ويرتدى عادة فوق هذه القطعة قطيفة سوداء تسمى القرملية وتكون أحيانا ذات أكمام طويلة وتلبس مع الشماغ والغترة والعقال، وحزام جلد بشكل متقاطع.

ويطلق على "العرضة" في الكويت، اسم "الحدود" والحداد في البادية يقصد به حداء الأبل أي الغناء لها و "الحداء" هو أصل الغناء عند أهل البادية ثم حرفت الى "حدا" وتعني أهازيج الفرسان اثناء المعركة او قبلها لبث روح الحماس، بحسب ما ذكرته صحيفة "الوطن" الكويتية.

وأضافت الصحيفة أن العرضة تختلف عن بعضها الآخر في عدد الطبول المستخدمة وعدد أعضاء الفرق وكيفية الأداء، فعلى سبيل المثال تستخدم السيوف والبنادق في العرضة البرية بينما في العرضة البحرية يقوم البحارة بالغناء أثناء عملية انزال الشراع من على متن السفينة.

وأشارت إلى رقصة "الرزيف" بالعرضة المشابه للعرضة البرية ولكنها تعتمد على الإنشاد من دون آلات وكذلك عرضة "العيالة" والتي تؤدى حركيا كالعرضة البرية وهدفها اضفاء نوع من البهجة في حفلات استقبال الضيوف وفي الافراح والأعراس وتشتهر دولة الإمارات العربية بهذا النوع من فن العرضة.

 


مواضيع متعلقة