بقايا ضريح أمام مدرسة ابتدائية: «شيلوا الميتين اللى تحت»

07:48 م | الاثنين 05 ديسمبر 2016

مقبرة قديمة أكل عليها الدهر وشرب تقف فى منتصف كتلة سكنية مزدحمة فى منطقة الدرب الأحمر، أمامها مدرسة «خطاب السبكى» الابتدائية، وخلفها مجمع استهلاكى.. بين زحام المارة وضجيج السيارات، تقبع المقبرة فى المنتصف تعلوها لافتة «مقبرة الشيخ محمد شلبى.. الفاتحة»، ومكتوب عليها بالبوية الخضراء كلمات مثل «الملك لله.. الله»، وآية قرانية «بسم الله الرحمن الرحيم أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ».

{long_qoute_1}

المقبرة التى لا أحد من سكان المنطقة يعرف تاريخها بدقة، متهالكة، بنيت من الطوب الحجرى، وبمرور السنوات تساقطت بعض أجزائها، لكن سامى عطية، أحد سكان المنطقة، يرى أنها ليست مقبرة، بل بقايا ضريح ومقام، بنى من 180 أو 200 سنة تقريباً وصاحبه ولى من أولياء الله الصالحين: «اللى احنا نعرفه إنه لمقام لشيخ كبير، وكانت الناس بتتبارك بيه، لكن بعد فترة ومع التقدم اللى حاصل حوالينا الناس نسيته، الأجيال الكبيرة اللى سمعوا عنه فى الحكايات هما اللى فاكرينه، لكن العيال الصغيرة والشباب مايعرفوش حاجة عنه». الشكوى أو الاعتراض على وجود هذا البنيان أمام مدرسة ابتدائية ووسط كتلة سكنية شديدة الزحام، ليس فى حسبان أهل منطقة الدرب الأحمر، بحسب «سامى»، فهم تعودوا على ذلك باعتبارهم يسكنون فى منطقة أثرية، تنتشر فيها الأضرحة والمقابر: «صحيح إن وجود تربة فى مكان سكنى غير قانونى، لكن مش هينفع يتشال لأن ناس كتير بتتبارك بيه، ومش هيوافقوا على إزالته من المكان».

وحسب خالد مصطفى، المتحدث باسم محافظة القاهرة، فإن كل شوارع القاهرة فيها مقابر، خصوصاً منطقة مصر القديمة، وكلها تنتمى لفترات زمنية بعيدة، ويصعب تحديد طريقة التعامل معها، مؤكداً أن الإزالة آخر الحلول التى يمكن اللجوء إليها: «ممكن نرممها أو نغلقها تماماً».

مضيفاً: «تلك المقابر تم بناؤها فى فترة المماليك، حيث كان كل شخص مملوكى الأصل بعد وفاته يتم دفنه فى ضريح خاص به ويُكتب عليه: الولى أو صاحب الكرامات، وبمرور السنوات يصبح مزاراً للناس الذين يتباركون به، أما المقبرة التى تحمل اسم الشيخ محمد شلبى، فهى الأقدم وليست المدرسة، وبالتالى مسئولية اختيار الموقع من البداية تقع على من أقام المدرسة».