لماذا رفضت إيطاليا إصلاحات رينزي؟

كتب: ا ف ب

لماذا رفضت إيطاليا إصلاحات رينزي؟

لماذا رفضت إيطاليا إصلاحات رينزي؟

دفع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ثمن فشله في الاستفتاء على الإصلاحات الدستورية الذي جرى الأحد، استقالته من منصبه.

لماذا فشل الاستفتاء؟

- عامل المعاداة لرينزي -

عندما تولى رينزي السلطة في 2014 كان يلقب بـ "الرجل الجبار" بسبب ما عرف عنه بمهاجمة المؤسسة السياسية، إلا أن شعبيته تراجعت في الأشهر التي سبقت الاقتراع.

وأصبح ينظر إلى جرأته على أنها غطرسة، واتهمه العديد من الايطاليين بانه متحالف مع بروكسل ومجموعة من الاغنياء ومع القطاع المصرفي.

قال انطونيو نوتو رئيس معهد "اي بي ار ماركنتغ" للاستطلاعات ان "رينزي مكروه بشدة"، مضيفا ان التصويت ضد رئيس الوزراء كان "تصويتا ضد المؤسسة السياسية وكذلك ضد اسلوبه".

وذكرت سيسيليا كارارا المحامية في شركة دولية ان "سجل رينزي كارثي، فهو يركز بشكل اساسي على الحصول على دعاية جيدة".

كما تعرض رئيس وزراء فلورنسا السابق الى انتقادات بسبب فشله في اقناع اوروبا بان تتقاسم مع بلاده عبء المهاجرين. وقال الجزار انطونيو كانستري لوكالة فرانس برس ان "اوروبا لا تستمع الى رينزي".

- مشاكل اقتصادية -

اتهم رينزي بالاخفاق في تحسين اقتصاد بلاده المتداعي الذي لم يحقق اي نمو يذكر منذ العام 2000، او معالجة معدل البطالة المرتفع الذين يتراوح ما بين ,4 و 11,7% طوال الاشهر ال15 الاخيرة.

ولم يفلح الانخفاض الطفيف في نسبة البطالة بين الشباب الى 36,4% -- ادنى معدل منذ تشرين اكتوبر 2012 -- في تخفيف الاستياء.

وقال الكاتب الصحافي موريزيو موليناري في صحيفة "لا ستامبا" ان "هؤلاء الذين صوتوا بـ(لا) هم من عائلات الطبقة الوسطى الفقيرة المتضررة من الازمة الاقتصادية وليس لديها امل في الازدهار او تأمين العيش الجيد لاطفالها او لاحفادها ... والشباب العاطلين عن العمل".

وقال فابريزيو سابيلي الاستاذ في جامعة جنيف ان "الدستور ليس المشكلة الاساسية، بل المشكلة هي تحسين الظروف المعيشية للعديد السكان الذين يعانون، وهذه الهزة ستفيدنا بالتاكيد".

وفي المناطق التي ترتفع فيها نسبة البطالة حصل معسكر "ل" على نسبة 65,8% من الاصوات، فيما صوتت معظم مناطق الجنوب الفقير ب"لا".

- الدفاع عن الدستور -

اظهرت استطلاعات جرت قبل التصويت ان العديد من الناخبين لا يفهمون الاصلاحات الدستورية. واعرب آخرون عن قلقهم بشان التغيرات المقترحة وقالوا انها خطيرة على الديموقراطية لانها تزيل ضوابط وتوازنات مهمة على السلطة التنفيذية.

وكتبت صحيفة "فاتو كوتيديانو" اليسارية الميول ان "رينزي عوقب بسبب قراره شخصنة الدستور".

وقالت ايمونيلا كاروسي التي تبيع البيض في احدى الاسواق ان دستور 1948 تم وضعه عقب النظام الفاشي من قبل "مجموعة مختارة من الاشخاص المتنورين، ليس مثل السياسيين الذين لدينا الان غير القادرين على القيام بمهامهم".

اما ماسيمو فرانكو كاتب المقالات في صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" فقال ان "وصف هذا بانه نصر شعبوي ضد المؤسسة ليس صحيحا .. فرغم وجود طابع شعبوي للتصويت، الا ان مجموعة من العوامل لعبت دورها من العداء لرينزي الى الرغبة في الدفاع عن الدستور".


مواضيع متعلقة