الغلاء يصل إلى مشروبات الشتاء: البليلة بـ10 جنيهات والسحلب بـ8

الغلاء يصل إلى مشروبات الشتاء: البليلة بـ10 جنيهات والسحلب بـ8
على طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعى، شق الميكروباص طريقه نحو بنها، قبل أن توقفه إشارة من أحد الراغبين فى النزول، انتهزها السائق فرصة، ليترجل من سيارته متوجهاً نحو تلك العربة التى فاحت منها رائحة «الشوى»، ليشترى كوز ذرة، دقائق مرت وإذا بالميكروباص أصبح فارغاً من ركابه، الذين اجتمعوا حول إسلام عبدالله، ليشتروا منه الذرة، فيما وقف الشاب البسيط منتشياً بتلك الحالة شارطاً على زبائنه «كوز الذرة بـ3 جنيه». لم يبدِ أحدهم اعتراضاً، عاصفة الهواء التى كادت تطيرهم من أماكنهم، والوجوه التى اختفت خلف الكوفيات الصوفية، لا تترك مجالاً للاعتراض، وبحسب «إسلام»: «كل ما تسقع أكتر كل ما الطلب يزيد، ربنا يخلى لنا البرد والشتا».. على مقربة من عربة الذرة مقهى صغير، احتله شباب جلسوا فى انتظار عربة تقلهم إلى الإسكندرية، يحتسى جميعهم أكواب السحلب التى وضعت أمامهم، بينما يمسك «ربيع» الكوب بيديه محاولاً اكتساب الدفء منه: «الشتا يعنى القعدة على القهوة لما نكون مستنيين حاجة، والسحلب أساسى عشان بيقعد فترة طويلة دافى»، سعر الكوب الذى وصل إلى 8 جنيهات، لم يفرق مع شاربيه: «زمان كنا ممكن ناكل بالـ8 جنيه دى كشرى، دلوقتى آخرها سحلب.. بس على الله ما يغلاش كل ما الدنيا تبرد». أمتار أقل تفصل المقهى عن عربة حمص، الزحام حولها «يفتح النفس»، بحسب تأكيد زبائنها، لم يكترث أحدهم بارتفاع سعر الكوب إلى جنيهين ونصف، وتسعير الإضافات، يبرر صاحبها: «لما كيلو الحمص يبقى بـ28 جنيه والطماطم بـ5، ده غير الأكياس والشفاطات.. يبقى لازم الكوباية تغلى».
قانون «السقعة» فرض على «إسلام» ورفيقه «عبدالرحمن» الجلوس فى انتظار البليلة الساخنة، والموافقة على سعرها الذى وصل إلى 8 جنيهات للطبق الصغير و10 للكبير، لم يسأل الصديقان عن سر الارتفاع فى الأسعار: «عارفين البياع هيقول إيه، بس إحنا فى الآخر ضحايا زينا زيهم ويمكن أكتر».