بيطريون: 50% من الأدوية مغشوشة.. والإنتاج فى «بير السلم» بإضافة المياه للمواد الخام

بيطريون: 50% من الأدوية مغشوشة.. والإنتاج فى «بير السلم» بإضافة المياه للمواد الخام
- أدوية مغشوشة
- أسعار الدواجن
- أسعار الدولار
- أشكال مختلفة
- أصحاب الشركات
- أكثر شراسة
- أمراض الدواجن
- أمراض وبائية
- أمن قومى
- إنتاج الدواجن
- أدوية مغشوشة
- أسعار الدواجن
- أسعار الدولار
- أشكال مختلفة
- أصحاب الشركات
- أكثر شراسة
- أمراض الدواجن
- أمراض وبائية
- أمن قومى
- إنتاج الدواجن
كشف الدكتور محمد دهمش، عضو مجلس نقابة البيطريين، عن أن 50% من الأدوية البيطرية المتداولة فى السوق المحلية مغشوشة، ويجرى إنتاجها وتحضيرها فى مصانع «بير السلم»، التى تضيف المياه للمواد الخام، وتقلد عبوات الأدوية وأسماءها، فى ظل غياب الرقابة الحكومية، كما أن هناك عيادات ومراكز بيطرية غير مرخصة، فضلاً عن الدخلاء على المهنة.
وقال «دهمش»، لـ«الوطن»، إنه من الأدوية البيطرية المغشوشة المضادات الحيوية والتحصينات المستوردة لحيوانات، كما أن تلك الأدوية أصبحت تباع حالياً فى «السوبرماركت» والمحال التجارية والمراكز غير المرخصة، ما زاد من عملية الغش الذى دائماً ما يُغطى على عجز الدواء فى الأسواق. مشيراً إلى أن مصر تعانى من أزمة بشأن المواد الخام للأدوية، خصوصاً أن المواد المحلية فى التصنيع قد لا تتجاوز نسبة الـ1% مقابل 99% مواد مستوردة، ومصر لا توجد فيها أى مصانع لإنتاج المواد الخام.
{long_qoute_1}
وأشار إلى أن معظم مدخلات أدوية الطب البيطرى مستوردة، ونتيجة لارتفاع أسعار الدولار باتت هناك نواقص فى جميع الأدوية، ومنها دايكلازوريل، B1، B2، B6، B12، B12، ميترانيذازول، والأحماض العضوية، وغيرها من المواد الخام التى تدخل فى صناعة الدواء البيطرى.
وأوضح «دهمش» أن سعر كيلو المواد الخام ارتفع من 130 جنيهاً إلى 460 جنيهاً، ورغم ذلك غير متوافرة لأنها تدخل بقواعد معينة من خلال وزارتى الصحة والزراعة، وتتمثل مشكلة نقص الأدوية فى توفير المواد الخام والأسعار التى ارتفعت بمقدار ثلاثة أضعاف، وكانت سبباً فى ظاهرة إنتاج الأدوية المغشوشة، كما أن السوق المحلية تعمل بكفاءة من 25 إلى 30% بسبب نقص المواد الخام، ما يؤثر على الصناعة نفسها، وبدورها تؤثر مشاكل الصناعة على الإنتاج الحيوانى والداجنى.
وقال الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس «البيطريين»، إن كارثة الأدوية البيطرية تتمثل فى ارتفاع الأسعار وندرة الأصناف ما أدى لتفاقم ظاهرة غش الأدوية البيطرية، لترتفع من 20% إلى 50% وتصل إلى مجالات اللقاحات، وهو أمر يمثل كارثة اقتصادية، خصوصاً أن ضعف تلك الأدوية المغشوشة، وعدم فاعليتها يؤدى إلى توطن الأمراض وتحورها، لتصبح أكثر شراسة.
وأضاف: «غش الأدوية البيطرية له أسباب وأشكال مختلفة، والنقابة بدأت التدخل لتنظيم الأمر من خلال تبنيها مشروعاً لتسجيل شركات ومراكز تداول الأدوية، وستعلن عن ورشة عمل لأصحاب الشركات، تناقش فيها مشاكلهم سواء الاستيراد أو البيع فى الداخل».
{long_qoute_2}
وأوضح «العبد» أن الأدوية البيطرية تنقسم إلى المضادات الحيوية والبكتيرية، ومضادات الالتهابات والحساسية، والأمصال واللقاحات، وهناك إضافات للأعلاف كالفيتامينات والإنزيمات ومنشطات النمو، إلا أن أزمة ارتفاع سعر الدولار، أثرت بشكل أكبر على الأمصال واللقاحات، يليها المضادات الحيوية، ثم الأعلاف والأملاح المعدنية ومنشطات النمو وهى مطلوبة للتحصين من إنفلونزا الطيور، ولوقاية الإنسان وليس الحيوان، ونقصها أزمة كبيرة تهدد بانتقال العدوى إلى الإنسان مباشرة. وأكد «العبد» أن هناك نقصاً فى الأمصال واللقاحات اللازمة لعلاج الحيوانات، يرجع لصعوبات الاستيراد، فى الوقت الذى توجد فيه أمراض وبائية مثل «إنفلونزا الطيور» وهناك مراكز لإنتاج الأمصال واللقاحات فى العباسية ومعهد فاكسيرا، لكن المعملين يحتاجان إلى تطوير وهيكلة كبيرة لتوفير متطلبات السوق. متابعاً: «حتى الأسماك تحتاج إلى تحصين بالمضاد الحيوى، لكن بصورة مختلفة من خلال الأعلاف والحقن للأسماك الثمينة مثل الكيوى والجمبرى والدنيس والقاروص، التى تواجه الآن أمراضاً فيروسية».
وحذر عضو النقابة من تناول الماشية أو الدجاج أو الأسماك للأدوية المغشوشة، ما يؤثر بالسلب على الإنسان وصحته، وربما يؤدى إلى انتقال المرض إليه، خصوصاً فى حال إصابة الأسماك مثلاً بمرض السل، وليس هناك سبيل للخلاص منه إلا بحرق تلك الأسماك أو التخلص الآمن منها بدفنها، منعاً لإصابة الإنسان بالمرض، كما أن هناك أمراضاً تنقل من الماشية للإنسان، عبر الألبان، منها «البروسيلا والحمى القلاعية».
وقال الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق فى الدقهلية، ورئيس إحدى شركات إنتاج الأدوية البيطرية، إن صناعة الدواجن تمر بمنعطف خطير، لأن الأدوية البيطرية غير مسعرة والقوة الشرائية للمربى لم تعد قادرة على توفير الدواء غالى الثمن، فى ظل ارتباط الأسعار بالدولار سواء للمواد الخام أو المستلزمات.
وأضاف: «بالنسبة للقاحات، لدينا أقدم معهد لقاحات، تم إنشاؤه عام 1903، إلا أن الدولة لا توفر له الدعم المالى الكافى، لذلك نضطر لاستيراد لقاحات من الخارج، فى حين أن حماية الثروة الحيوانية مسألة أمن قومى، كما أن بعض اللقاحات المستوردة لا تتناسب مع بيئتنا».
وقال الدكتور إيهاب البندارى، المتخصص فى أمراض الدواجن، إن الصناعة مرتبطة بسعر الدولار، ورغم ارتفاع أسعار الدواجن، لا يشعر المربى بالربح، بل يصرخ من الخسارة، مضيفاً: «رغم أن مصر وصلت إلى الاكتفاء الذاتى من الدواجن فى عام 2006، فإننا نستورد الآن 40% من احتياجاتنا، كما أن تكلفة الأعلاف فى الصناعة تبلغ 70% من الإنتاج، ولا توجد سوى شركة واحدة لإنتاج الأمصال، وبالتالى فنحن نصرف على الإنتاج بالتكلفة العالمية بالدولار لإنتاج الدواجن، ونبيع بالجنيه».
وأكد الدكتور محمد شلبى، المتحدث باسم نقابة البيطريين فى دمياط، أن أزمة الأدوية البيطرية تكمن فى أن أغلب الموجود منها فى السوق حالياً مُهرب لذلك يتم بيع الدواء الواحد بسعر مختلف، حسب أهواء التجار الذين يسعون لتحقيق أكبر مكاسب ممكنة، قائلاً: «الأدوية لا تخضع للرقابة، ومعظم المتداول منها فى الأسواق إما مُصنع داخلياً أو مضروب تحت (بير السلم) وهى النسبة الأكبر، باستثناء عدد قليل من الشركات المنتجة للأدوية، كما أن نحو 80% من العيادات البيطرية فى دمياط غير مرخصة، وتبيع أدوية مغشوشة للمزارعين».
وطالب عدد من الأطباء البيطريين فى أسوان بفرض رقابة من الجهات المختصة على الأدوية البيطرية، عبر تنظيم حملات على موزعى الأدوية البيطرية فى الشركات التجارية، لمواجهة ظاهرة الأدوية المغشوشة.. وقالت الدكتورة أسماء سلامة، طبيبة بيطرية بمدينة أسوان، إن العمل البيطرى أصبح صعباً فى هذه الأيام، فى ظل الارتفاع الرهيب فى سعر الدواء، الذى وصل للضعف، فيما تراجع فيه المواطنون عن تربية الماشية والدواجن والطيور.
وأضافت: «الخطر الأكبر هو عدم وجود أى رقابة أو تصدٍّ للغش التجارى فى الدواء، وهو أمر يعرضنا لمواقف صعبة، سواء أمام صاحب الحيوانات، الذى يرى أنه لا فائدة من العلاج»، مطالبة بتشديد الرقابة على سوق الأدوية البيطرية، لمنع أى محاولة لاستغلال الظروف الراهنة، وتحقيق مكاسب غير مشروعة، عن طريق بيع أدوية مغشوشة، تهدد بتدمير الثروة الحيوانية، كما يمكن أن تصل تأثيراتها إلى حد تهديد الصحة العامة للإنسان.
فى المقابل، قال الدكتور محمود إبراهيم، مدير عام الطب البيطرى فى البحر الأحمر، إن الأدوية البيطرية متوافرة فى كل مدن ومراكز المحافظة، ولا يوجد أى نقص فيها، وأضاف أنه يتم مطالبة الإدارات البيطرية، فى كل سنة مالية، بإعداد كشوف باحتياجاتها من الأدوية، للعمل على توفيرها، والمحافظة لديها مخزون استراتيجى من الأدوية لمواجهة أى أزمة محتملة.