"أوبك" تتوصل إلى اتفاق للحد من إنتاجها

كتب: ا ف ب

"أوبك" تتوصل إلى اتفاق للحد من إنتاجها

"أوبك" تتوصل إلى اتفاق للحد من إنتاجها

توصلت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) أمس في فيينا إلى اتفاق لخفض إنتاجها بـ1,2 مليون برميل يوميا ليصبح في حدود 32,5 مليون يوميا، في خطوة مخالفة للتوقعات تشكل أول خفض تقوم به المنظمة منذ ثماني سنوات، ما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق.

وعند الساعة 16,22 ت غ ارتفع سعر نفط برنت بحر الشمال تسليم يناير بمقدار 3,77 دولارات ليصل إلى 50,15 دولارا للبرميل وهي أول مرة يتجاوز فيها 50 دولارا في شهر. وارتفع سعر نفط غرب تكساس المتوسط بمقدار 3,98 دولارات للبرميل ليصل إلى 49,21 دولار.

ويهدف الاتفاق الذي أعلنته أوبك إلى خفض التخمة العالمية في الإمدادات والتي أبقت الأسعار منخفضة بشكل كبير.

ويمثل القرار تراجعا كبيرا عن إستراتيجية المنظمة التي تقودها السعودية والتي بدأت في 2014، بإغراق السوق لإخراج المنافسين خصوصا من قطاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.

وبموجب الاتفاق ستخفض أوبك إنتاجها بما يتجاوز مليون برميل يوميا ليصبح سقفها 32,5 مليون برميل يوميا ابتداء من الأول من يناير 2017، بحسب ما صرح وزير الطاقة القطري ورئيس المؤتمر محمد بن صالح السادة في مؤتمر صحافي في فيينا.

وقال السادة إن "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام، ونعتقد أن هذا اتفاق تاريخي سيساعد بالتأكيد على إعادة التوازن إلى السوق وخفض المخزونات الزائدة.

وأضاف أن الاتفاق سيساعد في رفع التضخم العالمي إلى "مستوى صحي أكثر" بما يشمل الولايات المتحدة.

بدوره قال وزير النفط السعودي خالد الفالح "حصلنا على التخفيض المستهدف. كل الدول ستساهم بنسب متساوية ما عدا ثلاث دول لها حالات خاصة هي ليبيا ونيجيريا وايران".

وأكد أن "كل شيء يشجع على نظرة متفائلة للأسواق".

ويأتي الاتفاق ليتوج اتفاقا أوليا تم التوصل إليه في سبتمبر في الجزائر اتفقت خلاله أوبك على خفض الإنتاج إلا أنها أجلت البحث في التفاصيل إلى مرحلة لاحقة.

وتعثرت المحادثات بين أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في أوبك هي السعودية والعراق وإيران.

ولم تتمكن إيران من تصدير نفطها بحرية سوى بعد سريان الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع الدول العظمى، في يناير الماضي، وهي ترغب في العودة إلى مستويات إنتاجها في مرحلة ما قبل العقوبات.

وتعقد الخلاف بسبب التنافس القوي بين إيران والسعودية اللتين تدعمان أطرافا متواجهين في الحرب في كل من اليمن وسوريا.

وقال فؤاد رزاق زاده محلل الأسواق في موقع فوريكس.كوم قبل إعلان أوبك قرارها، إن إيران "تمارس لعبة ذكية" ضد خصمها اللدود السعودية.

إلا أن السعودية مارست لعبتها الخاصة، وقالت إنها مستعدة لمغادرة العاصمة النمسوية بدون التوصل إلى إتفاق.

وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح صرح بأن تحسن الطلب سيؤدي إلى تحسن الاسعار العام المقبل سواء تم خفض الإنتاج أو لم يتم.

ورغم أن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق كانت منخفضة نتيجة ذلك، فإن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق كان سيؤدي إلى انخفاض أسعار النفط إلى مستوى 30 دولارا للبرميل، بحسب ما قال المحللون.

وكان ذلك سيشعل النقاش حول جدوى وجود أوبك بعد 56 عاما من إنشائها.

وستتركز جهود أوبك حاليا على دفع الدول غير الأعضاء فيها إلى خفض إنتاجها بنحو 600 ألف برميل.

وأكدت روسيا استعدادها لخفض إنتاجها بمقدار 300 ألف برميل يوميا.

 


مواضيع متعلقة