الفن.. «النوبة» لحن حزين.. وآدى أول الحكاية

الفن.. «النوبة» لحن حزين.. وآدى أول الحكاية
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة
«حق العودة».. شعار رفعوه لكنهم لم يكتفوا بالكلمات المجردة، فالإبداع الثقافى والأدبى والفنى كان شاهداً على حلمهم الذى لم ينسوه مطلقاً، منذ الستينات وحتى الآن كانت هناك أفلام وكتب وأغانٍ عبر بها النوبيون عن أمنيتهم بالعودة إلى أرضهم، والشعور بمعنى الانتماء مرة أخرى للنيل الذى حُرموا منه فى النوبة الجديدة.
{long_qoute_1}
فكرى الكاشف، أحد أشهر المغنين النوبيين، لم يكتفِ بإحياء التراث واللغة النوبية فى أغانيه بل سعى إلى إنتاج فيلم وثائقى عن حلمه، حمل عنوان «ذكريات المدينة الفاضلة»، تدور أحداثه حول معاناة النوبيين خلال التهجير قبل بناء السد العالى، وتم تصويره فى بحيرة النوبة داخل الجزء السودانى من البحيرة، بالإضافة إلى زيارة القرى الواقعة على ضفتى البحيرة.
«أنا كراجل نوبى هاوى مزيكا نسعى من خلال الأفلام والأغانى إلى الحفاظ على التراث، لأنه لا يوجد قنوات فنية متاحة مثل المسرح والسينما، لذا لجأت للغنا والمزيكا ومن بعدها الفيلم الوثائقى للحفاظ على الفكرة».
وُلد «الكاشف» بالقرب من معبد أبوسمبل، قبل بناء السد العالى وظل يعيش هناك حتى بلغ عامه الرابع الابتدائى، ثم بدأت الحكومة عملية التهجير لينتقل مع أسرته إلى «كوم أمبو» أو النوبة الجديدة: «لما هجرنا أنا وعيلتى و44 عيلة أخرى للنوبة الجديدة، عام 1964، عشت معهم حتى حصلت على الثانوية العامة وبعدها سافرت إلى أوروبا، لم أستطِع التأقلم على غياب النوبة بجمالها، وظللت أجوب أوروبا لمدة 14 عاما أصنع مزيكا، وعندما رجعت حاولت مرة تانية أرجع النوبة الجديدة لكن الحقيقة لم أحبها يوماً، فرجعت لمكانى القديم خلف معبد أبوسمبل». {left_qoute_1}
يؤكد «الكاشف» أنه بدأ بحماية التراث النوبى والقضية نفسها من خلال حفظ الأغانى القديمة وغنائها فى مصر والمحافل الدولية، فهناك أغانٍ قديمة تناقلها النوبيون اهتم بتسجيلها: «فيه أغانى تراثية قديمة ورثتها عن الفنانين القدامى بتتكلم عن النوبة القديمة والأرض والتهجير، وفيه أغانى خاصة بالنوبة منذ آلاف السنين، كنت حريصاً على الحفاظ على الأغانى دى خصوصاً إن مفيش تسجيلات أو شرائط لحفظها، فقط اعتمدت على غنائها للشباب».
أكد «الكاشف» أن الفكرة بدأت معه منذ رحلاته المتعددة فى أوروبا، فقد كان يفكر كثيراً فى كيفية الحفاظ على التراث النوبى ولكن بشكل أكبر من الأغانى فقط، وفى إحدى زياراته لإيطاليا تعرف على المخرجة الشابة نجلا رزق، وعرض عليها الفكرة وعندما عاد تحمس لصنعها وبالفعل تم إنتاج فيلم وثائقى عن رحلة التهجير: «كنت أريد أن يرى الناس حال النوبيين الذين تم تهجيرهم 300 كيلومتر شمالاً إلى مناطق صحراوية ومع ذلك قاموا بتعميرها، كذلك كنت أريد الحفاظ على ذاكرة الأجيال الجديدة حول تفاصيل الحياة النوبية من البيت النوبى بمعماره وتقاليد النوبيين».
لم يكن الغناء والأفلام الوسيلة الوحيدة التى اعتبرها أبناء النوبة وسيلة لحفظ ذاكرتهم، بل الأدب أيضاً، وهو ما فعله الأديب حسن نور فى أعماله المختلفة التى أطلق من خلالها الحزن الكامن بداخله عن مرحلة التهجير التى شهدها بنفسه وهو صغير السن حتى جاء للقاهرة من أجل الدراسة فى «الأزهر»: «الروايات التى أكتبها تحمل جزءاً عايشته بنفسى وهماً آخر هو همّ ضياع التراث النوبى بالكامل، فبعد التهجير إلى شمال أسوان وهى منطقة طاردة غير صالحة للزراعة كما كانت الأرض القديمة بين منطقة الشلال ووادى حلفا، تفرق النوبيون وهناك مَن ذهب للقاهرة وهناك من ذهب إلى الوجه البحرى وبالتالى فإن اللغة النوبية بدأت تندثر خصوصاً بين الأجيال الجديدة، التى لا تعرف شيئاً عن العادات أو التقاليد الخاصة بثقافتها».
يعلن «نور» أن له أكثر من عمل أدبى عن النوبة منها مجموعته القصصية الأولى «الهاموش»، وروايتا «بين النهر والجبل» و«دوامات الشمال»، لكن تظل رواية «مدارات الجبل» هى أهمها، فهى ترصد رحلة التهجير بالكامل وتدور أحداثها فى مطلع الستينات من القرن الماضى فى مكانين هما أسوان حيث قريته «قورته» موطنه وكذلك مكان نشأة بطل الرواية، والقاهرة التى ينتقل لها بطل الرواية بعد أحداث التهجير، ويسرد الكاتب وصفاً مفصلاً لحياة أهل النوبة وآمالهم قبل التهجير وإحباطهم ويأسهم إبان اقتراب شبح التهجير ليصبح حقيقة وواقعاً محتوماً، كما يصف القاهرة وشوارع الزمالك ومنطقة بولاق أبوالعلا التى بدأ النوبيون بالتوافد عليها بعد تهجيرهم من قراهم.
يؤكد «نور»، الحاصل على جائزة «نادى القصة» عام 1982، وجائزة اتحاد كتاب مصر عام 2002، أنه يحاول من خلال الروايات التى يكتبها تقديم صورة حقيقية عن أقدم العادات والتقاليد والأخلاقيات والسلوكيات فى النوبة، وكذلك تبنى «حق العودة»: «لم أكتفِ بذلك بل وصفت الأطعمة والموقع الذى كنا نعيش فيه واللغة، وتبنى حق العودة ظهر أيضاً فكل شخص نفسه أن يكون له أرض وأن يكون له بلد ينتمى إليه».
«كنت أعيش فى قرية أدندان وهى قرية حدودية تطل على السودان مباشرة، لمدة 20 عاماً فكان التهجير بمثابة قتل لذكرياتى، ووأد لجذورى، فتصور أن تعيش فى قرية تطل على النيل مباشرة، تشرب بيدك منه وقت أن تشاء، وكانت مصر والسودان وقتها دولة واحدة فنتحرك بين الدولتين ونزور الناس هناك وفجأة يختفى كل ذلك ونضطر إلى هجرة كل ذلك إلى مكان يبعد عن النيل أكثر من 12 كيلومتراً، بالطبع سيكون الأمر صعباً وستحاول حفظه بأى شكل كان حتى لو كان شعراً وغناءً».. قالها الدكتور مصطفى عبدالقادر (75 عاماً)، أحد أقدم أبناء النوبة، والحاصل على دكتوراه فى فلسفة الفنون الشعبية، وعضو لجنة الفنون فى المجلس الأعلى للثقافة ومستشار التراث النوبى بمشروع توثيق التراث النوبى بمركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى، عاش رحلة التهجير بنفسه ما جعله يكتب ثلاث أغانٍ صارت من أهم الأغانى النوبية فى الـ40 عاماً الأخيرة، هى «السد العالى»، «الشادو»، «أنا عائد لأرضى ولو بمفردى» فى عام 1974: «مع ظهور الكلام عن عودة النوبيين إلى أرضهم فى عصر السادات كتبت هذه الأغانى من أجل زرع الحماس فى الناس للعودة مرة أخرى، فكلنا يتمنى أن يرجع مرة أخرى إلى أرضه حيث جذوره، فالحياة فى القاهرة هى أشبه بالمستعمرة الصغيرة، وأنا حالياً أزور النوبة مع أولادى كل عام لزرع أهمية الأرض فى نفوسهم وشعارى (يوماً ما راجع إلى بلدى)».
نغمات نوبية تتنفسها سماء مصر وبلاد العالم كان اختيار كرم مراد المغنى النوبى، الذى حفظ اللهجة النوبية من خلال الغناء: «تعلمت على يد خالى الفنان العالمى حمزة علاء الدين، والذى حفّظنى جملة «فرق بين أنك تبقى فنان نوبى، وأنك تكون نوبى فنان»، وكان يقصد منها أن تنطلق من النوبة للحديث عن كل القضايا التى تمس المصريين وليس النوبة فقط، والهدف نشر اللغة النوبية وتعريف الناس بها والإرث الغنائى الخاص بأهل النوبة وهو ما قمت به من خلال أغانٍ خاصة بى ألّفتها ولحّنتها بنفسى».
أغنية «المارية» التى تتكلم عن الوحدة الوطنية فى مصر ومحفوظة فى الأكاديمية المصرية فى روما وموجهة للفاتيكان، وحفلات غنائية فى ألمانيا وأمريكا وكرواتيا وإيطاليا، وتسجيل دويتو نوبى مع المغنى الإيطالى الشهير pinodaniele، كانت جزءاً من الرسالة التى وضعها «كرم» لنفسه بعد أن ورث العزف على آلة العود من خاله «حمزة علاء الدين» وصمم على تحقيقها، فالأغانى النوبية بما تحمله من تاريخ وعادات وحكايات لا يجب أن تظل حبيسة الأدراج أو بين أهل النوبة فقط بل بين العالم كله.
«سافرت كل دول العالم علشان مش بس أحفظ التراث واللغة النوبية لكن لكى أنشره فى العالم ويظل محفوظاً فى وجدان الجماهير، وأكثر شىء أكد لى أننا نجحنا أن الدولة اختارت من كل منطقة فى مصر مغنياً يقوم بتقديم أغنية واحدة من التراث فى واشنطن، شىء مثل (قطار أغانٍ) من جميع محافظات ومدن ومناطق مصر من الدلتا والصعيد وسيناء وغيرها، وأنا كنت المغنى الوحيد الممثل للتراث النوبى وغنيت أمام الأمريكان لمدة ساعة كاملة وقدمت بذلك واجبى تجاه النوبة».
عاش «كرم» فى النوبة الجديدة -كوم أمبو- حتى عمر الـ12 عاماً، حيث أتقن اللغة النوبية تماماً، ثم انتقل إلى القاهرة وبدأ فى تعلم اللغة العربية والغناء: فى البداية غنيت بالعربية حتى أكون معروفاً، ثم بدأت فى غناء التراث النوبى وأشهر تلك الأغنيات «مشتاقين يا ناس لبلاد الدهب»، وفى معركة اختيار مرشح من مصر ليشغل منصب مدير عام اليونسكو، سواء كانت مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة أو فاروق حسنى وزير الثقافة، كانت أغنياتى دوماً من العلامات المميزة حيث كانت تستعين بى الدولة للترويج للأمر.
«بيريجیرویه»، كلمة نوبية تعنى «سنعود»، هى اسم أغنية للمطرب النوبى الشاب عبدالرحمن العمدة، يحاول من خلالها توصيل رسالة أن أمل الرجوع موجود أبد الدهر، ورغم الأوجاع التى مروا بها ويعيشون فيها، ما زال الحنين موجوداً، متمسكون بحقوقهم التى ستعود يوماً ما: «لا يضيع حق وراءه مطالب، وإحنا لينا حق، والحق يعلمه القاصى والدانى، حق النوبى هيرجع لصحابه ولازم يكون فيه إقرار بعودة النوبيين لأرضهم».
يحرص «العمدة» على الغناء باللهجة النوبية دائماً، والسبب هو الحفاظ على لهجتهم من خلال الفن، يقول كلما سأله أحدهم، لماذا يحرص على الغناء بها، فيرد: «بغنى نوبى حتى الآن عشان اللهجة، نحافظ عليها بالفن، هو اللى بيحافظ عليها وعلى الثقافة والتراث، لأن الهجرة سببت أن العادات واللغة تقل شوية، عشان الأول كان تجمع واحد لينا، دلوقت الهجرة والناس بعدت عن بعض، فإحنا بنحاول نحافظ على اللغة من الفن».
سمع حكاوى الكبار، أحب النوبة القديمة من حكاياتهم: «إحنا عايشين فى واقع مؤلم، إحنا مشفناش النوبة القديمة، لكن حبيناها، كانت خير، خضرة، نيل، ناس طيبة، تصحى تشوف الشجر والطبيعة، أهالينا يقولوا لنا الحباية كانت تتروى وتطرح بعد 3 أيام، حبينا حاجة مشفنهاش، وعايشين على أمل نشوفها». يتساءل العمدة: «ليه حارمين النوبيين من إنهم يشوفوا النوبة؟»، ثم يردد: «النوبى مخانش، النوبى ضحى، النوبى مباعش»، يتحدث بعدها «العمدة»، عن الفرق بين الغناء النوبى حالياً ووقت النوبة القديمة: «الشعراء كانوا بيكتبوا فى مكان كله خضرة والنيل والمناخ والبيئة تساعدهم أكتر، دلوقتى كل غنانا حنين للوطن، كلمات حماسية فى الأغانى، أغانى نعملها مخصوص للنوبة للعودة، وعن ألم الرحيل اللى عانيناه».
يحاولون التمسك بعاداتهم وتقاليدهم، على الرغم من تشتيت النوبيين فى كل بقاع الأرض، على أمل رجوع الحق لأصحابه بحسب العمدة الذى قال: «ادّيلى أرضى أستصلحها، بدل الغريب، فهمونى ليه النوبى متحرّم علىه يقعد فى أرضه؟، لكن يوماً ما «بيريجرويه»، «سنعود».
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة
- إحياء التراث
- إيطاليا ت
- اتحاد كتاب مصر
- الأجيال الجديدة
- الأعلى للثقافة
- الأغانى النوبية
- الأكاديمية المصرية
- التراث الحضارى
- آلة
- أبناء النوبة