حلم العودة إلى «النوبة»!!
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل
لم تكن تلك هى المرة الأولى، منذ عدة أشهر كنا نتجول فى قرى النوبة، نبحث عن واقعها، مشكلاتها، نستمع إلى أهلها البسطاء، لنُقدّم تقريراً إلى مجلس النواب، كان الشعور السائد يأخذك إلى عنان السماء، وكانت العيون تطل بحلم العودة إلى الجنوب.
يومها تركت زملائى من أعضاء اللجنة المكلفة، وذهبت أبحث عن التفاصيل، هؤلاء أهلى، يربطنى بهم تاريخ طويل، منذ الصغر كانت «الكنوز» النوبية، تجاور بلدتى «المعنا» فى قنا، أعرفهم جيداً، وتمضى الأيام تُجسّد الحلم، وبدأت أقرأ المعاناة بشكل مختلف.
حدّثنى زميلى النائب «ياسين عبدالصبور» نائب «نصر النوبة» فى أسوان، حكى لى الواقعة، لقد تم إيقاف «قافلة العودة» فى عرض الطريق فى الصحراء، كانوا مجموعات من الشباب، قرروا الذهاب إلى منطقة «فور قندى»، لم يكن لهم هدف، سوى إعلان احتجاجهم على طرح أراضى هذه المنطقة للاستثمار، بعيداً عن أصحاب الأرض «الأصليين»، وقفة ثم يعودون، تم إيقافهم عند الكيلو (40) على طريق أسوان - أبوسمبل، رفض الشباب المغادرة والعودة مرة أخرى، قرّروا البقاء فى مكان توقيفهم، وتم قطع الطريق.
فى اليوم التالى، الاثنين، كان موعدى مع رئيس مجلس الوزراء، ذهبنا وفداً من مجلس النواب، التقيناه لمدة ساعات، تحادثنا معاً، كنا أربعة من النواب، السيد حسن موسى عن لجنة الزراعة، ومحمد الغول عن لجنة حقوق الإنسان، وعمرو أبواليزيد نائب بولاق، الذى يعود بجذوره إلى منطقة النوبة، وأنا.
كان كلام رئيس الحكومة واضحاً، الأولوية المطلقة فى تملك هذه الأراضى لأهالى النوبة، دار حديث مطوّل بيننا، أبلغنى عدة رسائل لأهل النوبة عندما علم أننى مسافر إليهم فى اليوم التالى.
فى الصباح الباكر، كنت أنا وزميلى النائب محمد سليم، نائب «كوم أمبو» نغادر إلى هناك، وصلنا إلى أسوان، كان الاعتصام قد سيطر على أحاديث الناس، منذ ساعات قليلة، تم فض قطع طريق المطار، وطريق السكة الحديد، لم يتبقَ سوى طريق «أسوان - أبوسمبل».
مضينا على الفور إلى هناك، السيارات مكدّسة على الطريق، قوات الأمن تمنع مغادرة المعتصمين إلى «فور قندى»، قُبيل الوصول إلى حرم المكان، اتجهنا شمالاً إلى قرية «كركر» النوبية، إذن هذه هى المدينة، التى تكلفت الدولة أكثر من 2 مليار جنيه فى بنائها، إنها تبدو خاوية من البشر، مجموعات قليلة التى نزحت إليها، لكن لا مظاهر للحياة الحقيقية على أرضها، لا تنمية، لا مشروعات، ولا زراعة.
جلسنا فى «المندرة» الرئيسية، التف حولنا عدد من الرموز النوبية، بقينا ننتظر اللجنة التنسيقية للمعتصمين، جاءوا إلينا، مجموعة من الشباب المتحمس، ست ساعات ونحن نتحاور معاً، تحدثنا فى كل شىء، فى الأزمة والمشكلات، فى الوعود السابقة، فى مسألة عدم الثقة التى تولّدت نتاج تاريخ طويل، كان زميلى محمد سليم، نائباً سابقاً عن «كوم أمبو» ومركز «نصر النوبة»، إنهم يعرفونه ويثقون به جيداً، وكان زميلنا ياسين عبدالصبور النائب الحالى، يتابع مفاوضاتنا أولاً بأول.
قُبيل نهاية الحوار، جرى اتصال مع تامر عوف، مستشار رئيس الوزراء للاتصال السياسى، أبلغنا بأن رئيس الوزراء مستعد للقاء وفد من أبناء النوبة، ليبحث معهم المشكلة من جذورها، وكذلك د. على عبدالعال، الذى كان يتابع معى الحدث، قُبيل زيارته إلى المجر بقليل، ووعد باستقبال الوفد فور عودته.
كان الكل مجمعاً خلال اللقاء، على أن جذور الأزمة الراهنة، تعود إلى إقرار المادة 216 من الدستور فى عام 2014، تلك المادة التى نصت على حق العودة للنوبيين خلال 10 سنوات، وعدم التصرّف فى أراضى بحيرة ناصر، قبل إنهاء الاستحقاقات النوبية، وفى مقدمتها إقرار قانون إنشاء الهيئة العليا للتوطين واعمار وتنمية النوبة الأصلية.
بعد انتهاء الحوار المطول، طلب أعضاء اللجنة التنسيقية فسحة من الوقت للتشاور مع المعتصمين، التقينا القيادات الأمنية، وفى مقدمتهم مساعد الوزير ومدير الأمن اللواء مجدى موسى، وعدد من القيادات الرئيسية، تلاه لقاء مع المحافظ ونواب أسوان، وعندما عُدنا إلى الفندق، كان الوفد قد جاء إلينا، حاملاً الرد، عقدنا جلسة لقاء استمرت حتى الثانية عشرة مساء، قال لنا «منير بشير» أحد أبرز شخصيات هذه اللجنة: «لقد قرّرنا فض الاعتصام فى الثالثة فجراً». سادت الفرحة بين كل الحاضرين، أخيراً انتهت الأزمة، لكن يبقى السؤال: وماذا بعد؟ فى ظهر اليوم التالى كان المؤتمر الصحفى لإعلان القرار والإجابة عن السؤال، كيف السبيل إلى تفعيل الحوار مع الحكومة ومجلس النواب؟
جلسنا على منصة المؤتمر الصحفى، النواب ياسين عبدالصبور ومحمد سليم، وعمرو أبواليزيد، ويوسف عبدالدايم، وأنا، ورموز اللجنة التنسيقية وبعض من عُمد ورموز النوبة، كان حديثنا مركزاً على ضرورة البحث الجدى عن حلول لهذه المشكلة، وأولها قضية أرض «فور قندى» وتفعيل المادة 236 من الدستور.
خلال هذا الأسبوع سوف يجرى اللقاء برئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء مع وفد من أبناء النوبة واللجنة التنسيقية، الهدف هو المكاشفة والمصارحة والإجابة عن التساؤلات المطروحة عن المستقبل.
نعم، إن المادة 236 لا تتحدث عن مشكلة النوبة وحدها فالمشكلات متعدّدة، لكن خصوصية هذه المشكلة، تأتى منذ قدمها، منذ أكثر من 118 عاماً والنوبيون يواجهون الهجرة ولهيبها، أربع هجرات قد تمت منذ عام 1902، وحتى عام 1964، منذ مشروع خزان أسوان، وتعليته المرة تلو المرة، وحتى مشروع السد العالى، الذى تسبّب فى الهجرة الكبرى من القرى النوبية الأربع والأربعين، التى كانت تقطن على مساحة لا تقل عن 350 كيلومتراً.
حلم العودة بالنسبة للنوبى، هو الحياة، هو التاريخ، هنا دفن الأجداد، وهنا أرض الذهب والكنوز، وهنا عاشت أقدم الحضارات الإنسانية، حضارة النوبة القديمة.
مطالب النوبيين واحدة، قد تختلف الوسائل، قد تتعدد الأسماء، ولكن يبقى حلم «النوبى» فى العودة إلى الجنوب قاسماً مشتركاً بين الجميع، إنه الحلم الذى لا يزال يطل من «العيون»، فهل نشهد بدايات جديدة لتحقيق هذا الحلم فى عهد الرئيس السيسى؟! أتمنى ذلك!!
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل
- أعضاء اللجنة
- أهالى النوبة
- الأزمة الراهنة
- الرئيس السيسى
- السد العالى
- السكة الحديد
- الصباح الباكر
- القيادات الأمنية
- اللجنة التنسيقية
- أبل