أغانى المهرجانات «هاتى بوسة يا بت».. «لما عم الحاج يعدى»

أغانى المهرجانات «هاتى بوسة يا بت».. «لما عم الحاج يعدى»
انتشرت بعد الثورة نوعية جديدة من الأغانى تُسمى «أغانى المهرجانات»، وهى أغانٍ شعبية يقدمها مطربون حققوا شهرة سريعة على الساحة الفنية الآن، ومن هذه الأغانى «هاتى بوسة يا بت» و«لما عم الحج يعدى» و«حقى برقبتى» التى غنّتها يسرا مع مى عز الدين فى فيلم «جيم أوفر»، و«حارة عجيبة»، و«مع السلامة يا فلوس» التى غنّاها عمرو سعد فى مسلسله «خُرم إبرة» وغيرها.
و«الوطن» تدق اليوم ناقوس الخطر بعد أن أصبحت هذه الأغنيات تتردّد كثيراً، والأطفال أصبحوا يحفظون كلماتها التى يحتوى بعضها على ألفاظ «بذيئة»، والأخطر أن هذه الأغانى تخطت شهرتها إلى خارج مصر، حيث يقدم مطربوها حفلات فى الدول العربية والأوروبية أيضاً فأصبح هذا اللون يمثل مصر فى الخارج.
الملحن محمد عبدالمنعم، الذى قدّم العديد من الأغانى الشعبية الناجحة كما قدّم عدداً من أغانى المهرجانات فى الأفلام، منها «عبده موتة» يقول: «هذه الأغانى حالة فنية منفردة لا تندرج تحت مسمى الطرب، لكنها سيطرت على الشارع المصرى بشكل واضح، خصوصاً بين جيل الشباب والأطفال، ولم تقتصر فقط على الفئة الشعبية التى خرجت منها هذه الأغانى، ولن يستمر هذا اللون إلا إذا تم تطوير شكله الغنائى حتى لا يشعر الناس بالملل من أغنيات على إيقاع واحد وستنتهى».
ويرى الموسيقار محمد سلطان أن «هذه الأغنيات ستؤثر بشكل سلبى على الذوق العام لما فيها من معانٍ غريبة، ويقول إنها مجرد لحن واحد ويقدِّمها أناس ليس لديهم أى موهبة، فأى فرد عادى يمكن أن يقدّم هذا الشكل الغنائى، وهم يحاولون تقديم نوعية الأغانى القديمة والحديثة والكلاسيكى بأسلوبهم فى الحفلات والأفراح الشعبية وذلك لإرضاء الجمهور بجميع انتماءاته واختلافاته فى سماع الأغانى».
أما منظم الحفلات وليد منصور، الذى قدّم عدداً من الحفلات لـ«أوكا وأورتيجا» و«شحتة كاريكا» فيقول: «هذا الشكل الموسيقى حقق نجاحاً كبيراً، لأنه لون غنائى جديد، وهذه الأغانى أصبحت مطلوبة وفقرة أساسية موجودة ولا تقل أهمية عن فقرات المطربين الكبار، كما أن هناك عدداً كبيراً من الدول العربية والأوروبية أصبحت تطلب هؤلاء المطربين بالاسم، وهذا دليل على نجاح هذا اللون الغنائى».
أما مهندس الصوت ياسر أنور، فيرى أن هذه الأغانى انحدار ولن تستمر ولا تعتبر فناً من الأساس، وهى تعتمد على الأجهزة الصوتية فقط، لأنها عبارة عن إيقاعات تغنى عليها، ولا توجد أى جملة لحنية فيها ولا تعبر عن أى شىء خاص بالموسيقى، والسبب الذى ساعد فى انتشارها هو أنها لا تحتاج إلى تكلفة مادية، كما أنها لا تحتاج إلى استوديو خاص لتسجيلها، فكل هذه الأغانى يتم عملها فى البيت من خلال جهاز كمبيوتر، وهذه الظاهرة بدأت من خلال «الديجيهات» وانتشرت مع الأفلام التى يظهر فيها «البلطجى»، فكيف لمصر صاحبة الريادة فى الموسيقى أن يخرج منها هذا الشكل المسىء إلى حضارتنا الفنية؟