صاحب بازار يتغلب على ركود السياحة بالعزف على العود.. قصة قصيرة حزين

كتب: حمادة الشوادفى

صاحب بازار يتغلب على ركود السياحة بالعزف على العود.. قصة قصيرة حزين

صاحب بازار يتغلب على ركود السياحة بالعزف على العود.. قصة قصيرة حزين

برد قارس، ومحل خالٍ من الزبائن الذين انقطعت أقدامهم منذ ركود السياحة، لا شىء يخفف من هذا الجو سوى العود المعلق على أحد جدران البازار، تناوله أسامة نبيل، صاحب البازار الذى يقع فى إحدى القرى السياحية بمدينة سانت كاترين، وبدأ فى العزف عليه، ورويداً رويداً عادت الدماء إلى جسده المرتعش، توهج وجهه وانفرجت أساريره بفعل نغمات العود الساحر الذى حوله من حال إلى حال.

يهوى «أسامة» الموسيقى، ويتمتع بصوت عذب، ما إن يقترب المارة من محله حتى يندهشوا من الصوت المنبعث من داخله، يظنون فى البداية أنه راديو أو جرامافون من الزمن الجميل، ليزيد اندهاشهم بعد أن يجدوا شاباً يجلس فى منتصف البازار ويدندن على نغمات العود.

«من أيام الجامعة وأنا بعشق العود وأغانى أم كلثوم وعبدالوهاب، وزاد عشقى ليهم بعد ركود السياحة، عشان عندى وقت فراغ كبير قررت أستثمره فى موهبتى»، قالها «أسامة»، بائع الإكسسوارات والفضيات والأحجار الكريمة، مؤكداً أنه لم يجد طريقة للتغلب على ركود العمل وحلول الشتاء القارس فى مدينة سانت كاترين سوى بالعود.

يعزف الشاب العشرينى فى كل وقت، فى الصباح وفى المساء، ولم تقف موهبته عند هذا الحد، بل امتدت إلى تصنيع العود: «حال سانت كاترين لا يسر عدواً ولا حبيباً، المدينة تعانى من ركود شديد بسبب أزمة السياحة، وتحتاج إلى تسويق خاص لشهرتها بالسياحة الدينية، ولكن لا أحد يهتم ولا يبذل جهداً فى سبيل إنعاش السياحة»، مطالباً بضرورة تشغيل مستشفى المدينة وتزويده بأطباء وأدوية وتحسين شبكات الاتصالات، لأن المدينة سياحية، وتفقد كثيراً من معالمها بسبب الإهمال.


مواضيع متعلقة