"الخرسانة الكبريتية".. وسيلة العلماء لبناء مستعمرات على المريخ

"الخرسانة الكبريتية".. وسيلة العلماء لبناء مستعمرات على المريخ
تمكن باحثون في جامعة "نورث وسترن" الأمريكية من تطوير نوع جديد من الأسمنت شديد الصلابة من تربة المريخ لاستخدامه في البناء على الكوكب الأحمر، ليحققوا بذلك رغبة تنامت لدى علماء ووكالات فضائية عدة في تسيير رحلات للبشر إلى كوكب المريخ بغرض توطينهم فيه.
وأوضح تقرير نشره معهد "ماساتشوستس للتقنية"، في موقعه على الإنترنت، أنه بمجرد هبوط تلك الرحلات على سطح الكوكب الأحمر، سيجد المستوطنون الأوائل للمريخ أنفسهم أمام ضرورة لتشييد بنية تحتية باستخدام موارد الكوكب نفسه، وهو ما أصبح متاحًا الآن، لافتًا إلى أن تلك المادة لا تحتاج إلى المياه في تكوينها.
وأكد القائمون على هذا المشروع في الجامعة أن مادة الكبريت ستكون أساسية في البنية التحتية على سطح كوكب المريخ، حيث سيتم تسخينها لتتحول إلى سائل من ثم يتم مزجها مع تربة الكوكب الأحمر، ويتم تبريدها فيما بعد لتصبح كتلة خرسانية شديدة الصلابة.
وفي عام 1970، درس العلماء إمكان استخدام الخرسانة الكبريتية في بناء قواعد قمرية على سطح القمر، إلا أنهم سرعان ما اكتشفوا تبخر الكبريت من تلك المادة على سطح القمر، لذلك برزت الحاجة إلى صناعة مادة خرسانية كبريتية أكثر صلابة وقادرة على البقاء يمكن الاستفادة منها في مشروع التوطين على كوكب المريخ.
وفي هذا الإطار، استخدم الباحثون تربة محاكاة لتربة المريخ تتكون من ثاني أكسيد السيليكون وأكسيد الألومنيوم مع مكونات أخرى مثل أكسيد الحديد، وثاني أكسيد التيتانيوم، واختبارها مع أحجام مختلفة من الجزيئات، وبعد خلطها بنسب مختلفة من الكبريت المنصهر وتبريدها وقياس مدى صلابتها، اكتشفوا أن استخدام مجموعة أصغر من الجسيمات يقلل من وجود الفراغات الناجمة عن التبخر، ما يزيد من قوة هذه المادة، ولإنتاج مادة خرسانية أفضل يجب أن تتساوى فيها نسبة الكبريت مع نسبة تربة المريخ، إذ يتطلب إضافة 50% من المادتين.
وأوضح التقرير أن من مزايا تلك المادة المصنعة من تربة المريخ، أن قوة الضغط فيها نحو 50 ميجا باسكال، ما يعني أنها ستتجاوز معايير الضغط للبنية التحتية على كوكب الأرض التي لا تتجاوز 20 ميجا باسكال.
وسيتيح هذا الاكتشاف إمكان تشييد بنية تحتية بشكل مباشر على سطح المريخ، لكنها تحتاج إلى جيل جديد من المهندسين لتصميم مبان تعتمد في الأساس على خرسانة تربة الكوكب نفسه.