القيادى بحركة «حماس» لـ«الوطن»: دول عربية تبحث الآن عن ممثل حقيقى للشعب الفلسطينى

كتب: محمد حسن عامر

القيادى بحركة «حماس» لـ«الوطن»: دول عربية تبحث الآن عن ممثل حقيقى للشعب الفلسطينى

القيادى بحركة «حماس» لـ«الوطن»: دول عربية تبحث الآن عن ممثل حقيقى للشعب الفلسطينى

قال القيادى بحركة «حماس» الدكتور محمود الزهار إن موقف مصر من التعاون الاقتصادى مع قطاع غزة تغير فى الفترة الأخيرة، متوقعاً، فى حوار لـ«الوطن»، أن تكون هناك زيارة قريبة لوفد من الحركة إلى «القاهرة»، وأكد «الزهار» أن العائدات على مصر من التعاون الاقتصادى مع «غزة» تبدأ من مليار دولار سنوياً وتصل إلى 7 مليارات، مشيراً إلى أن حركته سهلت دخول الوفود التى شاركت فى مؤتمر العين السخنة بمصر.

{long_qoute_1}

■ بداية قلت فى تصريحات مؤخراً بـ«غزة» إن هناك زيارة قريباً لوفد من حركة «حماس» إلى مصر ما تفاصيل ذلك؟

- الكلام الذى قلته أنى أتوقع أن تكون هناك زيارة مقبلة، لأن الاتصالات لم تنقطع بين الحركة ومصر، وهناك موضوعات كانت طلبتها مصر تحتاج إلى إجراءات، فنحن حضّرنا هذه الإجراءات وقدمناها، لكن الحقيقة كانت الظروف غير مناسبة، هل الآن الظرف تغير؟ يوجد تغيرات كبيرة حصلت، موقف مصر تغير من موضوع الاقتصاد مع غزة، فمصر استضافت فصائل من حركة «فتح» وبعدها زيارة لوفد من «الجهاد الإسلامى» وبالتالى من المتوقع إذا استمرت هذه السياسة أن يكون هناك لقاء ما بيننا.

■ مصر كانت لها مطالب كما قلت، ما أهم هذه المطالب؟

- كان هناك بعض الادعاءات بأن هناك بعض الأشخاص يهربون من مصر ويأتون إلى قطاع غزة، وأنت تعرف فى فترة الأنفاق كانت القضية مفتوحة على كل الدنيا، لكن الشاهد فى الموضوع أننا لم نعبث بأمن مصر، ولن نسمح لأحد من «غزة» بأن يعبث بأمن مصر، لكن أنت تعرف أن هذه منطقة حدود مفتوحة بيننا وبين فلسطين المحتلة منذ 1948 وبين مصر وقطاع غزة، وهذه الأمور جاءت فى أجواء متوترة، وأعتقد أن الظروف الآن اختلفت، فالفترة الماضية أثبتنا للجانب المصرى أننا لم نعبث بالأمن المصرى ولا نسمح بذلك، ولكن نحن لا نستطيع أن نضبط الحدود كما لا تستطيع مصر أن تضبطها، ولا أى دولة فى العالم أن تضبطها 100%.

{left_qoute_1}

■ بالتأكيد كان هناك تعاون أمنى فى الفترة الماضية، أليس ذلك صحيحاً؟

- الحقيقة الفترة الماضية كانت فترة سكون، لأنه كان المفترض أن يكون هناك اختبار لما قالته الحركة، وبالتالى أعتقد أننا أثبتنا أنه ما عندنا شىء مما قيل ومما ظن الجانب المصرى أنه يحدث عندنا.

■ ما رأيك فى استضافة مصر وفوداً من قطاع غزة وما قيل عن إمكانية إقامة منطقة حرة بين مصر و«غزة»؟ وهل «حماس» تم التواصل معها فى هذا الأمر؟

- يوجد مثلاً موضوع مؤتمر العين السخنة وفيه جرت لقاءات لفصائل من «فتح» أو لجهات من «فتح»، وأيضاً فى «العين السخنة» توجد لقاءات لشخصيات وطنية معروفة فى قطاع «غزة»، ونحن سهلنا سفر هؤلاء الأشخاص المشاركين فى مؤتمر العين السخة، لأننا بناء على الخطوات السابقة التى اتخذناها معنيون بقطع وألا يكون لنا أى تبادل مع الكيان الصهيونى، لسببين.

■ وما هما؟

- السبب الأول: أن هؤلاء احتلوا أرضنا، والأموال التى يستفيدون منها اقتصادياً يقومون ببناء مستوطنات بها على أرضنا، والسبب الثانى أن مصر والدول العربية أحق بهذه الأموال من غيرها، نحن إذا بدأنا التجارة مع مصر يمكن أن نبدأ بمليار دولار سنوياً يتطور إلى 7 مليارات دولار، وهكذا يقول الاقتصاديون، مصر أحق بهذا الموضوع ونحن أحق بهذا.

■ بمعنى إذا أقيمت منطقة تجارة حرة بين مصر وغزة تكون العائدات لمصر مليار دولار سنوياً؟

- ليس شرطاً إقامة منطقة التجارة الحرة، حتى لو هناك تعاون اقتصادى بين مصر وغزة، وحتى تكون الأمور واضحة، نحن لو حسبنا حجم الأموال التى تضخ مرتبات للموظفين فى وكالة الغوث وهى تصرف بالدولار، ولو حسبنا الأموال التى تصرف للمستفيدين من حركة «فتح» وهى حوالى 70 ألفاً فى الشهر، وهى أيضاً تصرف بالدولار، ولو حسبنا ما تحصله الإدارة الحالية فى «غزة» من ضرائب، نستطيع أن نقول إننا يمكن أن نبدأ بحركة اقتصادية يستفيد منها الطرفان مصر ونحن، وبالتالى نحن مع هذا الأمر وإذا تشكلت منطقة حرة سيكون هذا أفضل، لأن المنطقة الحرة تكون لها امتيازات أكثر، والتجارة تكون فيها أسرع والضرائب فيها أقل، وبالتالى التعاون الاقتصادى الذى سيحدث سيكون لها نتائج كبيرة على كل الأطراف المشاركة فيه.

{long_qoute_2}

■ لكن أنت تقول على الأقل إن هناك مليار دولار ستعود على مصر سنوياً من هذا الأمر؟

- تبدأ به مباشرة، تبدأ من مليار دولار سنوياً، لماذا؟ أنت فى قطاع غزة تحتاج إلى الأسمنت المصرى لإعادة إعمار ما تم تدميره من الحروب السابقة، ولأن الآلية التى وُضعت دولياً والتى يستعملها الاحتلال الإسرائيلى لم تلب الحد الأدنى المطلوب، وبالتالى أنت إذا فتحت باب الإعمار على سبيل المثال فأنت تدخل فى ازدهار تجارى واضح، لأن تجارة الأسمنت والحديد رائجة جداً فى منطقة تم تدميرها فى أربع حروب فى 2006 و2008 و2012 و2014.

■ أنتقل بك إلى ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، ما آخر المستجدات فى هذا الملف المعقد؟

- لا يوجد فى الحقيقة جديد، لأن حركة «فتح» لا تريد، لماذا لا تريد «فتح»؟ لأنه أولاً «فتح» تعانى من انشقاق خطير، وثانياً أن حركة «فتح» من بنود الاتفاق التى توصلنا إليها فى «القاهرة» فى يناير 2011، البنود التى اتفقنا حولها هى أولاً إجراء انتخابات رئاسية ومجلس وطنى ومجلس تشريعى، وهذه بالتأكيد «فتح» ستخسر فيها، لماذا؟ لأن «فتح» قدمت نفسها للمشروع الفلسطينى بأنها ستأتى بدولتين، دولة على حدود 1967 التى هى على 20% من حدود فلسطين التاريخية، والدولة الإسرائيلية على الـ80% الباقية، أين الدولة الآن التى تشكلت من حوالى 23 سنة وفق اتفاقية «أوسلو» حتى هذه اللحظة؟ بالتالى «فتح» ماذا ستقول للشارع الفلسطينى؟ اعتمدت مشروعاً استنزفت فيه الأوقات ولم يحقق شيئاً، وأعطت فرصة للاستيطان أن يتمدد على 60% من الضفة الغربية، وبالتالى ستخسر، ستخسر على المستوى التشريعى وعلى مستوى البلديات وعلى مستوى المجلس الوطنى، وبالتالى تريد أن تبقى هذه الشرعيات الزائفة، وأنت لو لاحظت ما خرج من أحد القادة العسكريين الكبار المصريين، حيث قال إن كل الشرعيات انتهت، بما فيها شرعية «عباس»، وبالتالى المصالحة تعنى تطبيق الاتفاق وتنفيذه.

■ بعض التحليلات تقول إن مصر فى الفترة الأخيرة تسعى لأن يكون هناك شكل جديد من القيادة فى حركة «فتح»، ما رأيك فى ذلك؟ وإن كانت لديك معلومات بخصوص هذا الطرح؟

- أولاً نحن لا نتدخل فى شأن أى فصيل من الفصائل، «فتح» عندها انشقاق كبير واضح فى داخلها، وحتى لو فرضنا فى معسكر عباس أن الرجل استقال أو مات يوجد كل واحد منهم، القيادات الأمنية والقيادات السياسية، يرى نفسه مؤهلاً، وبالتالى نحن ننأى بأنفسنا عن التدخل فى هذا الموضوع، ولكن أقول لك كمراقب، إن «فتح» تعانى أزمة حقيقة، ما الذى قدمته «فتح» للشعب الفلسطينى حتى تقول له «والله بدنا تنتخبونا»؟ وبالتالى دول عربية تبحث بما فيها مصر عن ممثل حقيقى للشارع الفلسطينى، «فتح» الآن ليست ممثلاً حقيقياً للشارع الفلسطينى، بدليل انتخابات 2005 «حماس» فازت فى البلديات، وفى انتخابات 2006 فازت «حماس» بالمجلس التشريعى، ثم يجرى «عباس» انتخابات فى البلديات منذ 3 أشهر سقط فى أول اختبار فى 9 بلديات فى غزة قبل أى انتخابات، وبالتالى من حق الدول العربية التى لها مصالح فى القضية الفلسطينية أن يكون للفلسطينيين ممثل حقيقى، هذا هو الوضع الحالى، «عباس» ليس ممثلاً حقيقياً.

{long_qoute_3}

■ من كلامك، هل آن الأوان لأن يكون هناك تجديد فى دماء مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، أو رئيس جديد لنكون أكثر صراحة؟

- لا ليس فقط تجديداً للرئيس الفلسطينى، أولاً كلمة رئيس فلسطينى فى الحقيقة غير صحيحة، هو رئيس من؟ أولاً هو لا يرأس 70% من الشعب الفلسطينى موجود فى الخارج، لا يقدم لهم شيئاً ولا يتصل بهم وليس لهم تمثيل عنده ولا عند غيره، ثانياً: هو لا يمثل «حماس»، لأن هذا الرجل جرى انتخابه وانتهت فترة انتخابه منذ سنوات طويلة، وبالتالى سقطت شرعيته كرئيس للسلطة، السلطة الفلسطينية ليس لها ولاية على أكثر من نصف الفلسطينيين خارج فلسطين. ولكى يكون هناك رئيس، فإن هناك عدة شروط يجب أن تتوافر، أولاً أن يكون هناك مجلس وطنى والمجلس الوطنى يشمل الفلسطينيين فى الداخل والخارج، وبالتالى يكون رئيساً لكل الفلسطينيين، وثانياً رئيس سلطة يعنى رئيس جزء من الشعب الفلسطينى وهى الأرض المحتلة وغزة، ورئيس منظمة التحرير وأصبحت منظمة التحرير صاحبة مشروع حل الدولتين غير ذات مصداقية، أين هما الدولتان؟

■ وما موقف مصر من هذه التطورات خلال الأشهر البسيطة الماضية؟

- أولاً بالنسبة لحركة «حماس» أقول لك ماذا فعلنا، لما مصر طلبت أن يذهب أشخاص من «فتح» من أعوان «عباس» ويحضرون المؤتمر السابع للحركة نحن لم يكن لدينا مانع، ولما طلبت مصر دخول شخصيات أخرى من غير أنصار «عباس» سواء من أنصار محمد دحلان، أو شخصيات مستقلة أصحاب خبرة تجارية لم نمنع أحداً، وبالتالى موقفنا لا نتدخل ونسهل لكل جهة أو طرف يريد الذهاب إلى مصر. أما عن مصر فمصر هى التى تعبر عن مصالحها وهى من تقدم المعلومات فيما يتعلق بموقف مصر، موقفنا نحن نسهل لأى طرف حتى لا نتهم بأننا نعيق عمل أى جهة من الجهات الفلسطينية.

■ ألا يوجد أى لقاءات مع حركة «فتح» قريباً؟

- بالنسبة لـ«فتح» أقول على رأى المصريين «فاض بنا الكيل»، وأنا أقول لك المزاج الشعبى عند حماس أن هذه اللقاءات مضيّعة للوقت، وهذه اللقاءات تعطى انطباعات خاطئة.

■ لقاءات المصالحة أو اللقاءات مع حركة «فتح» تقصد؟

- نعم، نعم.


مواضيع متعلقة