إدريس: إسرائيل وأمريكا تشعلان الصراع المذهبى بين مصر وإيران

كتب: مجدى أبوالليل

 إدريس: إسرائيل وأمريكا تشعلان الصراع المذهبى بين مصر وإيران

إدريس: إسرائيل وأمريكا تشعلان الصراع المذهبى بين مصر وإيران

قال الدكتور محمد السعيد إدريس الخبير فى الشئون الإيرانية بمركز «الأهرام» للدراسات الاستراتيجية: إن مهاجمة البعض لمنزل مجتبى أمانى القائم بأعمال السفير الإيرانى بالقاهرة، فعل سيئ وغير إيجابى يسلكه البعض للهرب من فشل مشروعهم الإسلامى وغيابه. وأكد فى حوار لـ«الوطن»، أن من يؤجّج الصراع المذهبى بين مصر وإيران، هو الكيان الصهيونى والولايات المتحدة، وأنه يؤيّد زيادة الرحلات بين القاهرة وطهران، وأنه لا يخشى من إنشاء الحسينيات أو البكاء على الحسين فى الداخل، لأن ذلك لن يؤثر على أهل السنة فى شىء، ولن يسهم أبداً فى نشر التشيُّع. * كيف ترى الاعتداء على منزل السفير الإيرانى؟ - تصرُّف شديد السوء وغير إيجابى تماماً، لأنه إذا كانت هناك خلافات بيننا وبين إيران فهى سياسية، وليست مذهبية. * أى أنك ترفض مثل هذه التصرُّفات؟ - هى تصرفات سيئة وغير إيجابية، ومصر تُسيّر علاقاتها مع كل دول العالم على أساس المصالح الوطنية، بدليل علاقاتها مع دول تختلف معها دينياً بالكامل، وأيضاً مع دول لا دينية، ومن ثم إدارة العلاقة مع إيران على أساس مذهبى يعنى أن من يفعلون ذلك لا يفهمون شيئاً فى العلاقات الدولية، لأن قضية المذهبية هى الأخطر على الإسلام، وبدلاً ما أن يشغل هؤلاء أنفسهم بوحدة الإسلام والمسلمين يمارسون ما يمارسه أعداء الأمة من تفكيكها على أساس عرقى ومذهبى. * يعنى ذلك أنك لا تخشى من قضية التشيُّع وإمكانية تأثير الأفواج الإيرانية على عقيدة أهل السنة؟ - لا أخشى ذلك، لأنه لن يحدث، ومن ذهبوا إلى منزل السفير الإيرانى، عليهم أن يسألوا أنفسهم أولاً ما مصدر تهديد مصر والأمن الوطنى؟ لأن أهم مصدر تهديد للأمن القومى هو عدم الاستقرار الداخلى الناتج عن الحكم السيئ للدولة، والمصدر الآخر هو الكيان الصهيونى، العدو الاستراتيجى الأساسى، ومن ذهبوا إلى منزل السفير عليهم أن يجدوا حلولاً لهذه الأزمات، ولا يهربوا منها لقضايا الفتنة المذهبية التى لا يريدها إلا العدو، ومن يدعون إلى سنة وجماعة وشيعة، أعتبرهم من الخوارج، لأنهم يخرجون على وحدة الإسلام. * هل يمكن أن نعتبر ما يحدث صراعاً مذهبياً بين السنة والشيعة؟ - من دعا إلى الصراع المذهبى هو كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، عندما كان العدوان الإسرائيلى على لبنان فى 2006، وقالت إن من رحم هذه الحرب سيولد شرق أوسط جديد، وأهم معالمه أن يتحول الصراع العربى - الإسرائيلى إلى صراع عربى - إيرانى. * لكن هناك تخوُّفاً من إمكانية تشيُّع البعض فى مصر؟ - إيران تقيم علاقاتها مع مصر، على أساس المصالح وإدارة التوازنات الإقليمية، ولا يأتون إلى مصر من أجل التبشير بالتشيُّع، وإلا كانوا مارسوا هذا على السنة الإيرانيين، والدول العربية الخليجية المواجهة لإيران لا تخشى التشيُّع وفى قلبها عدد هائل من الشيعة، بل إن هناك دولاً عربية أغلبها شيعة، البحرين أكثر من نصف عدد سكانها من الشيعة، والسعودية المنطقة الشرقية بكاملها شيعية، ولماذا هذا الترويع للمصريين من الشيعة وتحويل التشيُّع إلى شيطان وفزاعة والغرض هو ألا تقترب مصر من إيران، لأن هذا الاقتراب خطر هائل على إسرائيل، وتأسيس مثلث الحضارة الإسلامية العرب والفرس والأتراك. * من يؤجّج هذا الصراع المذهبى؟ - هم من يهدمون الأضرحة ويشوّهون آل البيت، وكانت هناك وقيعة بين أهل البيت والصحابة، وهو خبل يمارسه البعض، فهؤلاء ضد آل البيت ولا يعرفون أن مودة وقربى آل البيت جزء من الإيمان، وأنا أدعو ياسر برهامى ومحمد حسان إلى حوار وطنى حول هذه القضية، فلمصلحة من تفتيت الأمة؟ * لكن الحديث لا ينقطع عن إقامة شعائر الشيعة من لطم وضرب على الوجوه وإنشاء حُسينيات؟ - الحُسينيات هى قاعة الاجتماعات، والفاطميات قاعة اجتماعات للنساء، ويذكرون فيها سيرة الحسين واستشهاده ولا خطر منها، واللطم هو حزن على الحسين ولا يعنى الكُفر، ولا مانع من هذه الشعائر لأنها لا تضر الأمن القومى، والحديث عن استمالة أهل السنة إلى التشيُّع يعنى أننا ضعفاء ونتعامل مع المسلم على أنه أهبل أو أهطل ويحتاج إلى وصاية عليه لأنه إمّعة، ليس هناك خطر تشيُّع على مصر بل الخطر صهيونى، ومن يذهبون إلى منزل السفير أو يؤجّجون الصراعات المذهبية يهربون من الفشل كى لا نحاسبهم على غياب مشروعهم السياسى. * هل تعتقد أنه يمكن رفع مستوى العلاقات بين مصر وإيران لمستوى السفارة قريباً؟ - من العار أن تبقى مصر حتى الآن هى الدولة الوحيدة عربياً وإسلامياً التى ليس لها علاقات على مستوى السفارة مع إيران.