أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى: الفترة الأولى للرئيس الجديد سيواجه فيها المنظمات الإرهابية

كتب: أحمد البهنساوى

أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى: الفترة الأولى للرئيس الجديد سيواجه فيها المنظمات الإرهابية

أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى: الفترة الأولى للرئيس الجديد سيواجه فيها المنظمات الإرهابية

قال الدكتور عبدالمنعم المشاط، أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الأمريكية ستشهد دفئاً على عدة مستويات، خاصة العسكرية والاقتصادية والسياسية، لافتاً إلى أن فوز «ترامب» كسر حالة الجمود فى العلاقات بين مصر وأمريكا خلال 8 سنوات فترة ولاية الرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما، وأشار «المشاط» فى حواره لـ«الوطن» إلى أن «ترامب» تفوق على هيلارى كلينتون لأن لديه برنامجاً اقتصادياً طموحاً، فيما ركزت «هيلارى» على أمور شخصية، فضلاً عما ظهر فى حملتها الانتخابية من وقائع فساد كشفت كذبها على المجتمع الأمريكى، لكنه أعرب عن تخوفه من تصاعد التيار اليمينى المتشدد فى أغلب دول العالم، بما يمهد لنشوب حرب عالمية ثالثة، كما تحدث عن كواليس العملية الانتخابية التى جرت والسيناريوهات المتوقعة فى ظل تصاعد حدة التظاهرات الأمريكية وغيرها من الموضوعات. وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

■ فى البداية كيف استقبلت خبر فوز «ترامب» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وما قد يترتب عليه من تغيرات دولية وإقليمية؟

- لم يكن فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب مفاجأة بالنسبة لى، وتوقعت فوزه فى مقال نُشر لى فى يوليو الماضى بعنوان «مشارف الحرب العالمية الثالثة»، وذكرت أنه حال فوز «ترامب» فسوف تتبع الولايات المتحدة الأمريكية منهج «العزلة البناءة».

■ لكن صعوده كان مفاجأة للعالم أجمع.. أليس كذلك؟

- كان مفاجأة لكثيرين، لمجموعة من الأسباب، أولها أنه لم يحدث فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أن حكم حزب لمدة أكثر من 8 سنوات فى كل المؤسسات وليس فقط فى منصب الرئاسة، والأمريكيون يميلون بطبعهم إلى التغيير، كما أنهم يتمسكون بالأشياء الغريبة و«ترامب» مرشح غريب، كما أنه استطاع عن طريق اختياراته عبر رؤساء الحملة الانتخابية أن يصل إلى نهاية المنافسة بعدما فاز فى الانتخابات الداخلية للحزب الجمهورى، وبالتالى رأى الأمريكيون أنه قد يكون لديه فريق رئاسى جيد ويعتمد عليه، النقطة الأخيرة أنه عكس مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كلينتون فقد أتى ببرنامج لإحياء الاقتصاد الأمريكى بما فى ذلك عودة الصناعات مرة أخرى إلى الأراضى الأمريكية وعودة عبارة «صُنع فى أمريكا» مرة أخرى وهو ما فشل فيه الرئيس الحالى باراك أوباما. {left_qoute_1}

■ لكن فى المقابل أصدر تصريحات صادمة ضد فئات بعينها كالأقليات والمسلمين.. كيف تابعتها؟

- بالفعل أصدر تصريحات ضد الأجانب وأقليات بعينها فيما عدا الأمريكان البيض، فهو يريد أن تصير أمريكا المركز السياسى للبيض فى العالم، طبعاً هذه نظرة عنصرية ولكنها لاقت شعبية لدى المواطنين الأمريكيين وهو ما ظهر فى عملية التصويت.

■ إذا كان الأمريكان يميلون إلى الاختلاف كما تقول لماذا لم يصوتوا لـ«هيلارى» كأول سيدة تحكم أمريكا؟

- هذه الرؤية صحيحة، فالنظام الأمريكى يحاول تمثيل الأقليات بدليل التصويت لأوباما ذى الأصل الأفريقى، وكان منطقياً التصويت لـ«هيلارى» كى تكون أول سيدة تمثل أقلية النوع، لكن توجد هنا مجموعة من المشكلات برزت خلال الحملة الانتخابية لـ«هيلارى»، أولها أنها لم تكن صادقة، نعم لديها خبرة سياسية لكن يغطيها فساد، حيث استخدمت الإيميل الخاص بها فى أمور سياسية مهمة بما فيها أسرار قومية، وهذا غير جائز، فالهواتف النقالة لا يمكن أن يستخدمها شخص غير المسئول عنها، بدليل أن جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى رفض تسليم «الموبايل» الخاص به لأمن الرئاسة، حينما كان يلتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه مصمم بطريقة معينة، بحيث ينفجر الموبايل إذا استخدمه شخص آخر، كما أن مؤسسة «كلينتون» تلقت 100 مليون دولار من قطر، والقاعدة فى أمريكا تقضى بأن الموظف العام إذا تلقى هدية تصل قيمتها أكثر من 100 دولار عليه أن يسلمها للدولة، والمسألة الأخرى أنها ركزت فى حملتها الانتخابية على أمور شخصية كعلاقات «ترامب» النسائية، مع أن زوجها بيل كلينتون مارس ذلك حينما كان رئيساً، والمواطن الأمريكى يشمئز من الخوض فى الحياة الشخصية.

{long_qoute_2}

■ لكن البعض قد يرد على هذه النقطة بأن «ترامب» عايرها بزوجها أيضاً، هل لهذا السبب لجأت للتركيز على حياته الشخصية؟

- الجانب الاقتصادى الذى ركز عليه «ترامب» هو الأهم لاستعادة دور أمريكا العالمى الذى فقدت جزءاً كبيراً منه فى عهد «أوباما»، الذى سمح ببروز الدور الروسى سياسياً فى الشرق الأوسط، والدور الاقتصادى للصين فى العالم كله، فالصين أصبحت أكبر دائن لأمريكا، فـ«ترامب» قرر عودة الصناعات الأمريكية مرة أخرى، عبر نقل الصناعة خارج الولايات المتحدة، مثل المكسيك والصين ودول عديدة فقيرة نسبياً والعمالة فيها أرخص، فقرر تخفيض الضرائب وتعويض ذلك على المدى البعيد، وبالتالى لم يكن لـ«هيلارى» هذا المنهج الاقتصادى، فخطابه كان للأغنياء والبيض والعمال. {left_qoute_2}

■ هل لديك تحليل لنتائج التصويت فى الانتخابات الأمريكية؟

- نعم وتحتوى الأرقام على نتائج مدهشة، فعلى سبيل المثال معظم الذكور صوتوا لـ«ترامب» بمعدل 53%، فى حين صوت 55% من الإناث لـ«هيلارى»، و65% من البيض صوتوا لـ«ترامب»، كما أن الفئة العمرية من 49 إلى 65 عاماً صوتوا له بنسبة 65% وفوق 65 عاماً صوتوا له بنسبة 90%، أما حملة شهادات الثانوية العامة والبكالوريوس فصوتوا لهيلارى كلينتون لكنهم أقلية، وصوّت لترامب العمال فى ولايات محسومة مثل ميتشجن وبنسلفانيا، بما يعنى أن الناس سئمت من الحزب الديمقراطى لإشباع حاجاتهم الاقتصادية، خاصة أن هناك نسبة بطالة فى المجتمع الأمريكى، فضلاً عن أن «هيلارى» تدافع عن الإخوان المسلمين ومستشارتها وصديقتها الشخصية تنتمى للإخوان، وكان من الممكن أن تتولى حقيبة وزارة الخارجية.

■ ما تقييمك للمظاهرات التى اندلعت فى عدة مدن أمريكية احتجاجاً على فوز ترامب؟

- لا أعتقد أنها سيكون لها تأثير كبير على الرغم من أن انتخاب الرئيس الأمريكى الذى حدث هو انتخاب أولى وليس نهائياً، والكثير من الناس لا يعرف ذلك، فالمرحلة الأولى التصويت الشعبى فى الثلاثاء الأول من شهر نوفمبر لكن يوم الانتخاب الحقيقى سيكون للمجمع الانتخابى يوم 19 ديسمبر، ثم تنصيبه رسمياً فى يناير، وقد يثور تساؤل هل ممكن أن يصوّت المجمع الانتخابى للمرشح الخاسر؟ حدثت مرة واحدة فى تاريخ أمريكا عام 1824، حيث فاز المرشح أندرو جاكسون ومع ذلك لم يصوّت له المجمع الانتخابى بالنسبة المطلوبة، ولم يحصل على 50% فقام مجلس النواب باختيار الرئيس كونسى آدمز، ولكن بافتراض تطور المظاهرات، وأصبح هناك ربيع أمريكى وحدث انقسام حقيقى، وأنا أستبعد ذلك، ممكن جداً المجمع الانتخابى فى التصويت الفعلى على الرئيس المقبل يزيح «ترامب»، وبالتالى قد ينتخب مجلس النواب «بينيتس» نائب «ترامب» أو «هيلارى»، خاصة أن الأخيرة حصلت على أصوات أكثر من «ترامب» بحوالى 160 ألف صوت من أصوات الناخبين، لكن «ترامب» حصل على أغلبية أصوات المجمع الانتخابى، وفى النهاية هو أعقد نظام انتخابى فى العالم، وتتخذ إجراءات احترازية بجعل التصويت النهائى للمجمع الانتخابى لربما تظهر مفاجآت لم تُعرف عن المرشح الفائز.

{long_qoute_3}

■ لكن «أوباما» و«هيلارى» قدما التهنئة لـ«ترامب» واعترفا بفوزه رسمياً؟

- هذه إجراءات بروتوكولية يجب أن تحدث.

■ هل تتوقع نجاح «ترامب» فى تحقيق وعوده للأمريكان؟

- الرئيس الأمريكى بصرف النظر عن شخصه لا يعمل بمفرده وهناك مؤسسات يعمل معها وفى إطارها، وبخصوص النجاح والفشل لم يكن يتخيل أحد أن ينجح الرئيس الأمريكى الأسبق دونالد ريجان، الذى كان يعمل فى مجال التمثيل ولكنه حقق طفرات اقتصادية هائلة، لأنه أتى بفريق متميز جداً وبدأ حملة تطوير التعليم فى مقابل فشل الرئيس الأسبق جورج بوش الأب الذى فشل فشلاً ذريعاً، رغم أنه كان رئيس جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، وحقق لهم انتصاراً فى حرب الخليج فى عهده، ومع ذلك لم يتم التجديد له لفترة ثانية.

■ هل تخشى من أن يكون «ترامب» نسخة مكررة من بوش، خاصة أنهما ينتميان لحزب واحد؟

- لا، مستحيل، لأن بوش أتى بشخصيتين خطيرتين جداً فى السياسة الأمريكية، وهما نائب وزير الدفاع الأمريكى وصار بعد ذلك رئيس البنك الدولى وولف وتس، وكان أستاذاً فى جامعة بروكنس، فقام بعمل دراسة قبل توليه منصب نائب وزير الدفاع عن ضرورة تدمير العراق، الشخص الثانى ديك تشينى ومعروف أنه إنسان متطرف جداً، وهناك فيلم كوميدى ركز على جورج بوش وعكس شخصيته الحقيقية بالفعل، فقدرته على الفهم ضئيلة جداً، وهو رئيس بالصدفة، وكما نعلم فإنه خسر فى الانتخابات فى أول جولة فلجأ لإعادة فرز أصوات الناخبين فى ولاية فلوريدا التى كان يحكمها شقيقه جيب بوش، وفى النهاية ورط الولايات المتحدة وتسبب فى خسائر تقدر بـ5 تريليونات دولار ويعانى منها الشعب الأمريكى حتى الآن. {left_qoute_3}

■ ألم يخش الشعب الأمريكى من أن يكرر «ترامب» سيناريو سلفه بوش؟

- الفكرة هنا تكمن فى أن «ترامب» أتى ببرنامج لإعادة إحياء الولايات المتحدة الأمريكية اقتصادياً، فكرة عودة المكانة الدولية لأمريكا، ولكى يحدث ذلك يجب أن يعمل شيئين، أولهما عودة القدرة الاقتصادية، فليس معقولاً أن يكون الدين الخارجى لأمريكا يعادل الناتج القومى وهذا لم يحدث فى تاريخها، وبالتالى لا بد من تعويض العجز بزيادة التنمية الاقتصادية، وعلى سبيل المثال الصين واليابان تستطيعان تخفيض قيمة الدولار إلى 3 قروش مثلاً إذا اتخذتا قراراً بسحب سنداتهما من أمريكا، لكن لن يحدث ذلك حتى لا يؤثر على استثماراتهما، الشىء الآخر الاحتفاظ بالقدرة العسكرية عبر عدم تشتيت القوات الأمريكية فى دول خارجية، فترامب لن يرسل جندياً واحداً خارج الولايات المتحدة.

■ رغم ما أصدره من تصريحات فى هذا الشأن؟

- هو قال إنه مستعد لتدمير «داعش» فقط.

■ لكن «بوش» دمر أفغانستان والعراق بحجة مكافحة طالبان والإرهاب؟

- «بوش» فعل ذلك بسبب أحداث 11 سبتمبر، لكن «ترامب» لن يرسل جندياً واحداً خارج بلاده بسبب التكلفة، ولذلك فأنا أقول إنه سيتبع سياسة تسمى العزلة البناءة، بمعنى أنه سيعكف خلال فترة ولايته الأولى على بناء أمريكا اقتصادياً، كما سيتبع سياسة التوفيق مع أعدائه التقليديين مثل روسيا، خاصة فيما يتعلق بمحاربة «داعش» التى صنعها الأمريكان والأزمة السورية، فالجانبان يريدان القضاء على جبهة النصرة والإخوان وداعش، وهى موضوعات مشتركة، وأعتقد أنه سيصل إلى هذه الصيغة مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كما أنه يريد التفرغ للصين اقتصادياً واحتواء القوة الاقتصادية الصينية، وإذا نجح فى ذلك خلال الأربع سنوات الأولى أنا متأكد أنه سيفوز بولاية ثانية.

■ هل طبق أى من رؤساء أمريكا السابقين سياسة العزلة البناءة؟

- نعم الرئيس مونرو عام 1821 وأتت بثمار هائلة، وترامب لكى ينفذ هذه السياسة يحتاج لحلفاء أقوياء له فى كل إقليم ليساندوه، فمثلاً البرازيل والأرجنتين فى أمريكا الجنوبية والهند وباكستان فى آسيا، ومصر فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وجنوب أفريقيا فى أفريقيا، وهو ما يعنى أنه سوف يتخلى عن خطة الحزب الديمقراطى بالاعتماد على إيران وتركيا، فأوباما خلال السنوات الثمانى الماضية كان يبنى تحالفاً خفياً مع إيران وتركيا كبديل لمصر رغم تعارض الدولتين، فتركيا تستضيف الإخوان وتشجعهم وإيران تحارب الخليج كله وليس السعودية فقط.

■ إذن الفرصة مواتية لمصر لبروز دورها الإقليمى خلال فترة ولاية «ترامب»؟

- نعم كل المعطيات السابقة تعطى لمصر الفرصة لأنه خلال الـ8 سنوات الماضية تم تهميش دور مصر بما فى ذلك القضية الفلسطينية، على الرغم من مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنها لم تتقدم سياسياً، وبالتالى كان هناك جمود فى الشرق الأوسط على الرغم من الزيارات المتكررة لجون كيرى إلى الشرق الأوسط.

■ هل تعنى أن «ترامب» سيقود سياسات لتنشيط العمل على حل القضية الفلسطينية؟

- أعتقد ذلك، لأن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى عبء على الأمريكان، وهم يريدون حلاً لهذه القضية بعمل الدولتين، لكن للأسف العالم العربى ليس لديه آلية مواجهة صريحة وجيدة، فمبادرة 2000 للملك فهد «الأرض مقابل السلام» انتهت ومبادرة «السيسى» لم تُفعل، فضلاً عن الصراع الفلسطينى الفلسطينى.

■ البعض يتخوف من أن يعمل «ترامب» على نقل سفارة إسرائيل إلى القدس.. ما تعقيبك؟

- لن يجرؤ أى رئيس أمريكى على ذلك إلا فى إطار تسوية شامل فهذا موضوع آخر، والحزب الجمهورى هو من أتى فى عهد «بوش» بمبادرة حل الدولتين وليس «الديمقراطى»، وبالتالى ربما يكون «ترامب» فى هذه النقطة ملتزماً إلى حد كبير.

■ ولماذا دعمت إدارة أوباما تنظيم الإخوان؟

- هذا يجعلنا نتساءل بدورنا كيف ينظر الرئيس للمصلحة القومية لبلاده، فالمشكلة أن الأمريكان فى علاقتهم بالإخوان استمدوا معلوماتهم من الباحثين والمثقفين المصريين والعرب، فالانطباع الذى أخذوه أن الإخوان منظمة لها شعبية وتمثل الإسلام المعتدل، وهذا هو الخطأ الفظيع الذى وقع فيه المثقفون العرب.

■ هل دولة بحجم أمريكا تستقى توجهاتها ومعلوماتها من باحثين هنا أو هناك ولديهم جهاز مخابرات قوى؟

- بالطبع، هم تصوروا أنهم يسعون للعمل السياسى السلمى إلى أن أتوا للسلطة فغير الجميع رأيه ما عدا أوباما، وذلك لأن فكرة الإخوان التى تقوم على الخلافة الإسلامية وعدم الالتزام بالدولة القومية والحدود السياسية للدول تتوافق مع المشروع الأمريكى المتعلق بالشرق الأوسط الكبير، الذى يشبه معاهدة سايكس بيكو بخصوص إعادة تقسيم وتجزئة الدول العربية وإعادة تقسيم الشرق الأوسط.

■ ما الذى تغير مع «ترامب» بما أن ما ذكرته يعتبر سياسة أمريكية ثابتة؟

- «ترامب» يؤمن بأن العالم سيعيش فى صراع الحضارات مثلما ذكر «هنتنجتون» فى كتابه، وأن العالم سيعيش فى صراع بين معسكرين، المسيحيين فى ناحية والمسلمين فى ناحية أخرى، ومن المؤكد أن المحافظين الجدد فى أمريكا يؤمنون بذلك، وبالتالى فهو فى بناء الإمبراطورية الأمريكية يجب أن يعمل على سياسة التقارب مع المسلمين وغيرهم حتى يحقق مراده الاقتصادى.

■ هل تعنى أن «ترامب» قد يتفرغ لمعاداة الإسلام كدين بعد تحقيق الطفرة الاقتصادية لبلاده؟

- هذا أحد الاحتمالات الكبرى إذا كان المحافظون الجدد ما زالوا يؤمنون بصراع الحضارات، وسيبدأ بالإخوان كمنظمة إرهابية فى فترة ولايته الأولى، ومن الممكن فى الفترة الثانية يتجه للمسلمين بشكل عام، خاصة أن العالم ينتقل فى النظام الدولى كله إلى الأيديولوجيات المتطرفة التى أدت إلى حرب عالمية ثانية، وذلك نتيجة فشل الأيديولوجيات المختلفة بما فيها الديمقراطية، فالجميع يجنح إلى الانكفاء على الذات وبناء الدولة والانعزال ثم العداء مع الآخرين فى المراحل اللاحقة، ولذلك قال «ترامب» إنه فى المرحلة الأولى سيعمل على حل القضايا العالقة بوسائل سلمية لا عسكرية.

■ وكيف تفسر الترحيب المصرى بفوز «ترامب»؟

- لأنه سيعمل على إعادة دور مصر الريادى والإقليمى.

■ وما الذى يمكن أن تفعله مصر لاستعادة دورها الريادى فى المنطقة؟

- أشياء كثيرة، على رأسها حل الصراع العربى الإسرائيلى وتحييد دور إيران فى مواجهة دول الخليج، وتطوير الجامعة العربية، والأهم من ذلك كله إنشاء اتحاد عربى بمفاهيم وسياسات وأهداف جديدة، وإلا قد تفرض علينا منظمة كمنظمة الشرق الأوسط ورغماً عنا سنجد إيران وتركيا وإسرائيل أعضاء بها، لكن جامعة الدول العربية بوضعها الحالى منظمة كسيحة، ليس لها دور، ونحن نحتاج منظمة لها دور تلم الشمل العربى، وعلى سبيل المثال، جرى إلغاء منظمة الوحدة الأفريقية التى أنشأناها وأقاموا الاتحاد الأفريقى الذى له قوات عسكرية، وللأسف الدول العربية لا تدرك معنى التطور فى النظام الدولى ولم تحدد أولوياتها ولا مصالحها.

■ هل تتوقع دفئاً فى العلاقات المصرية - الأمريكية؟

- نعم، ويجب أن يحدث ذلك، خاصة أنه لم يزر مصر مسئول أمريكى رفيع المستوى، منذ 6 سنوات، ونحن فى اتجاه كسر الجمود الذى شاب العلاقة خلال ولاية أوباما، وسيكون هناك تعاون استراتيجى كبير فى مجابهة الإرهاب وتأمين الممرات والبحار المفتوحة، كباب المندب وقناة السويس ومضيقى هرمز وجبل طارق، كما ستشهد العلاقات الاقتصادية نمواً كبيراً، فضلاً عن توثيق العلاقات التعليمية والعلمية خاصة أن عدد البعثات التعليمية والمنح العلمية قلت بشكل كبير.

■ هل تتوقع زيارة «ترامب» إلى مصر؟

- نعم، وعلى وزارة الخارجية أن تبدأ من الآن للتفاعل مع المجتمع المدنى الأمريكى ومراكز صنع القرار والمرشحين للفريق الرئاسى وإعداد المناخ لزيارة «السيسى» أولاً لأمريكا، ثم زيارة «ترامب» إلى مصر، وهذا سيكون بمثابة إعادة الحياة للدور المركزى المصرى فى المنطقة.


مواضيع متعلقة