حرصت أن أكتب هذا المقال صبيحة يوم الاثنين 7 نوفمبر 2016، قبل الانتخابات الأمريكية بيوم واحد، وفى ضوء أخبار ترددت عن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لمصر خلال هذا الشهر. ولا غرابة فى أن يجتمع الأمران فى مقال واحد، فأمريكا وروسيا مجتمعتان دائماً فى المشهد السياسى العالمى بشكل عام، وفى المشهد السياسى لمنطقتنا، التى يعنينا أمرها بشكل خاص. ورغم هذا الاجتماع والتفاعل، ليسمح لى القارئ أن أعالج الموضوع تحت ثلاثة عناوين بالمقال.

• الرئيس «ترينتون» يكسب دائماً: كلمة «ترينتون» مشتقة من اسمى «ترامب وكلينتون»، بصرف النظر عن الاختلاف بين الشخصين. ما يعنينا حدود تأثير هذا الاختلاف على السياسة الأمريكية عالمياً وإقليمياً. يذكر فى تفسير ذلك أن أمريكا، كدولة مؤسسات، ذات سياسة مرسومة يتحرك كل الرؤساء فى إطارها. وأن الحزبين الديمقراطى والجمهورى لا ينفى أحدهما الآخر فى رسم هذه السياسة وفى تركيبة الكونجرس. ناهيك عن الدور الحاسم للبنتاجون، والتأثير الكبير لعالم المال والأعمال. لكن ذلك لا يلغى أهمية الالتفات إلى تأثير اختلاف الرئاسات على السياسات.

واليوم ترجح استطلاعات الرأى «إياها» أن «ترينتون» المقبل غداً هو هيلارى كلينتون، وأن فرصة ترامب فى ذلك قد تكون ضئيلة. ماذا يعنى ذلك بالنسبة لنا؟ وبعيداً عما حدث من تبادل للفضائح خلال الحملة الانتخابية، هل كان من الممكن أن يؤدى الاختلاف الكبير فى الآراء المعلنة إلى سياستين مختلفتين تماماً؟

والخلاصة، أن «تركيبة ترينتون» هى الرئيس الدائم لأمريكا؛ تنويعات على لحن الرغبة فى الهيمنة. من حاول تجاوزها يقتل (جون كيندى)، ومن التزم بها يعاد انتخابه مهما كانت مصائبه (بوش الابن). ومن ساعده معاونوه فى تغيير العالم وتأكيد الهيمنة والأحادية القطبية يصير أيقونة لا تنسى (ريجان).

• الرئيس بوتين والعزيز فالوديا: عندما ظهر الرئيس بوتين على الساحة العالمية، استحضرت صورة الطالب الذى كان مسئولاً عما يشبه اتحاد الطلبة فى إحدى المدن الطلابية للجامعة التى كنا ندرس فيها، التى تغير اسمها واسم المدينة التى توجد بها، وتفكك وطنها كله. صارت ليننجراد، المدينة والجامعة، سان بطرسبرج. وتفكك الاتحاد السوفيتى، وأصبحت سان بطرسبرج العاصمة الثانية لروسيا الاتحادية. امتدت دراستى فى الفترة من 1971 إلى 1975، نفس الفترة التى درس فيها الرئيس بوتين طالباً، بينما كنت معيداً أحضر رسالة الكانديدات (المعادلة للدكتوراه عندنا). استوقفنى التشابه الواضح بين الرئيس الروسى والعزيز فالوديا، مع أخذ تغيرات الزمن فى الاعتبار. كان على علاقة طيبة ومحافظة بالجميع، مع شخصية قوية وإدارة حاسمة لمسئولياته. ولعل ذلك من أوجه التشابه بين الاثنين، دون أن أدعى أنهما نفس الشخص. لكن فالوديا الذى أعرفه، وإن لم نكن أصدقاء، من المستحيل أن يتخلى عن إيمانه بمكانة وطنه، وهذا هو الحال بالنسبة للرئيس بوتين.

• يبقى السؤال المهم، ما هى العلاقة المثلى بالقطبين وبغيرهما؟

كأحد أبناء الستينات، وما أدراك ما الستينات، أذكر بحب مبادئ عدم الانحياز والحياد الإيجابى. لكننى أدرك تماماً تغير العالم، وأهمية قيام علاقاتنا مع الجميع على أساس المصالح المتبادلة، وعدم التدخل فى شئون بعضنا البعض بغير حق. قد لا تكون ممارسة ذلك سهلة دائماً، لكن مصر تستطيع.

• ملاحظة ختامية: ظهرت النتيجة الأقل توقعاً، وفاز الرئيس ترامب وحزبه بالرئاسة والكونجرس. قد يكون ذلك أفضل بالنسبة لنا نسبياً، فموقفه من مصر ومن محاربة الإرهاب وتنظيماته الدولية أكثر استقامة وعلاقته بروسيا أكثر توازناً. لكننا لا نملك الحكم المبكر على تأثير ذلك على كل القضايا الإقليمية والعالمية، حيث ستتعامل كل الدول مع رئيس «أكثر بياضاً» من سابقه، فكراً وفعلاً، لا بشرة أو ملامحَ. ولكن من يدرى، لعل علاقته الصحيحة بنا وبمن هم مثلنا تفيده وتفيدنا، ويتضح أن الأقل توقعاً أكثر أفضلية.

• اتحاد الطلبة
• استطلاعات الرأى
• الاتحاد السوفيتى
• الانتخابات الأمريكية
• الحملة الانتخابية
• الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
• الرئيس بوتين
• السياسة الأمريكية
• القضايا الإقليمية
• أبناء
• اتحاد الطلبة
• استطلاعات الرأى
• الاتحاد السوفيتى
• الانتخابات الأمريكية
• الحملة الانتخابية
• الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
• الرئيس بوتين
• السياسة الأمريكية
• القضايا الإقليمية
• أبناء
• اتحاد الطلبة
• استطلاعات الرأى
• الاتحاد السوفيتى
• الانتخابات الأمريكية
• الحملة الانتخابية
• الرئيس الروسى فلاديمير بوتين
• الرئيس بوتين
• السياسة الأمريكية
• القضايا الإقليمية
• أبناء