مأساة «عبدالله» مع صحابه: علمناهم «النقاشة» سبقونا على الأبواب

كتب: محمد غالب

مأساة «عبدالله» مع صحابه: علمناهم «النقاشة» سبقونا على الأبواب

مأساة «عبدالله» مع صحابه: علمناهم «النقاشة» سبقونا على الأبواب

يجلس على الأرض أمام أكياس كثيرة ممتلئة بالبالونات، نظرته للمارة توحى بأنه يخبئ حكايات لا يعلمها إلا هو، ينفخ البالونات بقوة، وكأنه يخرج همومه وأحزانه مع كل نفَس، بعدها يستريح قليلاً ويسرح فى ذكرياته، حكايات كثيرة وحال تبدل بمرور الأيام. كان أحمد عبدالله نقاشاً كبيراً، ماهراً، يعمل تحت يده الكثير من الصنايعية، حتى أطلقوا عليه لقب «معلم الأجيال»، مرت السنوات، وأصبح صاحب الـ61 عاماً، بلا عمل، إلا من نفخ بعض البالونات وبيعها فى شوارع السيدة عائشة.

«السن له حكمه، وأنا بعد ما سنى كبر مقدرتش على النقاشة، كمان المهنة اتغيرت كتير وطلعت موضات جديدة، وصبيانى بقوا نقاشين وصنايعية ومعلمين ومقاولين كبار»، يستعيد «عبدالله» ذكريات الماضى عندما كان «معلم» ويُطلب بالاسم: «أيام وعدت، أصل دى مهنة أولها نحاتة وآخرها شحاتة، لكن أنا مش زعلان من الزمن، ومش زعلان من صبيانى اللى شربوا منى المهنة ودلوقتى بيقولوا عليّا موضة قديمة». لا يحزن «عبدالله» من دورة الزمن التى أدت به إلى الجلوس فى الشارع: «أنا زعلان من إن واحد فى سنى قاعد فى الشارع ينفخ بلالين».


مواضيع متعلقة