قنا: الخليج ورجال الأعمال فى خدمة صناديق نذور الطرق الصوفية

07:40 م | الخميس 10 نوفمبر 2016

تمتلك الطريقة «الدندراوية» فى محافظة قنا، أكبر مركز ثقافى منتشر على مستوى الجمهورية، ومعروف عن قيادات تلك الطريقة الصوفية انخراطها فى العمل السياسى والترشح فى انتخابات مجلس النواب، معتمدين على المحبين والمريدين من أبناء الطريقة، ويتبع الطرق الصوفية فى محافظة قنا نحو 500 ألف شخص، يحملون كارنيهات الطرق التابعين لها، ويرأسهم شيخ الطريقة ومساعدوه المسئولون عن المناطق التى تنتشر فيها الطريقة، وهم عادة ما يقومون بكافة الأعمال ومنها إقامة الخيام والاحتفالات والنصح والإرشاد عن طريق لجان مخصصة، أما أتباعهم الذين يلتفون حولهم ويذهبون معهم ويدخلون خيامهم، ويقدمون العون المادى لهم، فيمثلون نحو60% من سكان محافظة قنا.

«محمد. س»، مهتم بالشأن الصوفى فى قنا، أكد أن الطريقة الدندراوية الأحمدية، هى الوحيدة التى تمتلك أموالاً طائلة وتنفق ببذخ على نشاطاتها سواء فى الاحتفالات أو الموالد أو أى مناسبات أخرى، مضيفاً أن المعروف عن مصادر تلك الأموال التى تنفقها الطريقة يقتصر على أمير الأسرة الدندراوية فى قرية دندرة، الذى يملك أكثر من 3000 فدان بصحراء المراشدة يقوم بزراعتها وغيرها من عشرات الأفدنة فى الجبلاو وقرية دندرة، وأن مؤسس الأسرة الشيخ أبوالفضل كان يمتلك شركة لاستصلاح الأراضى، بالإضافة إلى تمويلات تتدفق عليهم من محبيهم من الخارج، خاصة الدول العربية مثل السعودية.

{long_qoute_1}

وأضاف: «الأسرة الدندراوية تمتلك أكبر مركز ثقافى فى مصر وله فروع فى كل المحافظات وينشر منهج الطريقة الدندراوية ويدربون الشباب على سوق العمل ويوفرون بعض الوظائف بالشركات، ويتكفل المركز بكافة التكاليف، بالإضافة إلى إقامة احتفالات عديدة يتكلف الواحد منها مئات الآلاف سنوياً»، وأشار إلى أن هناك طرقاً أخرى من بينها طريقة الأدارسة التى يملك شيخها مزارع صحراوية بمساحات شاسعة، كما أن معظم أعضاء مجلس النواب الحاليين والسابقين ينتمون لقبائل الأشراف والعرب، وعادة ما يتبرعون بمبالغ طائلة خاصة فى نجع حمادى ودشنا ومركز قنا، وأوضح محمود مهدى، أحد أتباع الطريقة الرفاعية فى قنا، ومسئول عنها بإحدى قرى دشنا، أن تمويل الطرق الصوفية يعتمد على التمويل الذاتى، فأعضاؤها المنتشرون بالقرى يجمعون الغلال والذبائح من المحبين والمريدين والمتبرعين من كبار القوم أو زعماء القبيلة تحت كلمة «كله لله مدد يا صاحب المدد»، وهناك طرق تعتمد على محبيها من رجال الأعمال وأصحاب المحال التجارية الكبرى، ومنهم من يعمل فى التجارة، وعدد كبير من أصحاب المخابز البلدية يتبرعون بصفة منتظمة، بالإضافة إلى ما تحصله صناديق النذور، لافتاً إلى أن تلك الصناديق تمثل 40% من حجم تمويل الطرق الصوفية، فكثير من المريدين يخصصون جزءاً من أرباح مشروعاتهم للطريقة، كما أن هناك من يربى ماشية وماعز ثم يسلمها لشيخ الطريقة فى الاحتفالات وعلى رأسها مولد سيدى عبدالرحيم القناوى فى بداية أول شهر شعبان من كل عام هجرى، الذى يستمر لمدة 15 يوماً متواصلة.

وأضاف أحمد شاهين، أحد أبناء قبيلة الأشراف، أن هناك ساحة واحدة فقط على مستوى محافظة قنا، تابعة للطرق الصوفية، هى ساحة السيد عبدالرحيم القناوى، وهى ساحة مفتوحة طوال العام، تمويلها عبر المحبين والمريدين إما تمويل مادى عن طريق وضع المبالغ فى صناديق النذور وعادة ما يكونون رجال أعمال أو شخصيات أصحاب مناصب مثل الأطباء والمهندسين، وهناك مقاولون، ولا يوجد حساب بنكى لهذه الصناديق، أو تمويل سلعى، بإرسال المحبين سيارات محملة بأجولة العدس والمكرونة والغلال ولحوم فى الاحتفالات بالمولد.

حسين السعدى، عضو بالطريقة السعدية، أفاد بأن أبرز الطرق الصوفية فى المحافظة هى «الرفاعية، الإبراهيمية، الإدريسية، والسعدية، الرضوانية، الشاذلية»، موضحاً أن كلاً منها له منهجه، ومصادر تمويل كل طريقة مستقل عن الطرق الأخرى، فهى تعتمد على أفرادها ومحبيها فقط، أو تبرعات من لواءات جيش وشرطة ومقاولين ورجال أعمال مثلما يحدث فى الموالد الكبيرة، وأشار إلى أن أعضاء الطرق الصوفية فى قنا يقومون باستقطاع جزء من دخلهم شهرياً ويعطونه لشيخ الطريقة التى ينتمون لها، حتى وصل الأمر «إذا وضع شيخ الطريقة يده فى جيب أحدهم أصبحت النقود التى يخرجها فى خدمة الطريقة».

ولفت الحاج بالسعود محمد، عضو بالطريقة الشاذلية، مقاول إنشاءات، إلى أنه يقوم بتمويل خدمتين للطريقة، إحداهما فى مولد السيد عبدالرحيم القناوى وتوفير كافة طلباتها من مأكل ومشرب حتى الانتهاء من المولد، وخيمة أخرى فى أبوالحسن الشاذلى بالبحر الأحمر.