مطروح: 8 لجان شورى فى مساجد «الفتح» تتحكم فى مصادر تمويل «الدعوة السلفية»

كتب: محمد بخات

مطروح: 8 لجان شورى فى مساجد «الفتح» تتحكم فى مصادر تمويل «الدعوة السلفية»

مطروح: 8 لجان شورى فى مساجد «الفتح» تتحكم فى مصادر تمويل «الدعوة السلفية»

تنتشر جماعة «الدعوة السلفية» فى جميع مراكز ومدن محافظة «مطروح» الثمانية، خصوصاً فى معظم القرى والنجوع، نظراً لكونها جماعة دينية قادرة على حشد الناس لأداء أى مهمة تتبناها قيادات الجماعة، فضلاً عن قدرتهم على إقناع العوام الذين يستجيبون لهم ويلتفون حولهم. ويتخذ أعضاء «الدعوة» أساليب وطرقاً يتميزون بها فى الإنفاق على أنشطتهم المختلفة، على الصعيدين الاجتماعى والسياسى، حيث تعتمد الجماعة على هبات الأثرياء وتبرعات الأعضاء، إلى جانب النشاطات التجارية وأعمال «السمسرة» فى الأراضى والعقارات، وهناك 8 لجان شورى بمساجد «الفتح» فى مطروح تتحكم فى مصادر تمويل «الدعوة».

بدأت «الدعوة السلفية» تنتشر فى مطروح منذ أكثر من 40 عاماً، فى الوقت الذى كانت فيه الدولة غائبة عن الاهتمام بالمحافظة، كما أن تجاهل الحكومات المتعاقبة لتلك المحافظة الحدودية ساعد «الدعوة» على انتشارها بقوة بفضل المساعدات الاجتماعية وحسن اختيار القيادات، كان له دور كبير فى توسيع القاعدة الشعبية للدعوة فى جميع المناطق، حيث بدأ القائمون على أمور الجماعة فى إنشاء «مسجد الفتح» بمطروح، الذى يعد المعقل الرئيسى للدعوة، ومركزاً لاستقطاب الأهالى فى مختلف أرجاء المحافظة، وفيه يتجمع قادة «الدعوة».

{long_qoute_1}

وعقب نجاحهم فى بناء هذا المسجد، أنشأوا سلسلة «مساجد فتح» أخرى على مستوى مدن ومراكز مطروح الثمانية، أعقبها مساجد أهلية تابعة لهم ويشرفون عليها فى القرى والنجوع فى معظم ربوع المحافظة وصحرائها.

وشكلت «الدعوة» لجاناً من قياداتها فى المراكز والمدن الثمانية لإدارة أمورها، بالتنسيق مع مجلس إدارة الجماعة الرئيسى بمسجد الفتح فى مدينة مرسى مطروح، عاصمة المحافظة، وتم اختيار لجان الشورى من قيادات طبيعية لها ثقل مجتمعى فى المدينة وثقل شرعى داخل الدعوة، ليكون لها تأثير فى المجتمع بشكل عام، كما أنها الجماعة الدينية الوحيدة فى مطروح التى ما زالت لها قدرة على الحشد بشكل سريع، فهم يتحركون على أرض المحافظة بشكل منظم وبسرعة منقطعة النظير.

وظهرت قدرات الجماعة فى إطلاق أكبر قافلة مساعدات من مصر إلى ليبيا فى بداية أحداث الثورة الليبية، حيث تمكنت «الدعوة» خلال أقل من 24 ساعة من جمع كميات هائلة من المواد الغذائية والأدوية والملابس وإدخالها لأبناء المدن الشرقية خلال حصارهم من قبَل قوات «القذافى»، بجانب أنهم أصحاب قدرة على الإقناع والتنفيذ نظراً لاعتمادهم على استخدام الخلفية الدينية فى تحقيق أهدافهم الدعوية، التى تلقى استجابة وقبولاً كبيراً لدى قطاع كبير من المواطنين.

وتتولى لجان شورى «الدعوة السلفية» جمع الأموال للصرف على أنشطة الجماعة فى مطروح، ويعتمدون على المنتمين للدعوة من الأغنياء وهم فئتان؛ الفئة الأولى تعتمد على هبات الأثرياء التى تمنح للدعوة، أما الفئة الثانية فهم المتعاطفون مع «الدعوة»، وهباتهم المتواضعة تحقق رقماً كبيراً يساعد الجماعة فى الإنفاق على نشاطاتهم بشكل مستمر، ومن بينها تقديم إعانات للمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة من خلال كشوف حصر للأسر غير القادرة، بالإضافة إلى مساعداتهم للأيتام.

ويعتمد رجال «الدعوة السلفية» على السمسرة فى الأراضى والشقق الفندقية، لتوفير المال للإنفاق على الأنشطة المختلفة، وهو ما مكنهم من استضافة مئات الليبيين خلال الثورة الليبية بين عامى 2011 و2012 بعد نزوح أعداد غفيرة من مناطق مدن «بنغازى والبيضا والمرج» وغيرها من مدن الشرق الليبى، حيث عمل أعضاء «الدعوة» على توفير شقق وعمارات لتسكين النازحين من ليبيا، ومساعدة بعضهم ممن حضروا دون أموال أو من نفدت أموالهم بعد أيام من نزوحهم إلى مصر، وسهلوا إقامتهم فى مطروح التى كانت أكبر المحافظات استضافة لليبيين عن طريق «الدعوة».

وكشفت الانتخابات البرلمانية عام 2012 الذى اكتسح فيها مرشحو «الدعوة السلفية» من خلال قائمتهم فى مطروح، ونجحوا من خلالها فى الوصول للبرلمان عن قدرتهم الحقيقية على الحشد من جميع مراكز ومدن مطروح، ما يؤكد نجاحهم فى جذب المواطنين من القرى بمختلف المراكز من شرقها بمدينة الحمام وحتى مدينة السلوم غرباً وسيوة جنوباً.

وانقسمت «الدعوة السلفية» فى مطروح إلى شقين بعد ثورة 30 يونيو؛ جزء استمر فى «الدعوة إلى الله» فقط وهجر العمل السياسى لحين إشعار آخر وهم أبناء الدعوة السلفية وقياداتها بمراكز سيوة والسلوم وسيدى برانى والنجيلة ومرسى مطروح وهم الأغلبية والحشد الأكبر فى المحافظة، والجزء الآخر المتمركز فى مراكز ومدن الضبعة والعلمين والحمام شرق مطروح أيدوا الحكومة ووقفوا مع الدولة بعد ثورة 30 يونيو بقيادة الشيخ أبوبكر الجرارى الذى توفى منذ أيام، وكان يقود الدعوة السلفية فى هذه المنطقة ومعه مجموعة من القيادات التى تكمل المسيرة حالياً وهم يتوافقون فى الرؤى مع قيادات الدعوة السلفية من خارج مطروح، ومنهم الدكتور ياسر برهامى والدكتور يونس مخيون والشيخ شريف الهوارى، وهم يشاركون القيادات التنفيذية والأمنية حالياً فى المشروعات التنموية التى تُعقد على أرض محافظة مطروح، بجانب عقد المصالحات الوطنية وحضور اللقاءات مع كبار المسئولين بالدولة ودعمهم للحكومة الحالية والوقوف بجوارها من خلال تعاون مستمر لا يزال مستمراً حتى الآن.


مواضيع متعلقة