المحلل السياسى السورى لـ«الوطن»: قلق أوروبى من شراكة مقبلة بين «بوتين» و«ترامب»

كتب: محمد حسن عامر

المحلل السياسى السورى لـ«الوطن»: قلق أوروبى من شراكة مقبلة بين «بوتين» و«ترامب»

المحلل السياسى السورى لـ«الوطن»: قلق أوروبى من شراكة مقبلة بين «بوتين» و«ترامب»

اعتبر المحلل السياسى السورى والخبير العسكرى العميد على مقصود فوز المرشح الجمهورى دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية جاء نتيجة إدراك الرأى العام الأمريكى لفشل الرئيس الحالى باراك أوباما، وأن سياسة المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون ستكون استكمالاً له. وتوقع فى حواره لـ«الوطن» أن يكون هناك تقارب روسى أمريكى سينعكس على الأزمة فى سوريا.

{long_qoute_1}

■ بداية، كيف قرأت فوز «ترامب» بالانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

- أكدت فى الفترة الماضية خلال عدد من المداخلات الإعلامية أن الناجح فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون «ترامب»، بناءً على قراءتى لصيرورة الاستراتيجية والسياسة الأمريكية التى حاولت منذ أكثر من عقدين بناءً على مقولة ونظرية صراع الحضارات التى بدأها الديمقراطيون بأن يكون هناك تجسيد لها بالسياسة الناعمة ولكن فشلوا فى تحقيقها فكانت الظروف تقتضى أن يصل الجمهوريون وعبر بوش الابن الذى أراد أن يكرس هذه الحقيقة بالقوة وعبر تحميل الإسلام للإرهاب لكى يعلن الحرب على الإرهاب.

■ وإلى أى شىء أوصلت تلك السياسة الولايات المتحدة؟

- هذه السياسة أوصلت الولايات المتحدة إلى مأزق ومخاطر وتحديات كبيرة سواء على الوضع الاقتصادى أو السياسى أو الأخلاقى، وأدى ذلك إلى تغيير كبير فى العاملين الأساسيين والرئيسيين اللذين أوصلا أمريكا إلى مرحلة الأحادية القطبية وهى القوة العسكرية غير المسبوقة والقابلية العالمية للمساهمة فى أن تقود أمريكا العالم. هذه العوامل انتهت فى الحقيقة، لذك جاء فوز «ترامب» ليستطيع المواطن الأمريكى أن يحدث تحولاً بما يلغى عوامل الاشتباك مع القوى الصاعدة بل يجب أن يعيد عوامل الاشتباك إلى عوامل التشبيك لتأمين الخلل والعجز الأمريكى فى قيادة العالم وحل أزمات العالم من خلال المساعدة والتشارك والتنسيق مع هذه القوى الصاعدة كروسيا والصين وغيرها.

■ وما انعكاسات فوز «ترامب» على المشهد الدولى؟

- نجاح «ترامب» سيكون له انعكاسات كبيرة على المشهد الدولى وعلى العلاقات الدولية، وتأتى فى هذه اللحظة التى وصلت العلاقات الدولية إلى مرحلة من الاشتباك تنذر وتهدد العالم بمخاطر حرب عالمية، ولذلك إيصاله بتقديرى يحمل حكمة أمريكية بأنها خلقت هذه البيئة لتبدأ عملية تفكيك هذه العناصر، عناصر الاشتباك، خاصة فى ميدان الملف السورى، لأن ترامب هو فى الحقيقة من السياسيين الذين يطمحون فعلاً بمواجهة مخاطر الإرهاب التى بدأت تهدد أمن واستقرار العالم. وهذا السلوك يقتضى أن يكون هناك تنسيق مع روسيا، خاصة بعد حضور روسى كبير فى الملف السورى.

■ هل تعتقد وجود تقارب روسى أمريكى بعد فوز ترامب؟

- بكل تأكيد حتى إنه كان هناك اتهام من الحملة الانتخابية لـ«كلينتون» بأن «ترامب» على علاقة طيبة بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ولكن فى الحقيقة هذه الواقعية السياسية الأمريكية، ترامب ليس عاشقاً لروسيا ولكن كان مع المحيطين به من الخبراء والمستشارين الذين يدركون طبيعة التحول العميق فى بنية المجتمع الدولى والمرحلة التى وصلت إليها روسيا خاصة فى إطار وجود تحالف مع الصين وهذا التحالف الروسى الصينى لا يقوم على الأيديولوجيا كما كان فى السابق بل يقوم على المصالح الحيوية والاستراتيجية، خاصة الاقتصادية والجيوسياسية. التقارب الروسى يعنى أنه سيكون هناك تعاون لإيجاد حل فى سوريا.

■ ما رأيك فى بعض الدول التى أبدت حذراً وقلقاً بإعلان فوز «ترامب»؟

- «ترامب» كان يهدد وأعلنها صراحة بأن حلف شمال الأطلنطى (الناتو) مضى عليه الزمن وعفا عليه وبالتالى ذلك إشارة خطيرة بالنسبة لأوروبا. أيضاً «ترامب» كان يقول إن الولايات المتحدة يجب أن تخرج من «الناتو»، ولذلك الأوروبيون يخشون وصول «ترامب» بسبب ذلك الموقف. وباعتبار أن أمريكا أقامت منظومتها الأمنية وحققت أمنها انطلاقاً من «الناتو» ولضمان أمن أوروبا الغربية من خلال تلك المؤسسة الأمنية العسكرية.

■ وهل لروسيا جانب من هذا القلق الأوروبى؟

- هناك جانب آخر، وهو أن أوروبا كانت تلعب على وتر إدارة الخلافات والتناقضات بين إدارة أوباما وروسيا، لكى تبقى روسيا فى الحظيرة الأوروبية ودون أن تعلن تمردها على الشراكة التى كانت قائمة قبل وصول «بوتين» والتى انتهت بعد أحداث جورجيا وأوسيتيا الجنوبية عام 2008، لذلك «ترامب» يكرس هذه السياسة، ويعترف بأن الشراكة انتهت لصالح الاستقلالية الروسية، أى إن روسيا أصبحت قطباً.


مواضيع متعلقة