بروفايل: مايك بنس النائب المخالف

كتب: عبدالعزيز الشرفى

بروفايل: مايك بنس  النائب المخالف

بروفايل: مايك بنس النائب المخالف

سياسى محافظ، يعد واحداً من أشرس المهاجمين لقوانين «تقنين عمليات الإجهاض»، عُرف بكونه قومياً وطنياً منذ اللحظة الأولى لظهوره على ساحة السياسة الأمريكية كعضو فى «الكونجرس» الأمريكى، فقد عمل على معارضة منح حق الحصول على الجنسية الأمريكية لمن يولد لأبوين لا يقيم أحدهما على الأقل بطريقة شرعية فى الولايات المتحدة، بينما قدم تشريعاً آخر يهدف إلى تحديد شروط منح الجنسية للمهاجرين.

النائب الجديد للرئيس الأمريكى مايك بنس، هو واحد من أكثر السياسيين الجمهوريين محافظة، خصوصاً حينما يتعلق الأمر بالقومية أو التعدى على الحقوق الدينية، ففى عام 2007، قدم مشروع قانون يهدف إلى إغلاق أى منظمة تقدم خدمات للنساء اللواتى يرغبن فى إجراء عمليات إجهاض، ومنع تلك المنظمات من الحصول على أى تمويل. «أنا مسيحى، محافظ وجمهورى.. بهذا الترتيب فقط»، هكذا هو شعار مايك بنس، الذى جاء إعلان ترشيحه لمنصب نائب الرئيس الأمريكى من جانب الجمهورى دونالد ترامب مخالفاً لكل التوقعات، فهو على النقيض تماماً من الرئيس الجديد، خاصة أن الاثنين لا يتفقان حول العديد من المواضيع الجماهيرية الجوهرية التى بنى «ترامب» شعبيته عليها. ولـ«بنس» أيضاً مواقف عدائية ضد روسيا والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى وصفه صراحة بـ«الزعيم الصغير والبلطجى» الذى يحاول إملاء شروطه على «أعظم دولة فى العالم». أما الخلاف الأكبر بينهما، فهو الحرب على العراق، ففى الوقت الذى يعارض فيه «ترامب» الحرب، أعلن «نائبه الجديد» مراراً تأييده المطلق للتدخل الأمريكى فى العراق، وفى عام 2005 طالب بعدم وضع موعد لانسحاب القوات الأمريكية من هناك، كما طالب بمزيد من التدخل فى الشرق الأوسط.

السياسى الأمريكى المولود فى يونيو 1957، تولى منصب حاكم ولاية «إنديانا» حتى عام 2013، وكان أحد أشد مؤيدى التدخل الأمريكى فى العراق عام 2003، إضافة إلى كونه واحداً من أشد المؤيدين لمشاركة الولايات المتحدة فى تحالف دولى للإطاحة بالرئيس الليبى الراحل معمر القذافى عام 2011. «الجمهورى النائب» وصل إلى السلطة بعد فوز «ترامب» فى الرئاسة، ولكنه جاء نائباً لرئيس يتعارض تماماً مع رؤاه ووجهات نظره، ففى ديسمبر الماضى، أعلن «بنس» أنه يرفض الدعوات التى أطلقها «ترامب» لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وأكد حينها أنها دعوات «غير مقبولة وغير دستورية». وخلافاً لـ«ترامب»، فإن «بنس» يعد أحد أكبر الداعمين للتجارة الخارجية، وصوّت لصالح جميع القوانين المتعلقة بهذا الصدد فى «الكونجرس»، خلافاً لـ«ترامب» الذى يرفض اتفاقيات التبادل التجارى مع بريطانيا والدول الأخرى. أخفق مايكل ريتشارد بنس المولود فى «كولومبوس» بولاية «إنديانا» الأمريكية لأبوين من أصول أيرلندية، مرتين فى الحصول على مقعد «الكونجرس» فى عامى 1988 و1990، وعمل كمحاور ومذيع فى التليفزيون والراديو، قبل أن ينجح فى دخول «الكونجرس» عام 2000. عُرف «بنس» فى أوساط السياسة الأمريكية بأنه «يمينى ينتمى إلى حزب يمينى»، لا يؤمن بـ«نظرية التطور» ويُعلى قيم العائلة التقليدية فوق كل شىء.

اليوم، دخل «بنس» إلى «البيت الأبيض»، وبات النائب الجديد للرئيس الأمريكى الجديد، وفى ظل حالة من التوتر وانعدام المنطق يشهدها العالم، لم يعد غريباً أن نرى فى «البيت الأبيض» شخصين يتعارضان فى أغلب الآراء.


مواضيع متعلقة