هدنة روسية جديدة تدخل حيز التنفيذ في حلب السورية

كتب: أ ف ب

هدنة روسية جديدة تدخل حيز التنفيذ في حلب السورية

هدنة روسية جديدة تدخل حيز التنفيذ في حلب السورية

دخلت هدنة إنسانية جديدة من عشر ساعات، أعلنتها روسيا من طرف واحد حيز التنفيذ في مدينة حلب في شمال سوريا، لكن تسري شكوك حول نجاحها في إجلاء الجرحى والمرضى وإدخال المساعدات.

وتهدف الهدنة الروسية، بحسب ما أعلنت موسكو، حليفة النظام السوري، إلى إجلاء الراغبين من مقاتلين ومدنيين عبر ثمانية معابر، اثنان منها للمقاتلين، من الأحياء الشرقية المحاصرة من النظام والتي تسيطر عليها فصائل المعارضة.

ودخلت الهدنة الجديدة حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي لسوريا.

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان بعد حوالى ساعة ونصف على بدء الهدنة أنه "لم يتم تسجيل خروج أي شخص من أحياء حلب الشرقية".

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريحات صحفية إن "الهدوء هو سيد الموقف في حلب صباح اليوم".

ودعا الجيش السوري مقاتلي الفصائل ومن يرغب من مدنيين للخروج من الأحياء الشرقية خلال فترة الهدنة.

 

وحث الجيش النظامي السوري، مقاتلي الفصائل على "وقف الاعمال القتالية، ومغادرة المدينة مع أسلحتهم الفردية عبر معبر الكاستيلو شمالا، ومعبر سوق الخير، أما المعابر الستة الأخرى فهي مخصصة لخروج المدنيين والجرحى والمرضى.

وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عددا من سيارات الإسعاف تنتظر عند حاجز للجيش السوري حيث وضعت صورة للرئيس بشار الأسد.

وكانت هدنة إنسانية بمبادرة روسية أيضا استمرت ثلاثة أيام وانتهت في 22 أكتوبر، فشلت في إجلاء جرحى ومقاتلين ومدنيين، بسبب التوترات الأمنية ومخاوف لدى السكان والمقاتلين الذين عبروا عن انعدام الثقة بالنظام وحلفائه.

واعتبرت الامم المتحدة أن "العمليات الإنسانية في حلب لا يمكن أن تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية".

وقال متحدث باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون لفرانس برس "الأمم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في إجلاء مدنيين من شرق حلب".

واعتبر المبادرة الروسية "إعلانا أحادي الجانب"، مؤكدا أن "عمليات إجلاء المرضى لا يمكن ان تحصل سوى اذا اتخذت الأطراف المعنية بالنزاع كافة الإجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل".

ورأى وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير أن الهدنة غير كافية كونها "لا تمنح الوقت الكافي لإجلاء المرضى او الجرحى المصابين بجروح خطيرة، او لإيصال المساعدات الانسانية لسكان حلب".

وتحاصر قوات النظام منذ نحو ثلاثة أشهر أحياء حلب الشرقية حيث يقيم اكثر من 250 الف شخص في ظل ظروف صعبة وسط نقص فادح في المواد الغذائية والطبية، ولم تتمكن المنظمات الدولية من ادخال اي مساعدات لهذا القسم منذ شهر يوليو الماضي.

وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية.

وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، لفرانس برس "لسنا معنيين بها ولا نثق بالروس ولا بمبادراتهم الرخيصة".

وعلق الجيش الروسي في 18 اكتوبر الماضي، أي قبل يومين من الهدنة الانسانية السابقة، غاراته على الاحياء الشرقية، ويقتصر قصف الطائرات حاليا على مناطق الاشتباكات في غرب المدينة.

 وكانت غارات سورية وروسية مكثفة حصدت على مدى اسابيع مئات القتلى في الأحياء الشرقية واثارت تنديداً دوليا.

وتدور منذ 28 أكتوبر الماضي اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام إثر هجوم شنته الفصائل وبينها مجموعات إسلامية وجهادية من ضمنها "جبهة فتح الشام، أو جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة".

ونجحت الفصائل المعارضة والإسلامية خلال هجومها بالسيطرة على منطقة ضاحية الأسد كما تقدمت في مناطق اخرى، وفق المرصد السوري، وتسعى إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، ما يمكنها من فتح طريق للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي وكسر الحصار عن شرق حلب.

ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.

 

ومنذ بدء هجومها، أطلقت الفصائل المعارضة مئات القذائف والصواريخ على الأحياء الغربية ما أسفر حتى الآن عن مقتل حوالى 70 مدنيا، وفق حصيلة للمرصد السوري.

على جبهة أخرى في سوريا، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية أنه دمر مروحية عسكرية روسية في منطقة حويسيس في ريف حمص الشرقي، وفق ما نقلت وكالة "أعماق" المرتبطة به.

وأكد المرصد السوري استهداف التنظيم الجهادي لمروحية عسكرية، من دون إضافة أي تفاصيل، في حين نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن مسؤول عسكري روسي استهداف مقاتلين لطوافة روسية، مشيراً إلى أنها تضررت من دون أن يسقط أي ضحايا.

 


مواضيع متعلقة