«السيول» تعيد شهيدى سد «وادى الأبيض» إلى الواجهة

كتب: محمد أبوعمرة

«السيول» تعيد شهيدى سد «وادى الأبيض» إلى الواجهة

«السيول» تعيد شهيدى سد «وادى الأبيض» إلى الواجهة

فى صباح يوم من أيام 2005، استيقظا فى مقر استراحة وزارة الرى بمدينة سفاجا، تناولا الإفطار سريعاً، واستقلا السيارة التى توجهت بهما إلى موقع العمل، حيث كانا يعملان فى مشروع إنشاء سدين لحماية مدينة سفاجا ومينائها من السيول.

{long_qoute_1}

فى الطريق، تبادل المهندس عادل حسين، وزميله المهندس أشرف جويدة، حديثاً قصيراً حول المقاول المسئول عن تنفيذ المشروع، ومحاولاته المتكررة للغش فى مواد البناء، ضحكا وهما يتذكران التهديدات التى يلوح بها المقاول، فهما فى منطقة معزولة بعيدة عن القاهرة.

وصلت السيارة للموقع، ونزل المهندسان لمتابعة العمل، لم يدر بخلدهما أن هناك شيئاً يثير الريبة، العمال فى أماكنهم، والمقاول وسطهم يوجه ويتابع، وبدأت المشادة اليومية بعد أن وجدا الملاحظات الفنية التى أثبتاها بالأمس لم تتم، توجها للمقاول، وطالباه بأن يتوقف عن غش المواد، مد المقاول يده ليخرج مسدساً، وأطلق رصاصات منه قتلت الاثنين معاً.

مر 11 عاماً على هذه الواقعة حتى كادت تُنسى، لكن النسيان تبدد بزيارة للمهندس عماد ميخائيل، رئيس مصلحة الرى، إلى موقع سد وادى الأبيض، الذى حمى المدينة من السيول، نهاية الأسبوع الماضى، حيث شهد كيف حمى السد مدينة وميناء سفاجا من 2 مليون طن من المياه تنجرف من ارتفاع 200 متر، فلولا بطولة المهندسين الشهيدين لتم تدمير المدينة والميناء. بقلب محزون لتذكر والدها، ذهبت الدكتورة دعاء عادل، وشقيقها إلى وزارة الرى، للتأكد من قرار أصدره الوزير بإطلاق اسم الشهيدين على السد، فأكد لهما الوزير أن ما فعله أبوهما شرف للوزارة. دعاء عــادل، كريمة الشهيد عادل حسين، خريجة كلية الطب البيطرى، أكدت لـ«الوطن» فخرها بوالدهـــا، الذى ضحى بدمه لإنقاذ آلاف الأبرياء.


مواضيع متعلقة