عام على سقوط الطائرة الروسية.. قداس ومسيرة بالشموع على أرواح الضحايا

كتب: صلاح عبدالله وحمادة الشوادفى

عام على سقوط الطائرة الروسية.. قداس ومسيرة بالشموع على أرواح الضحايا

عام على سقوط الطائرة الروسية.. قداس ومسيرة بالشموع على أرواح الضحايا

أحيت محافظة جنوب سيناء، أمس، الذكرى السنوية الأولى لكارثة سقوط الطائرة الروسية، حيث قدم المحافظ اللواء خالد فودة تعازيه إلى أسر الضحايا، خلال قداس أقيم بكنيسة «السمائيين»، بحضور سفير روسيا الاتحادية بالقاهرة، والشيخ أسامة الأزهرى، نائباً عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والأنبا أبوللو، نائباً عن البابا تواضروس، إضافة إلى العديد من الشخصيات العامة ورجال الأعمال والدبلوماسيين، وعدد من أسر الضحايا والأجانب المقيمين بمدينة شرم الشيخ. {left_qoute_1}

وحلت أمس الذكرى الأولى للكارثة، التى راح ضحيتها 224 سائحاً، غالبيتهم من الروس، والتى دفعت الحكومة الروسية إلى وقف رحلاتها السياحية إلى مصر، مما تسبب فى خسائر بمليارات الدولارات تكبدها القطاع السياحى، نتيجة تراجع حركة السياحة الوافدة بشكل كبير، خاصةً أن السياحة الروسية كانت تمثل المصدر الأكبر للحركة السياحية فى شرم الشيخ والغردقة، الأمر الذى نجم عنه إغلاق عدد كبير من الفنادق، وتسريح آلاف العمالة المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى قيام عدد كبير من أصحاب البازارات بتغيير نشاطهم، بدلاً من إغلاق مصدر «لقمة العيش» لهم ولآلاف آخرين من العاملين بها.

ومع حلول الذكرى الأولى للكارثة التى أدخلت القطاع السياحى المصرى فى «نفق مظلم»، نظمت محافظة جنوب سيناء مسيرة بالشموع على أرواح ضحايا الطائرة، بجوار «أيقونة السلام» فى مدينة شرم الشيخ، ليلة أمس، شارك فيها وزير الطيران المدنى، وممثلون عن الأزهر والكنيسة، بالإضافة إلى عدد من رجال الأعمال ووسائل الإعلام المختلفة.

وفى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، بمناسبة الذكرى الأولى للكارثة، أكد محافظ جنوب سيناء، اللواء خالد فودة، أن الحكومة البلجيكية قررت عودة رحلاتها السياحية إلى شرم الشيخ، قبل أعياد «الكريسماس»، معتبراً أنه «مؤشر ممتاز» على عودة السياحة الأجنبية للمدينة، لافتاً إلى أن بلجيكا كانت ضمن عدد من الدول الأوروبية التى أوقفت رحلاتها إلى شرم الشيخ، فى أعقاب سقوط الطائرة الروسية.

وقال «فودة» إن «الرئيس عبدالفتاح السيسى بذل جهوداً كبيرة حتى تعود السياحة من جديد إلى أرض السلام»، مشيراً إلى أن المدينة استضافت عدداً من المؤتمرات العالمية، آخرها احتفالية البرلمان العربى والأفريقى، وأضاف أن حفل تأبين ضحايا الطائرة الروسية أرسل رسالة إلى العالم، مفادها أن «مصر ترفض الإرهاب، وتقف مع الجميع ضد الإرهابيين، وأن أى سائح يأتى إلى مصر أصبح جزءاً من الشعب المصرى، وله حقوق وواجبات».

وفى سياق متصل، قال مدير مكتب تنشيط السياحة بشرم الشيخ، إسلام نبيل، إن السياح البلجيكيين سعداء بعد إعادة تشغيل رحلات الطيران بين البلدين ورفع حظر السفر، لافتاً إلى أنه تم استقبالهم بالورود والمزمار والطبل البلدى، وعروض فلكلورية، وتوزيع نشرات سياحية، بينما تحدث أحد السائحين البلجيكيين، يُدعى «فرناندو رافشكى»، عن انطباع زملائه بالعودة من جديد إلى شرم الشيخ، بقوله إنه سعيد بالعودة مع أسرته إلى مدينة يعشقها منذ سنوات، وأضاف أنه حريص على زيارة المدينة كل عام تقريباً مع أسرته، بينما قالت «جيسكا ايرند» إنها تأتى إلى شرم الشيخ للمرة الأولى، وسمعت كثيراً عنها، وعن جمال طبيعتها، وأضافت أنها حرصت على زيارتها مع أول رحلة طيران، وقالت فى رسالة إلى السائحين فى مختلف أنحاء العالم: «أنا لا أشعر بالخوف، وأدعو الجميع لزيارة المدينة»، كما تقدمت بالشكر للمصريين على حسن استقبال الوفد السياحى البلجيكى فى مطار شرم الشيخ.

من جانبه، أكد وزير السياحة، يحيى راشد، خلال كلمته بافتتاح اجتماعات الدورة 104 للمجلس التنفيذى لمنظمة السياحة العالمية، والقمة الخامسة لمؤتمر سياحة المدن، التى تستضيفها مدينة الأقصر، أن مصر «ستظل دائماً بلد الأمن والأمان»، مؤكداً دور مصر الريادى فى المنطقة، وأن مصر دائماً تفتح أبوابها للجميع، وتدعو الجميع لمشاهدة آثارها، التى تعبر عن حضارتها العريقة.

أما الخبير السياحى مصطفى مكى فقال: «اليوم انقضى عام على ذكرى تحطم الطائرة الروسية.. عام من الأعوام العجاف مر على العاملين بالسياحة، فتكبد الجميع الخسائر الفادحة، من العامل البسيط، حتى كبار المستثمرين، ومنا من باع الرخيص والنفيس، ومنا من يعيش تحت الإقامة القهرية بالمنزل، بعد أن أصبحنا بلا عمل»، لافتاً إلى أن السياحة الروسية كانت تمثل 70% من إشغالات الفنادق والقرى السياحية، وكان السائح الروسى يحتل المركز الأول فى الإنفاق داخل وخارج الفندق.


مواضيع متعلقة