خبير فلسطيني لـ"الوطن": منظمة التحرير مرت بأصعب مراحل تاريخها قبل مؤتمر مدريد

خبير فلسطيني لـ"الوطن": منظمة التحرير مرت بأصعب مراحل تاريخها قبل مؤتمر مدريد
قال الدكتور نعمان فيصل، خبير العلوم السياسية الفلسطيني، في ذكرى مؤتمر مدريد، إنه نتيجة لقراءة معينة من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بعد حرب الخليج الثانية، وتراجع الدعم الاستراتيجي من القوى الخارجية، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومعسكره، وانتهاء الحرب الباردة، وسيولة النظام العربي الذي رأى في صيغة مؤتمر مدريد سبيلاً للحل، فضلاً عن تراجع الانتفاضة وتكيف إسرائيل معها، عوامل ومبررات كافية، لتبرير المشاركة في مسيرة التسوية السلمية، التي هندستها الإدارة الأمريكية عام 1991، للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع العربي – الإسرائيلي.
وأضاف فيصل في تصريحات خاصة لـ"الوطن" :"ما من شك، أن منظمة التحرير الفلسطينية، مرت بأصعب مراحل تاريخها بعد هذه المستجدات التي وقعت، الأمر الذي جعل البعض يتوقع أن لا تقوم لها قائمة، وباتت المهمة الجوهرية المطروحة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية، هو البحث عن سبل حماية الذات والحفاظ على المكاسب المحققة؛ مما دفعها نحو تبني أهداف سياسية، تتوافق مع الشرعية الدولية، طبقاً لصيغة مدريد".
وأشار إلى أن تشكيل الوفد الفلسطيني لمؤتمر مدريد ومفاوضات واشنطن جاء من داخل الأرض المحتلة برئاسة الدكتور حيدر عبد الشافي، وكانوا خير سفراء لقضيتهم ووطنهم، وجلبوا الاحترام للشعب الفلسطيني، وأكدوا مراراً وتكراراً أن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل التجسيد السياسي للشخصية الوطنية الفلسطينية، والتي اكتسبت عبر مراحل الكفاح صفة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني إلا أن الرئيس الراحل ياسر عرفات كان واقعًا تحت هاجس القيادة البديلة من الداخل، ولم يكن مرتاحاً للصيغة والشروط الأمريكية التي شكلت الوفد الفلسطيني من داخل الأرض المحتلة، لذا اختار عرفات الدخول في مفاوضات سرية في أوسلو أبطالها من قيادة الخارج، لذلك أخفق مؤتمر مدريد ونجح أوسلو، وكان ما كان.