«رضا»: التجار يملأون خزانات أمام أعين الشرطة.. والسلاح الأبيض لغة طوابير السيدات

«رضا»: التجار يملأون خزانات أمام أعين الشرطة.. والسلاح الأبيض لغة طوابير السيدات
مزارع هو، أباً عن جد، لا يعلم غيرها مهنة وربما لا يريد أن يعلم، الأرض بالنسبة إليه «ضنى»، يسهر على راحتها أيا كانت الظروف التى يتعرض لها، وربما هذا ما جعله يأخذ على عاتقه مهمة توفير السولار لأرضه التى يتشارك فيها مع أخويه، يخرج «رضا جلال شرف» فى الصباح الباكر ومعه جراكن فارغة، يقف فى طوابير لا تستطيع عيناه الوصول إلى آخرها، يزاحم المئات من أصحاب الأراضى وتجار السولار من أجل الحصول على لترات قليلة يفرغها فى آلات رى الأرض، وخلال تلك الساعات الطويلة التى يقضيها الرجل أمام محطة البنزين يواجه مواقف كثيرة يشيب لها شعر الرأس، ولكنها حتى وإن وصلت إلى حد حروب الأسلحة البيضاء فقراره النهائى يكون دائما الثبات حتى الحصول على السولار.
يروى «رضا» بعض المواقف التى تعرض لها أمام محطة البنزين قائلا: «فى إحدى المرات كنت ممسكا بجركن فى يدى فى انتظار دورى فى الطابور، وفجأة دخلت سيارة نصف نقل موضوع فوقها خزانان سعة الواحد فيهما نحو 1000 لتر، ودون أن يأخذ السائق دقيقة فى التفكير وجدناه يتخطى كل الأدوار ويقف فى المقدمة ليملأ الخزانات، ذهبنا إلى أحد أفراد الشرطة الموجود فى المحطة وأبلغناه بما حدث، فجاء إلى السائق وقال له: ما يصحش كده، ولكن السائق ومن معه احتدوا عليه فى الكلام، فلم يجد أمامه سوى التراجع إلى حيث كان يقف».
«وفيه مرة أخرى فوجئت بصراخ بعض السيدات وعندما ذهبت لأعرف ما الذى حدث، وجدت أحد الأطفال وقع مغشيا عليه بعد أن أصيب بضربة شمس أثناء وقوفه فى الطابور انتظاراً للسولار، أما السيدات اللاتى يأتين للحصول على السولار بـ«الدراع» فحدث ولا حرج - كما يقول»، مضيفا: «كل واحدة فيهم بتجيب عيالها معاها وبيكون معاهم سلاح أبيض، وتملا ييجى 50 جركن مرة واحدة، ولو حد اتكلم تقوم معركة فى المحطة، وطبعاً الشرطة تتفرج وبس».
«أنا فلاح، مكانى فى الأرض مش فى محطة البنزين، لكن الحكومة هى اللى فرضت علينا الوضع ده، ولو أى حد مكانى مش هيسيب (ضناه) يموت من العطش، وهيقول أقف فى الطابور ولو سنة كاملة بس الأرض ما تموتش».
اخبار متعلقة
السولار يهدد «رغيف العيش فى خطر»
نقص الوقود يهدد «موسم القمح» . . ومزارعون :«الحكومة رافعة إديها وهنحصده حتى لو حنرتكب جريمة »
3 وزراء على «مائدة الأزمة» . . اجتماعات ونقاشات ويبقى الحال على ما هو عليه»
«التموين»: توفير حصص سولار للمزارعين خلال موسم الحصاد بالاتفاق مع البترول