30 ألف مشيع في جنازة "بائع السمك".. وآلاف المتظاهرين يطالبون بـ"القصاص"

كتب: وفاء صندي – الرباط

30 ألف مشيع في جنازة "بائع السمك".. وآلاف المتظاهرين يطالبون بـ"القصاص"

30 ألف مشيع في جنازة "بائع السمك".. وآلاف المتظاهرين يطالبون بـ"القصاص"

في جو جنائزي، وبحضور ما يزيد عن 30 ألف مشيع، في أجواء خيم عليها الغضب والحداد، ووري جثمان محسن فكري، بائع السمك الذي لقي مصرعه "مطحونا" داخل شاحنة النفايات، الثرى، عصر اليوم في مسقط رأسه في منطقة إمزورن "ضواحي مدينة الحسيمة".

وفي الوقت الذي لبست فيه مدينة الحسيمة السواد، وأقفلت المحلات والمقاهي بعد طلب مئات المحتجين الذين رفعوا نداء "الشعب يريد إغلاق المدينة"، كانت كبريات المدن المغربية على موعد مع مسيرات احتجاجية جابت شوراعها الرئيسية، حيث ندد المشاركون، بالطريقة المهينة التي قتل بها ضحية مدينة الحسيمة، والذين أطلقوا عليه "ضحية لقمة العيش".

وردد المحتجون في مختلف المدن المغربية، شعارات لاذعة بحناجر تصدح غضبا مما تعرض له فكري الذي مات مخنوقا نتيجة "طحنه" داخل شاحنة لنقل القمامة، ورددوا جميعا شعارات موحدة من قبيل "كفى من الحكرة والقهرة"، و"يا شهيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح".

وطالب المحتجون بالقصاص ومعاقبة الجناة والعمل على حفظ كرامة المواطنين. فيما حمل بعضهم مسؤولية الحادث إلى عبد الاله بنكيران، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، حيث صرح أحد محتجي الحسيمة أن رئيس الحكومة مسؤول عن الوضع الذي تعيشها الحسيمة، مضيفا: "لن ننسى يوم قال بنكيران إنه لا يعرف الحسيمة، واليوم، عليه أن يستقيل؛ لأنه لا يمثل الشعب المغربي"، وفق تعبيره.

 هذا وقد تحولت قضية محسن فكري إلى كرة سياسية وحقوقية ملتهبة، بعد أن تبادلت عدة أطراف الاتهامات بخصوص المتورطين في مقتل بائع السمك بتلك الطريقة التي وصفها الكثيرون بالمفجعة، فيما سارعت إدارة الأمن إلى تبرئة مسؤول أمني روج البعض بأنه أمر سائق الشاحنة بطحن فكري.

 وكانت وفاة الشاب المغربي قد أثارت موجة عارمة من الغضب في مناطق مختلفة من المملكة، خاصة في مدينة الحسيمة والعديد من المدن المغربية التي شهدت مظاهرات هي الأضخم من نوعها منذ احتجاجات 20 فبراير 2011.

 وذكرت مصادر صحفية أن تعليمات أعطيت لعناصر الأمن بعدم التدخل نهائيا في مسيرات الاحتجاج، حيث لوحظ تواجد قليل لبعض رجال الشرطة الذي سمحوا لمختلف المسيرات، باتخاذ المسار الذي اختارته.

يذكر ان العاهل المغربي الملك محمد السادس كان قد أصدر تعليماته إلى محمد حصاد، وزير الداخلية، للتوجه، اليوم، إلى مدينة الحسيمة لتقديم تعازي ومواساة الملك إلى عائلة المرحوم.

وذكر بيان وزارة الداخلية المغربية أن "حصاد" أبلغ عائلة الفقيد التعليمات الملكية لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع، ليكونوا عبرة لكل من يخل أو يقصر خلال القيام بمهامه ومسؤولياته.


مواضيع متعلقة