دراسة حديثة تبرئ "المريض صفر" من نشره لمرض الإيدز

12:43 م | الجمعة 28 أكتوبر 2016

أفادت دراسة حديثة، أن الرأي السائد الذي كان يعتبر مضيف الطيران المثلي الكندي غايتان دوغاز، الملقب بـ"المريض صفر" مصدر انتشار وباء الإيدز في الثمانينات في الولايات المتحدة "خطأ".

وحسبما ذكر موقع "العربية.نت"، انتقل فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب "الإيدز"، الذي أودى بحياة قرابة نحو 650 ألف شخص في الولايات المتحدة، من الكاريبي إلى نيويورك قرابة عام 1970 سرعان ما انتشر منها في أرجاء البلاد.

وتعرض غايتان دوغاز بعد وفاته لموجة ازدراء باعتباره مصدر انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، لكن الدراسة أكدت أنه لم يكن سوى أحد الضحايا الكثيرين للوباء، حيث بذل جهودا لمساعدة اختصاصي الصحة على معرفة كيفية انتشار الفيروس، خصوصا من خلال الكشف على عشرات الشركاء الذين أقام معهم علاقات جنسية قبل وفاته في عام 1984، في حين لم يفصح آخرون إلا عن قلة قليلة من الأسماء.

وأعاد فريق من جامعة أريزونا في توسون تحت إشراف مايكل وروربي، وباحثون من جامعة كامبريدج البريطانية تشكيل أصول الوباء بعد استعادة مواد جينية متدهورة من الفيروس من ثماني عينات دم تعود لحوالي 40 عاماً، فضلا عن عينات من مضيف الطيران.

وبفضل تقنيات مطورة خاصة بالجزيئات، تمكنوا من إعادة تشكيل جين الفيروس، ولم يعثر الباحثون على أي "دليل بيولوجي أو تاريخي يدل على أن المريض صفر كان أول حالة في الولايات المتحدة.

وقال ريتشارد ماكاي، المؤرخ المختص في الصحة العامة وأحد القائمين الرئيسيين على الدراسة، إن "دوغاز كان أحد المرضى الأكثر عرضة للتحقير في التاريخ".

وأضاف أن أدلة تاريخية عدة سمحت بالكشف عن عدم صواب مفهوم "المريض صفر منذ عدة عقود"، لكن بات "أمامنا اليوم أدلة جينية تناسلية" تسمح لنا بتعزيز هذا الموقف.

وفي عام 1987، نشر الصحفي راندي شيلتس، كتاباً عنوانه "ذي باند بلايد"، أشار فيه إلى أن مضيف الطيران هذا الذي أصله من كيبيك كان من أوائل مرضى الايدز الذين أقاموا علاقات مع أمريكيين.

فلقب هذا الأخير الذي توفي في تلك الفترة بـ "المريض صفر" وتعرض لموجة من الازدراء في وسائل الإعلام التي اتهمته بنشر الوباء في الولايات المتحدة، في حين يؤكد العلماء أنه لم يضطلع بهذا الدور.

وانتقل الفيروس الإفريقي المنشأ إلى نيويورك قبل تشخيص هذه الحالة سنة 1981.