الخصوص.. بين كارثتين الحياة على صرف صحى وفى أحضان القمامة

الخصوص.. بين كارثتين الحياة على صرف صحى وفى أحضان القمامة
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية
حزام القاهرة الكبرى العشوائى لا يقتصر على الجيزة والقاهرة فقط بل يمتد إلى مدن وقرى محافظة القليوبية، التى تشترك فى حدود طويلة مع محافظتى القاهرة والجيزة، مثل امتداد حى الخصوص الذى يتبع محافظة القليوبية شمال الطريق الدائرى بالقرب من العزبة البيضاء، وبالتحديد فى منطقة حوض السعيد وهى منطقة جديدة، لم يمر على إنشائها أكثر من 8 سنوات، تتناثر فيها الأبراج السكنية الشاهقة فى أرجاء المكان، ولا يجمع بينها سوى اللون الأحمر لون الطوب المبنية منه هذه العمارات، وتتراص عشرات العمارات على جانبى الرشاح الذى تمت تغطيته قبل عدة سنوات، واستولى بعض المواطنين على أجزاء كبيرة من محيطه، وأقاموا عليها جراجات خاصة وأكشاك بقالة وشوادر فاكهة، بينما أحاط البعض الآخر بأجزاء تواجه عماراتهم السكنية وزرعوا فوقها بعض الأشجار لتكون حدائق خاصة بهم، أكوام القمامة التى ترتفع منها ألسنة الدخان الكريهة تنتشر بين العمارات السكنية الجديدة، ويتغذى على هذه المخلفات الكلاب الضالة والقطط، وفيما ترتفع الأبراج السكنية إلى أكثر من 12 طابقاً لا تزيد مساحة أغلبية الشوارع عن 4 أو 6 أمتار. {left_qoute_1}
الصرف الصحى العشوائى الذى أنشأه الأهالى من تلقاء أنفسهم أدى أيضاً إلى طفح مستمر فى الشوارع، حيث قام الأهالى بتوصيل مواسير صرف صحى عشوائية إلى مواسير الرشاح الكبيرة، وحسب وصف السكان فإن منطقة حوض السعيد التى تقع شمال الطريق الدائرى عائمة على بركة من مياه الصرف الصحى.
على أحد الكراسى الخشبية كان يجلس حسن إبراهيم، 55 سنة، موظف حكومى قدم من محافظة قنا بجنوب صعيد مصر إلى الخصوص قبل 4 أعوام ليستقر بها حيث نقل وظيفته الحكومية من هناك إلى القليوبية وأنشأ شركة خاصة صغيرة للتجارة لتساعده على المعيشة بجانب الوظيفة الحكومية، يقول بصوت مرتفع: «عمر المنطقة 10 سنين بس، موقعها جنب منطقة الأمير والعزبة البيضاء، وهى عشوائية من الألف إلى الياء، لأن مفيش فيها مياه شرب نضيفة ولا صرف صحى ولا كهرباء، سألنا المسئولين أكتر من مرة عن سبب التأخير فى رصف شارع الرشاح وعمل خطوط صرف صحى جديدة ومنظمة، ردوا علينا: الميزانية ضعيفة وهنعمل الكلام ده فى الميزانية الجديدة، الأرضيات مكسرة جداً، ووسيلة المواصلات الوحيدة فى المنطقة هنا هى التوك توك».
يضيف حسن قائلاً: «معظم العمارات الجديدة اللى فى المنطقة دى مبنية بقالها نحو 5 سنين بس، المنطقة الأول كان شكلها غير كده تماماً، يعنى كنت بتقدر تشوف الأرض الزراعية الخضرا من هنا، لكن دلوقتى مستحيل لأن المساكن دخلت لحد كيلو جوه، وفيه كثافة سكانية كبيرة جداً هنا بدليل إن المدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة هنا واسمها مجمع السعيد، عدد التلاميذ بها نحو 6000 تلميذ وكثافة الفصول نحو 120 تلميذاً فى الفصل الواحد، كلمة عشوائية وصف دقيق على المنطقة دى، لأنها مليانة عمارات مخالفة، وشوارع كلها زبالة وطفح مجارى ومفيش مياه شرب نضيفة، الناس موصلة طلمبات حبشية ميّتها وحشة لأنها مش عميقة ومختلطة بمياه الصرف الصحى اللى ناشع فى المنطقة كلها».
{long_qoute_1}
يتابع «حسن» قائلاً: «لما كنت فى الصعيد الدنيا كانت أحسن من هنا لما كنا بنتصل برئيس المجلس عشان ييجى ينضف الزبالة ولا يصلح ماسورة مكسورة كان بيستجيب لنا بسرعة من خلال جمعيتنا المدنية، لكن هنا لا حياة لمن تنادى، محدش بيتحرك إلا لما تحصل كارثة، هناك على الأقل مفيش زبالة ولا صرف صحى طافح كده، كنا بنعرف نشم شوية هوا نضيف لكن هنا فى كل حتة تروح فيها مابتلاقيش إلا الزبالة قدامك، ولا يوم من أيام الصعيد لكن هنقول إيه أكل العيش هو اللى خلانا نيجى هنا، واسمنا بس قاعدين فى مصر تيجى الناس تشوف مصر شكلها عامل إزاى، عشان كده قرايبى لما بييجوا يزورونى ما بيحبوش يقعدوا هنا خالص لأنهم بيكونوا مفكرين إن مصر دى جنة ومش عارفين إن الأماكن المحيطة بها من كل حتة زى الخصوص كده، كلها عشوائيات ومحدش يحب يسكن فيها خالص».
وعن الأبراج السكنية الجديدة فى الخصوص شمال الدائرى يقول «حسن»: «معظم العمارات السكنية اللى هنا مخالفة والحكومة سابتها تطلع بكل سهولة، يعنى لو مكنش فيه فساد كانت الأبراج دى كلها طلعت بالسهولة دى، عشان المنطقة قريبة من المترو والدائرى عليها إقبال سكانى كبير جداً وده بيعقد الدنيا هنا كل شوية لأنها مش مخططة وخارج حسابات الحكومة، لما تروح تكلمهم هيقولوا لك منطقتكم عشوائية ومخالفة وما تستحقش أى تطوير وإحنا هنعمل وهنسوى، الفساد هنا محسوس ما شفتوش بعنيا عشان ما أبقاش كداب، لكن فيه أصحاب ليا كتير شغالين فى الاستثمار العقارى، بيأكدوا إنهم بيدفعوا رشاوى إلى موظفى المحليات ومباحث الكهرباء، وبيعملوا برضو محاضر، يعنى بدل ما يعمل له محضر بـ70 ألف جنيه بيعمله بـ3 آلاف جنبه والموظف بياخد 3 آلاف جنيه يضربهم فى جيبه، لأن المحاضر مخالفتها ترجع لتقدير الموظف ده اللى هو أصلاً عين الحكومة، زكريا عزمى ما كدبش لما قال إن الفساد فى المحليات للركب لكن الفساد فى المحليات مش للركب خالص، ده لحد الراس، وعشان كده البلد عمرها ما هتتقدم، كله بيضحك على كله، المقاول مفكر نفسه ناصح وبيضحك على السكان وعلى الموظفين، والموظف مفكر نفسه بيضحك على الجميع، لكن كل ده بيضحك على نفسه فى الآخر، وهنفضل طول عمرنا عايشين فى العشوائيات بسبب غياب الضمير».
أحد مقاولى البناء بمنطقة الخصوص، رفض ذكر اسمه، قال لـ«الوطن»: الرشاوى الأول كنا بنطلعها تحت الترابيزة دلوقتى بقت علنى، ده غير الابتزاز اللى بنتعرض له كل 5 دقايق ولو مش هتدفع ممكن يقطعوا عننا الكهرباء أو يعملوا لنا محضر، يعنى موظف الضرايب العقارية بييجى يحصل منى فلوس ليه والحكومة مش موصلة صرف صحى أو كهرباء أو مياه».
مقاول البناء ألقى بالتهمة كاملة على الحكومة لكنه لم يجب على سؤال «الوطن» عن مسئوليته عن البناء على الأراضى الزراعية دون تصريح بناء من المحليات، وطلب عدم التعرض لهذه المسألة خوفاً من لفت نظر الحكومة إليهم والاكتفاء بعرض مشكلات الصرف الصحى والمرافق».
رفاعى أحمد، رجل خمسينى، فنى كهربائى، يعيش فى منطقة الخصوص بجوار الرشاح منذ 3 سنوات يقول: «الشقق هنا رخيصة عن الأماكن التانية والمستثمرين بيبيعوها بنظام الإيجارات القديمة، عشان تدر لهم دخل سنوى كبير، قليل منهم اللى بيبيع تمليك لأنهم بيبيعوا العمارة كلها بعد ما بيسكنوها بملايين، الإيجار هنا بـ650 جنيه فى الشهر ومدة العقد 59 سنة، فى البداية صاحب العمارة بيعمل من البحر طحينة للساكن الجديد لكن بعد ما بيسكن بيكتشف الكوارث، مع إن صاحب العمارة بيكون واخد 6 آلاف جنيه من الساكن الجديد عشان توصيل المرافق، الساكن بيكتشف إن مفيش ميّه نضيفة متوصلة بالعمارة من البلدية، ولو متوصلة بتكون مسروقة والكهرباء عدادات كودية مؤقتة، ولو مش موصل عداد مباحث الكهرباء بتدفعه غرامة 750 جنيه لو ركب عداد، مفيش كشاف بيشوف العداد، ولازم انت اللى تروح تودى القراية وإلا هيشيلوا عنك العداد تانى».
يضيف «رفاعى» قائلاً: «أنا رجل كهربائى على قد حالى بأشتغل يوم وبأقعد 10 وعندى 3 عيال فى التعليم، ظروف الحياة صعبة والمكان هنا أصعب لأنه عشوائى جداً وملىء بالزبالة والسرقة، فيه حالات سرقة بتحصل هنا يومياً، جوز بنتى الموتوسيكل بتاعه اتسرق من الحتة اللى كان بيشتغل فيها».
يشير «رفاعى» إلى كوم زبالة كبير يجاور مسجداً وحضانة أطفال ويقول: «كوم الزبالة ده موجود من سنين ومفيش حد بيشيله والراجل صاحب حتة الأرض مش عامل سور على الحتة بتاعته لو عمل سور الناس مش هترمى زبالتها هنا».
الشيخ عبدالعال عبدالحليم يقول: «كوم الزبالة اللى جنب مسجد الرحمن بقاله سنة على الحال ده، اشتكينا كام مرة للحى ومفيش حد اتحرك وشاله»، يلتقط منه أبوعادل السوهاجى أطراف الحديث ويقول: «دفعنا السنة اللى فاتت 300 جنيه للحى لحد ما جه وشال الزبالة من هنا ومن ساعتها ومحدش عبرنا، الريحة مش طايقينها، الزبالة وصلت لنص الشارع والقطط والكلاب على طول مالية الحتة، طبعاً عشان بقى كوم زبالة كل الناس اللى فى المنطقة وهما ماشيين الصبح بيرموا فيها الزبالة وإحنا بنشم الريحة».
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية
- أكل العيش
- أكوام القمامة
- الأبراج السكنية
- الأراضى الزراعية
- الأرض الزراعية
- الاستثمار العقارى
- التوك توك
- الصرف الصحى
- الطريق الدائرى
- العمارات السكنية