آمال فهمى على ناصية التحريض
أن يصدر التحريض على الإعلاميين من الرئيس أو المرشد أو جماعته فهذا مفهوم ومتوقع ولا يثير الدهشة لأن الإعلام هو آخر الحواجز الفولاذية التى تسد الطريق على الإخوان وتمنعهم من ابتلاع واغتصاب وأخونة وطلبنة مصر، ولكن أن يصدر التحريض على الإعلاميين من سيدة إعلامية مخضرمة قضت سبعين سنة من حياتها فى الإذاعة تقدم برنامجاً شهيراً صار بصمة إعلامية متميزة والمدهش أنها شخصياً عانت من التحريض فى زمن «عبدالناصر» ومنع برنامجها بسبب مثل تلك النصائح الذهبية التى تتبرع الآن بتقديمها للرئيس، إنها المذيعة آمال فهمى التى حضرت مؤتمر حريات المرأة بصفتها الإعلامية تقول للرئيس لماذا تصمت على الإعلاميين المحرضين ومن بينهم الإعلامى الذى يهاجم ويحرض لصالح رجل أعمال متهرب من الضرائب وبالطبع كان المقصود رئاسياً مرسياً وآمالياً فهمياً الزميل وائل الإبراشى ونجيب ساويرس!، إنها تؤمن على كلام الرئيس وتثبت اتهاماته وهى بذلك تمنحها بحسب تعبير الرئيس غطاء وسيستغل سؤالها كمحلل لمرور هذا التلسين الرئاسى والتلقيح الإخوانى، أبسط ما كان يجب أن تفعليه يا سيدة آمال هو أن تنسحبى من الاجتماع عندما تستمعين إلى كل هذا الهجوم على الإعلام وتهديدات الغلق وقطع الألسنة والسجن، لا أطلب منك المفروض والواجب وهو أن تعترضى وتقفى مخاطبة الرئيس متسائلة: هل قمنا بالثورة من أجل كتم أنفاس الحرية؟، هل لم يكن الإعلام الذى تهدده الآن بقطع رقبته وصوابعه هو الذى وقف بجانبك وبجانب جماعتك أيام كان ظهور أحد من الإخوان فى مرآة حمام بيته جريمة يعاقب عليها القانون؟!، لماذا لم تعترضى يا عزيزتى آمال فهمى وتسأليه لماذا لم يكن كل هذا الحماس وكل هذه الحمقة والغضب يوم «الاتحادية» ويوم حصار «الدستورية» ولماذا كان كل الحديث عن المقطم؟، لماذا لم تهمسى فى أذنه عندما سجلتى معه برنامج الشعب يسأل.. هل أنت رئيس فعلاً لكل المصريين عندما أصدرت إعلانك الدستورى وعينت النائب العام رغم اعتراض نادى القضاة وموافقتك على أخونة الدولة وعدم الالتفات إلى التقرير الذى رفعه لك شريك انتخابى سابق هو الدكتور مخيون والمكتوب فيه تفاصيل أخونة الدولة؟، لماذا لم تسأليه عزيزتى من على المنصة وليس من على الناصية أين وعودك فى «فيرمونت» لرموز التيار المدنى وفى البرامج التى سجلت فيها أيام سباق الرئاسة والتى بالصدفة كانت كلها على الفضائيات الملعونة التى يملكها رجال الأعمال الفلول المتهربون من الضرائب الذين تلعب أصابعهم فى مصر ولا يدفعون الصخرة معك فى منحدر الصعود الذى لم أهتدِ إلى مكانه حتى الآن فى أى جبل أو كهف يقع هذا المنحدر التصاعدى!!؟، ولماذا استقال مستشاروك الذين اخترتهم بنفسك ولم يفرضهم أحد عليك؟، آلاف من علامات الاستفهام مرت مرور الكرام عليك ولم تفكرى ولو للحظة أن تطرحيها على الرئيس وأنت اللماحة الذكية الفصيحة، فكرتى فقط فى تسخين الموقف والتساؤل عن سر الصمت الرئاسى على هؤلاء المحرضين المجرمين السفاحين الإعلاميين الذين هم للأسف زملاء مهنة ومنهم من استشهد فى سبيل كشف الحقيقة وأطلق عليه الرصاص وهو يؤدى مهمته المزعجة لهؤلاء المذعورين من الحقيقة المصابين بداء الكذب المزمن. عزيزتى الأستاذة الكبيرة آمال فهمى أرجوك بعض الاحترام لمكانتك الإعلامية الرفيعة وعيب أن تمرمغيها فى التراب على ناصية التحريض.