«الإخوان» تعلنها صريحة!

قبل خمسة أيام على وجه التقريب من اغتيال العميد الشهيد عادل رجائى، صدر عن جماعة الإخوان بيان ممهور بتوقيع محمد عبدالرحمن مسئول اللجنة الإدارية بالجماعة، يدعو فيه جميع أنصار الإخوان فى كل المحافظات إلى النفير العام، ثأراً لقتلى الجماعة. وجاء البيان بعنوان: «انفروا خفافاً وثقالاً»، وطالب «عبدالرحمن» بضرورة التوحد لمواجهة ما تمر به الجماعة، وأن لا تترك الفرصة للفرقة أو التشتت. هذا البيان جاء بعد أيام معدودات من مقتل الدكتور محمد كمال القيادى الإخوانى، والذى تصفه أجهزة الأمن بـ«مسئول الجناح المسلح بالجماعة». اللافت للنظر أن البيان الصادر عن تنظيم «لواء الثورة»، التنظيم المسلح الذى أعلن مسئوليته عن اغتيال الشهيد «رجائى»، ورد فيه اسم الدكتور محمد كمال فى العبارة التى تقول: «لقد حذرنا وأنذرنا مراراً أن الجرائم التى يقوم بها النظام، وآخرها اغتيال الدكتور محمد كمال، لن تمر أبداً دونما عقاب»!.

لو أنك ربطت بين بيان النفير العام الموقع باسم محمد عبدالرحمن ثم بيان تنظيم «لواء الثورة»، واسم «محمد كمال» الذى يصلهما ببعضهما البعض، فسوف تخلص مباشرة إلى أن الإخوان أصبحت لا تتوارى من فكرة حمل السلاح، رغم كل جهدها واجتهادها فى نفى العنف والإرهاب عنها، ولصقه بتنظيمات أخرى، كانت الجماعة تزعم باستمرار عدم وجود صلة تربطها بها!. وظنى أن تلك هى المرة الأولى التى تعلن فيها الجماعة صراحة مسئوليتها عن عملية إرهابية. وقد اجتهد العديد من المواقع التابعة للجماعة بالتزامن مع صدور البيان الخاص بتنظيم لواء الثورة فى تقديم مبررات فارغة لهذا الفعل الإرهابى، لا تنطلى على طفل بإمكانه أن يسأل عن العلاقة بين العميد الشهيد، ومصرع محمد كمال عضو مكتب إرشاد الجماعة. فالرجل عميد بالقوات المسلحة المصرية، ومصرع محمد كمال تم على يد قوات الشرطة.

فى تقديرى أن الجماعة تنقل الآن أخطر نقلاتها فى لعبة البحث عن طريق للعودة إلى الحكم بأى وسيلة من الوسائل. ولست أدرى أين من لديهم بقية عقل من قيادات الإخوان من هذه الخطوة الخطيرة؟. بحسابات النتائج الجماعة ستواصل مسلسل خسائرها الذى بدأ فى اللحظة التى فكرت فيها فى حكم مصر، دون أن تتمتع بالقدرة التى تؤهلها لذلك. ولو أنها انسحبت وقتما نزل الناس مطالبين «مرسى» بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لاختلف الوضع وما أصابها ما أصابها. كان من الممكن أن تفسح المكان لغيرها وتترك الحكم عليه للشعب، لأن الشعب وحده هو القادر على تغيير المعادلة. ليس أبلغ من حالة الحمق الذى تعيشه الجماعة الآن من حالة الشماتة التى يعالجون بها أوجاع المصريين نتيجة الغلاء وشح بعض السلع. ولست أدرى بأى وجه تريد الجماعة أن تستعيد حكم شعب تفرح لآلامه، بل لا تتردد فى استخدام السلاح كوسيلة للإرهاب السياسى، حتى تسمم حياة هذا الشعب أكثر وأكثر، والمضحك أن تظن بعد ذلك أن لها عودة. وظنى أن هذه الجماعة قطعت منذ ثورة يناير 2011 تذكرة «ذهاب بلا عودة»!