رئيس الوزراء يطلب تقريراً مفصّلاً من وزير الداخلية عن «الهروب من سجن المستقبل»

كتب: عبير العربى

رئيس الوزراء يطلب تقريراً مفصّلاً من وزير الداخلية عن «الهروب من سجن المستقبل»

رئيس الوزراء يطلب تقريراً مفصّلاً من وزير الداخلية عن «الهروب من سجن المستقبل»

طلب رئيس مجلس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل، من وزير الداخلية، اللواء مجدى عبدالغفار، تقريراً مفصلاً عن واقعة هروب 6 سجناء، بينهم عناصر تكفيرية، من سجن «المستقبل» فى الإسماعيلية، على أن يتضمّن التقرير وصفاً لحالة السجن، وتفاصيل الواقعة، وكيف تمت عملية هروب السجناء، وكيف وصلت الأسلحة إليهم. {left_qoute_1}

وأكد مصدر مطلع لـ«الوطن» أن رئيس الوزراء طلب موافاته بذلك التقرير على وجه السرعة. وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة لفحص التقرير، للوقوف على أى أوجه تقصير محتملة، للتعامل الجاد مع تلك الأزمة، خصوصاً أنها ليست المرة الأولى التى يشهد فيها السجن واقعة هروب مساجين.

من جانبه، أمر وزير الداخلية بتشكيل لجنة موسعة من التفتيش والرقابة توجّهت إلى مديرية أمن الإسماعيلية، لإجراء تحقيقات موسعة عن الواقعة، تشمل كبار القيادات فى المديرية، كما قامت بزيارة مقر السجن، وكتبت تقريراً عن حالته، كما استمعت إلى أقوال عدد من المساجين، حيث أكد عدد منهم أنه كانت هناك فرصة سانحة للهرب نتيجة حالة التوتر التى شهدها السجن، وقالوا إن عدداً من المساجين تمكنوا بالفعل من الهرب، كما دوّنت اللجنة الوضع الإجرائى والقانونى والفنى والإدارى، الذى عليه السجن، وتعداد المساجين، وعدد العنابر، وكذلك مواجهة قيادات السجن وطاقم الأفراد والضباط، قبل مثولهم المباشر أمام النيابة العامة، للاستماع إلى أقوالهم، وتوجيه تهم بـ«التقصير فى أداء العمل».

وأكد عدد من القيادات الأمنية، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن «حالة التدهور التى يعانى منها سجن المستقبل، كما يطلق عليه، هو فى الأساس قسم لشرطة الترحيلات، وليس سجناً عمومياً، بل للحبس الاحتياطى فقط على ذمة التحقيقات». وأضافوا أنه «تم رفع الكثير من المذكرات التى تؤكد وجود نقاط ضعف كثيرة وخلل قد يؤدى إلى تكرار واقعة هروب السجناء كما حدث فى عام 2014، وتم إرفاق مذكرة مماثلة بالاحتياجات الشاملة التى يحتاج إليها سجن المستقبل». ولفتت المصادر إلى أن أهم تلك الاحتياجات تتمثل فى نقل عدد من المساجين، وسحب جميع العناصر المتورّطة فى أحداث «مذبحة استاد بورسعيد»، والعناصر السياسية، وتحديث كاميرات المراقبة، وربطها بوحدات مراقبة بغرفة العمليات الرئيسية بالمديرية، وتوفير عيادات طبية، وزيادة عدد الخدمات، وتطهير عدد من الأسماء بين الأمناء، ووجود جهاز لتعطيل الموبايلات، التى يتم تهريبها إلى المساجين أثناء الزيارات.

وفى السياق ذاته، واصلت نيابة الإسماعيلية الكلية التحقيقات فى واقعة هروب 6 مساجين، وهم: «أحمد شحاتة محمد مصطفى»، محبوس على ذمة القضية 185 «جنايات عسكرية»، و«عودة درويش على سلام»، محبوس على ذمة القضية 83 «جنايات عسكرية»، و«صلاح سعيد سعد لافى»، محبوس على ذمة القضية 109 «جنايات عسكرية»، و«ياسر عيد زيد حسن»، محبوس على ذمة القضية 103 «جنايات أبوصوير»، و«عود الله موسى على»، المحبوس على ذمة القضية 5230 «جنايات القنطرة غرب»، الذى تمكنت القوات من إلقاء القبض عليه وبحوزته السلاح الميرى الخاص بأحد أفراد قوة تأمين السجن، و«أحمد يونس محمد يونس»، المطلوب فى ذمة القضية 5230 «جنايات القنطرة غرب».

واستمعت النيابة إلى أقوال شهود الواقعة بمنطقة «الوصفية»، التى راح أحد أبنائها ضحية عملية الهروب، وهو المواطن «أحمد عبدالوهاب»، نتيجة تلقيه طلقة فى الرأس على يد أحد العناصر الهاربة، من أعلى سيارة ربع نقل كانت فى انتظاره خارج السجن، وهو ما اعتبرته النيابة «شبهة تواطؤ صريح، واستعداد مسبق لعملية الهروب»، فيما تبيّن للنيابة، خلال مباشرة التحقيقات، وعقب التوجّه إلى مقر سجن المستقبل، والتحفُّظ على جميع الأعيرة الفارغة التى استُخدمت بالواقعة، أن الأعيرة المستخدَمة تنوعت ما بين «ميرى» و«مستورد» و«مجهول».

وأظهرت تحقيقات النيابة أن الضابط المصاب الرائد محمد شريف الحسينى، رئيس مباحث مركز شرطة «أبوصوير»، عقب استقباله تعليمات بسرعة التوجُّه إلى سجن المستقبل، ومواجهة عملية الهروب، نزل مسرعاً وبرفقته أمين الشرطة الخاص بمكتبه، وعند استقلاله سيارة الشرطة وجد أحد إطارات السيارة فارغاً، فاضطر إلى استخدام سيارة خاصة، وعند منطقة «الوصفية»، بدأت سيارة ربع نقل تحمل الهاربين فى إطلاق النار باتجاههما، حيث أصيب الضابط بطلق نارى فى الرأس، بينما أصيب مرافقه برصاصة فى القدم.

من جانب آخر، أكد السجين «عوض الله موسى»، الذى تم إلقاء القبض عليه بعد قليل من هروبه ضمن بقية السجناء، أمام تحقيقات النيابة، أن عملية الهروب تمت بمعرفة أحد أفراد الأمن، تم الاتفاق معه قبل العملية بعدة أيام، حيث حصل على مبلغ 100 ألف جنيه، مقابل دخول 4 قطع سلاح آلى بالذخيرة، مشيراً إلى أن الشرطى المذكور حصل على السلاح المطلوب من أقارب المتهمين خارج السجن، وقام بإخفائه داخل سيارة الترحيلات، حتى تم توصيله إلى السجناء.

واعترف المتهم بارتكابه واقعة قتل المواطن «أحمد عبدالوهاب»، من قرية «الوصفية»، أثناء تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، حيث أصيب بطلق نارى فى الرقبة والصدر، وكذلك إصابة رئيس مباحث مركز شرطة «أبوصوير»، الرائد محمد الحسينى، بطلق نارى فى الرأس.

وأضاف أن فرد الأمن المذكور ساعد فى تسهيل هروب السجناء، بعد قيامهم بإطلاق وابل من الأعيرة النارية على البوابات وباتجاه أفراد التأمين، حتى تمكنوا من الخروج من السجن، والتوجه إلى إحدى المناطق النائية. وأكد أنه تمكن من الهرب داخل سيارة ربع نقل كانت تنتظره بالخارج، وتمكن بالفعل من استقلالها والخروج من بوابات السجن، حيث قام أحد الأفراد بتسهيل فتحها. وقال إنه تم القبض عليه داخل إحدى المزارع بقرية «الوصفية»، بمعاونة الأهالى للشرطة، حيث تمكنوا من الوصول إلى السلاح، بعد أن قام بإخفائه.


مواضيع متعلقة