مُسن يحول مقلب قمامة إلى حديقة: الحياة حلوة.. بس نزرعها

كتب: شرمندة الدسوقى

مُسن يحول مقلب قمامة إلى حديقة: الحياة حلوة.. بس نزرعها

مُسن يحول مقلب قمامة إلى حديقة: الحياة حلوة.. بس نزرعها

حديقة مهملة تحولت بمرور الزمن إلى مقلب قمامة، وضع لم يرضَ عنه جمال النهرى، 80 عاماً، الذى يسكن إلى جوار الحديقة، ما دفعه إلى الانتصار على القبح وتحويل المساحة المهملة إلى حديقة خضراء تسر العين وتبعث على البهجة وذلك بمجهود فردى.

ليست تلك الحديقة فقط، بل بدأ «النهرى» رحلة زراعة الحدائق العامة الممتدة من ميدان عثمان بن عفان إلى ميدان سانت فاتيما بمصر الجديدة، وذلك بعد الحصول على تصريح من رئيس الحى، استطاع الرجل الثمانينى خلال ثلاث سنوات أن يزرع ما يقرب من ثلاثة أفدنة بأنواع مختلفة، سواء زهور عطرية أو أشجار فاكهة: «إحنا ممكن نزرع شوارع مصر كلها بالفل والريحان والزعتر وغيرها بنظام العقلة، فمن كل نبات نستطيع أن نحصل على الآلاف من العُقَل وزرعها، بالطبع يحتاج الزرع إلى رعاية يومية ومجهود، خاصة فى التخلص من الحشائش التى تغتال أحواض الزهور، وكمان بيحتاج عناية خاصة فى شهرَى يوليو وأغسطس وهما شهرا الإنقاذ، إذا مرا بسلام على الحديقة تكون الأمور على ما يرام، عشان كده خلال الشهرين دول أقوم برى الأرض من الصباح حتى موعد انصرافى فى المغرب تقريباً».

فى بداية المشروع كان بعض الشباب المتطوعين يساعدون «النهرى» فى الزراعة وجمع القمامة من الحديقة: «أنا زرعت أنواع نباتات كنت زارعها فى منزلى عمرها خمس سنوات، ومنها نباتات نادرة أحرص على زراعتها دائماً حتى لا تتعرض للانقراض، ورغم أن الزراعة بعيدة كل البعد عن أساس مهنتى قديماً كرجل يعمل فى مجال الصحافة، فإننى تعلمت الزراعة حتى أستطيع الاعتناء بها بطريقة سليمة».

فى البداية واجه «النهرى» مشكلات كثيرة وصعوبات، منها تعليقات الناس على المشروع ورمى القمامة فى الحديقة باستمرار، لكنه حاول معالجة المشكلة بوضع صندوق للقمامة فى مدخل الحديقة، وبعد فترة القمامة قلَّت حتى توقف الناس عن إلقاء القمامة: «نفسى كل الناس تعمل مشروع الحديقة ده فى شوارع بلدنا، عشان مصر يبقى شكلها حلو، أو حتى عشان كل واحد يبص من بلكونة بيته على منظر كويس، الموضوع مش مجهد ومش مكلف، لكن النتيجة رائعة».


مواضيع متعلقة