أمين «البيشمركة»: تركيا ليست جزءاً من «تحرير الموصل».. وسنقصف أى قوات «مجهولة»

كتب: محمد حسن عامر

أمين «البيشمركة»: تركيا ليست جزءاً من «تحرير الموصل».. وسنقصف أى قوات «مجهولة»

أمين «البيشمركة»: تركيا ليست جزءاً من «تحرير الموصل».. وسنقصف أى قوات «مجهولة»

أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة الكردية، الفريق جبار ياور، أن ما أسماه بـ«الصفحة الأولى» من عملية تحرير مدينة «الموصل» العراقية من سيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى اكتملت بنجاح، وأضاف المسئول الكردى العراقى، فى حواره لـ«الوطن»، أن «عناصر داعش لجأوا إلى خطط للتصدى للقوات الاتحادية والكردية وأبرزها حفر الخنادق وملؤها بالنفط الخام للتعتيم على الطائرات، إلى جانب السيارات المفخخة والقناصة والانتحاريين»، وشدد «ياور» على أن تركيا ليست جزءاً فى عملية تحرير «الموصل»، وأى قوة غير القوات الرسمية ستشارك فى العملية العسكرية دون موافقة الحكومة ستعتبر «قوة مجهولة» وقصفها أمر طبيعى.

■ بداية، ما توقعاتك للعملية العسكرية التى بدأت ضد تنظيم «داعش» الإرهابى؟

- أولاً، قبل الإجابة عن سؤالك أود القول إن مدينة «الموصل» ليست مدينة عربية فقط، وإنما هى مدينة عراقية تعيش فيها كل الكيانات والقوميات، يعيش فيها الإخوة العرب والكرد والمسيحيون والإيزيديون والشبك والكاكائيون، أى إنها مدينة يعيش فيها مختلف القوميات ومختلف الأديان، وأيضاً هى مدينة بها الشيعة والسنة، نحن مشتركون فى العيش فى المدينة وهى مدينة عراقية، أولاً وأخيراً.

{long_qoute_1}

■ وماذا عن المعركة التى بدأت ضد تنظيم «داعش»؟

- المعركة بدأت بعد الاجتماعات التى دارت ما بين قادة قوات البيشمركة فى إقليم كردستان العراق، وأيضاً قادة قوات الحكومة الاتحادية و«التحالف الدولى»، الذى تقوده الولايات المتحدة، منذ حوالى 3 أسابيع والاتفاق الكامل على خطة عملية تحرير مدينة «الموصل» من سيطرة التنظيم الإرهابى، وكذلك الاتفاق على القوات التى ستشارك من الحكومة الاتحادية ومن إقليم كردستان ومن «التحالف الدولى». اليوم بدأت العملية فجراً وهى الصفحة الأولى من العملية التى بدأت فى مدينة «الخازر»، وتمكنت قوات البيشمركة من تحرير حوالى 9 قرى بهذه المنطقة مع بدء العملية، وأكملت الجزء الأول أو الصفحة الأولى من العملية بنجاح، الصفحة الأولى تلك من عملية استعادة «الموصل» بدأت فى الخامسة والنصف صباح الاثنين بتوقيت العراق وانتهت العمليات الواحدة ظهراً.

{long_qoute_2}

■ وما الجهات التى تشرف فعلياً على تلك العملية العسكرية المهمة؟

- أنشأنا 3 مراكز للتنسيق الأمنى فى إطار عملية تحرير «الموصل» من «داعش»، الأول مركزه فى مدينة «أربيل»، عاصمة إقليم كردستان العراق، وهذا المركز الخاص بالتنسيق ومتابعة العملية يضم ضباطاً من الجيش العراقى إلى جانب ضباط من قوات البيشمركة الكردية، مع الاستعانة بضباط من «التحالف الدولى» للحرب على الإرهاب، وهناك كذلك مركز التنسيق الأمنى الثانى ويقع فى منطقة «مخمور» قرب مدينة «الموصل» تحت إشراف قائد عمليات محافظة «نينوى» اللواء نجم الجبورى، والمركز الثالث ومقره داخل وزارة البيشمركة ومكون من ضباط أمن يتبعون للجهات الأمنية فى الحكومة الاتحادية إلى جانب ضباط أمن من إقليم كردستان العراق.

■ وما هوية القوات المشاركة فعلياً فى تلك العملية؟

- القوات المشاركة فى تلك العملية هى القوات العراقية الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية و«التحالف الدولى» للحرب على الإرهاب، وكذلك قوات الشرطة الفيدرالية، وقوات الشرطة المحلية، إلى جانب قوات مكافحة الإرهاب وقوات من الحشد الشعبى والحشد العشائرى.

■ كيف تم التعامل مع تلك الخطط؟ أم أنه لم يحدث اشتباك مباشر حتى الآن مع عناصر التنظيم؟

- هناك اشتباكات، عندما تخترق قوات الجيش كل هذه الحواجز هم يتمركزون داخل القرى والقساوات وعندما تصل قوات الجيش إلى حدود القرى والقساوات تكون هناك اشتباكات لكن مقاومتهم ضعيفة جداً.

■ هل هناك تقديرات لديكم للخسائر التى لحقت بصفوف «داعش» خلال اليوم الأول لعملية تحرير «الموصل»؟

- هناك قتلى كثيرون والبقية والأكثرية هربوا، ولكن حتى الآن لا توجد إحصاءات أو لم تصلنى إحصاءات حتى الآن كى أبلغ برقم حول تلك الخسائر. {left_qoute_1}

■ بعض وسائل الإعلام الروسية قالت إن مقاتلى «داعش» يخرجون من «الموصل» بتوافق أمريكى سعودى ويتوجهون لسوريا، ما تعليقك على هذه الأنباء؟

- هم يهربون خوفاً من عملية تحرير الموصل، وهم حسب المعلومات التى وصلت لنا أخلوا الجانب الأيسر من «الموصل»، ويتجهون إلى الجانب الأيمن، وكما أقول فإن مقاومة عناصر التنظيم ضعيفة للغاية أمام تقدم قوات الجيش الاتحادى والقوات المشاركة فى العملية العسكرية.

■ حذرت تركيا من مشاركتها فى عملية «الموصل»، وأنه سيتم استهدافها من قبل طائرات التحالف.. أرجو منك توضيحاً أكثر لتلك التصريحات.

- أنا لم أقصد فقط القوات التركية، عندما سئلت عن قوات غير اتحادية أو من خارج الإقليم إن شاركت فى هذه العمليات، أنا قلت إن الخطة الموضوعة على الأرض والمتفق عليها بين إقليم كردستان وقوات الحكومة الاتحادية و«التحالف الدولى» أنه فقط القوات الرسمية للحكومة الاتحادية هى التى تشارك فى العملية والقوات الرسمية لإقليم كردستان، وأى قوات أخرى إن كانت إقليمية أو دولية أو من أى منطقة أخرى، لم يكن لها أى موضع رسمى ضمن الخطة المتفق عليها وتشترك من نفسها فى تلك العملية دون إذن، بما فى ذلك القوات التركية أو غيرها سنعتبرها قوات مجهولة، وستكون مهددة من قبل الطائرات والتحالف الدولى أو من قبل القوات العسكرية الموجودة فى المنطقة، وهذا أمر طبيعى فى العمليات العسكرية.

■ لكن الرئيس التركى أكد فى تصريحات أن بلاده مصممة على المشاركة فى العملية العسكرية بـ«الموصل» رغم الرفض العراقى، ما رأيك فى تصريحات «أردوغان»؟

- «الموصل» مدينة عراقية، ودولة العراق ذات سيادة على أرضها، وهناك حكومة وبرلمان فى العراق، والبرلمان العراقى رفض المشاركة التركية فى هذه العمليات، ورئيس الوزراء حيدر العبادى، القائد العام للقوات المسلحة فى العراق رفض رفضاً قاطعاً أى مشاركة تركية فى هذه العمليات. وكذلك فإن المتحدث باسم القوات الأمريكية، وأيضاً ماكجورد المبعوث للرئيس الأمريكى باراك أوباما ذكر هذا واضحاً بأن تركيا هى ليست جزءاً من التحالف الدولى فى العراق، وأن أى وقت ترغب فى المشاركة فى العملية العسكرية بـ«الموصل» عليها أن تأخذ أولاً موافقة الحكومة الاتحادية.

■ إذن فى حال تدخل قوات تركية دون موافقة الحكومة العراقية من الممكن أن نرى استهدافاً لتلك القوات، أليس كذلك؟

- لا أتصور أنهم سيتحركون من المنطقة التى هم فيها.

■ وهل يخشون الدخول فى قتال مع القوات العراقية والكردية؟

- لا أتصور أنهم سوف يتحركون، وإنما كل ما يقال فى هذا الأمر يصب فى إطار الصراع الدبلوماسى الموجود بين العراق وتركيا.

■ كان هناك حديث عن إقامة قاعدة عسكرية تركية فى مدينة «دهوك» الكردية، ما حقيقة ذلك؟ وماذا عن القوات العراقية الموجودة فى «بعشيقة»؟

- هذا الأمر عار تمام من الصحة، لا توجد أى خطط لبناء قاعدة عسكرية تركية فى «دهوك» ولا فى أى منطقة أخرى من إقليم كردستان، أما بالنسبة لمسألة وجود قوات تركية فى معسكر «بعشيقة» قرب «الموصل»، فالأمر يعود إلى الحكومة الاتحادية، هى وحدها التى تقرر فى هذا الشأن، ولكن على كل العراق دولة ذات سيادة، ويجب احترام سيادتها.

■ برأيك، ما الوقت الذى يمكن أن تستغرقه العملية العسكرية الحالية لتحرير «الموصل» من قبضة «داعش»؟

- المعارك لا يمكن لأحد تحديد وقت لها، مدينة «الموصل» كما تعلم واسعة ومساحتها كبيرة جداً، ولذا فإنها ستكون معركة صعبة وكبيرة، الأمر سيتوقف على المقاومة إن تمكن مقاتلو «داعش» من المقاومة فسوف تستمر المعركة لمدة ليست طويلة جداً، وإنما احتمال أن تمتد المعركة لأسابيع، وفى حال لم يتمكن عناصر التنظيم من المقاومة، فإن المعركة ستكون قصيرة.

■ هناك تحذيرات دولية فيما يتعلق بالجوانب الإنسانية ومخاوف من تكرار مآسى المدنيين فى «الفلوجة»، ما الإجراءات المتخذة فى ذلك الجانب؟

- أولاً: طلبنا من كل المدنيين أن يكونوا فى بيوتهم، وألا يقتربوا من الثكنات العسكرية، خاصة تلك التابعة لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابى، وهناك طرق خاصة لحماية المدنيين إذا أرادوا الفرار من المدينة، وأيضاً هناك اتفاق بين الجميع، بين إقليم كردستان العراق والحكومة الاتحادية، بالعمل معاً للمحافظة على أرواح المدنيين العزل، وحتى على الذين يستغلونهم إرهابيو تنظيم «داعش»، أو الجرحى الذين يقعون فى أيدى قوات البيشمركة أو قوات الحكومة الاتحادية، وإن شاء الله لن يكون هناك أى مكروه فى هذا الأمر.

■ ألا يُخشى من أن تكون هناك أية عمليات انتقامية تنسب لميليشيات «الحشد الشعبى» حال دخولهم «الموصل»؟

- الخطة التى وُضعت بأنه حُدد لكل قوة مكان محدد وهدف محدد، وتحسبنا لهذا الموضوع بأن بعض القوات التى لها حساسية فى بعض المناطق ألا تدخل فى تلك المناطق، لذا فإنه، وكما ذكر رئيس الوزراء حيدر العبادى وكما ذكرنا فى إقليم كردستان سابقاً فى لقاءات عديدة، أن القوات التى ستكون فى مركز «الموصل» هى قوات الجيش العراقى الاتحادى والشرطة الفيدرالية والشرطة المحلية فقط، أى القوات الرسمية الحكومية العراقية التى ستتسلم الملف الأمنى فى «الموصل».

■ كان هناك حديث عن نشر «داعش» مئات الأطفال المسلحين فى «الموصل» لمواجهة القوات الحكومية، ما حقيقة ذلك؟

- نعم التنظيم جند الأطفال فى الفترة السابقة، لكنى لا أتصور أن هؤلاء الأطفال سيكون لهم دور كبير فى تلك العمليات.

■ وهل بالفعل تم تدمير ترسانة «داعش» من الأسلحة السامة بغارات على مواقعه فى «الموصل»؟

- نعم هناك معلومات حول ذلك، وقد استعمل بعض تلك الأسلحة السامة ضد القوات الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية، ولكن حتى هذه اللحظة فى هذه العمليات لم نر شيئاً من هذا القبيل فيما يتعلق باستعمال تلك الأسلحة السامة، خاصة أنهم فى السابق كانوا يستخدمون غاز الكلور وغيره من الأسلحة السامة.


مواضيع متعلقة